كتبت مروة محمود الياس الأربعاء، 17 ديسمبر 2025 05:00 ص حين يبدأ الطفل استعداداته للمشاركة في بطولة رياضية، يتركز الاهتمام غالبًا على التدريبات واللياقة والتغذية، لكن هناك خطوة أساسية لا تقل أهمية عن أي تمرين وهي الفحص الطبي الشامل قبل المشاركة الرياضية. هذه الفحوصات ليست مجرد إجراء شكلي، بل وسيلة علمية لحماية صحة الطفل وتحديد ما إذا كان مستعدًا فعلاً لخوض المنافسة دون خطر. وفقًا لتقرير نشره موقع Scottish Rite for Children، تُعدّ التقييمات البدنية قبل المشاركة الرياضية خطوة ضرورية. لماذا يحتاج الطفل إلى فحص قبل المشاركة؟ الأطفال في مرحلة النمو يعيشون تغيرات مستمرة في العظام والعضلات والقلب والجهاز التنفسي. لذلك، قد تخفي البنية الجسدية الظاهرية السليمة مشكلات لا يمكن ملاحظتها إلا بالفحص. من خلال هذا التقييم، يمكن للطبيب اكتشاف مشكلات بسيطة في المفاصل أو العمود الفقري أو التنفس قبل أن تتحول إلى عائق. كما يساعد الفحص على تحديد مدى جاهزية الجهاز القلبي والعضلي لمستوى الجهد المتوقع في البطولة. ويشير الخبراء إلى أن أكثر من 80% من الحالات الصحية التي قد تؤثر على الأداء تُكتشف من خلال التاريخ الطبي الدقيق وليس الفحص الجسدي فقط. ولهذا، يجب أن يشارك الوالدان في استكمال بيانات الطفل لتوضيح أي مشكلات وراثية أو أمراض سابقة في العائلة. أهم عناصر التقييم الطبي يشمل الفحص الطبي الرياضي أربعة محاور رئيسية: 1. التاريخ الطبي الشخصي والعائلي: يُسأل الطفل وذووه عن أي أمراض في القلب، أو حالات إغماء، أو مشكلات في التنفس أثناء المجهود، أو إصابات سابقة في العظام والعضلات. 2. الفحص الجسدي الكامل: يقيّم الطبيب ضغط الدم، ونبض القلب، ونسبة الأكسجين، وقوة العضلات والمفاصل، ومرونة العمود الفقري. 3. الفحوصات التكميلية عند الحاجة: مثل تخطيط القلب، أو الأشعة على المفاصل في حال وجود إصابة سابقة، أو اختبارات التوازن للذين سبق أن عانوا من ارتجاج دماغي. 4. النصائح الوقائية: يقدم الطبيب خطة مخصصة للطفل تشمل تمارين الإحماء، والتغذية، ونمط النوم، وأي إجراءات احترازية أثناء الموسم الرياضي. إشارات تستدعي الانتباه قبل البطولة هناك مجموعة من العلامات التي تستوجب التقييم الإضافي قبل السماح بالمشاركة، منها: - تكرار التواء الكاحل أو آلام الركبة. - أي ارتجاج أو إصابة في الرأس خلال العام السابق. - شكوى من خفقان القلب أو ضيق النفس أثناء التمرين. - تاريخ عائلي لحالات وفاة مفاجئة قبل سن الخمسين. - كسور متكررة أو ضعف في الكتلة العضلية. وفي حال رصد الطبيب أي من هذه المؤشرات، لا يعني ذلك بالضرورة حرمان الطفل من البطولة، بل توجيهه لفحوص إضافية لتحديد درجة الأمان. وتشير بيانات المركز إلى أن أقل من 10% فقط من الأطفال يحتاجون إلى تأجيل المشاركة مؤقتًا بعد هذه الفحوص. الفحص كمدخل للرعاية المستمرة توضح الدراسة أن التقييم الطبي يمثل فرصة لبناء علاقة مستمرة بين الطبيب والطفل الرياضي. إذ يمكن للطبيب متابعة تطور النمو العضلي والعظمي بمرور الوقت، وتقديم إرشادات تحافظ على اللياقة وتقلل من الإصابات المزمنة. ويؤكد الخبراء في Scottish Rite for Children أن الاهتمام بهذه الفحوص السنوية يضع الأساس لثقافة “السلامة الرياضية”، ويجعل الطفل أكثر وعيًا بجسده وبحدود قدرته البدنية. كما أنه يمنح الأهل راحة نفسية بأن صغيرهم يدخل المنافسة في حالة صحية آمنة.