قال مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن البيانات المتعلقة بشهر نوفمبر 2025 تُظهر استمرار الهشاشة الأمنية الهيكلية في منطقة وسط إفريقيا، فعلى الرغم من التراجع العددي في العمليات الإرهابية من 4 عمليات في أكتوبر إلى 3 عمليات في نوفمبر، مما يعكس انخفاضًا بنسبة 25%، إلا أن هذا الانخفاض لا يعكس تحسنًا في الوضع الأمني. فقد ارتفع عدد الضحايا بشكل كبير، حيث زاد من 38 قتيلاً في أكتوبر إلى 89 قتيلاً في نوفمبر، ما يمثل زيادة بنسبة 57.3% خلال شهر واحد، كما لوحظ غياب الإصابات تمامًا، مما يشير إلى أن طبيعة الهجمات تعتمد على عمليات القتل المباشر دون ترك أي ناجين. التوزيع الجغرافي للهجمات وتشير إحصائيات مرصد الأزهر إلى أن جمهورية الكونغو الديمقراطية تظل محور النشاط الإرهابي في المنطقة، حيث سُجلت 100% من العمليات الإرهابية خلال الشهر المنصرم، ويعكس هذا التمركز الجغرافي استمرار عدم توازن القوى في إقليم كيفو الشرقي والمناطق الحدودية، حيث تتقاطع أنشطة الجماعات الإرهابية مع الميليشيات العرقية المسلحة والشبكات الإجرامية العابرة للحدود. أما الكاميرون، فقد خلت من أي عمليات إرهابية خلال شهر نوفمبر في المقابل واصلت تشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى تسجيل حالة من الهدوء الأمني المستقر للشهر الخامس على التوالي، مما يعكس استقرارًا نسبيًا في هاتين الدولتين مقارنة مع جمهورية الكونغو، التي لا تزال تمثل بؤرة للنشاط الإرهابي في المنطقة. جهود مكافحة الإرهاب على صعيد الاستجابة الأمنية، يبقى الوضع هشًا بشكل ملحوظ؛ حيث لم تُسجل أي عمليات عسكرية خلال شهر نوفمبر، مما يُشكل استمرارًا لانقطاع دام خمسة أشهر متتالية عن أي تحرك أمني فعّال (من يونيو إلى نوفمبر). ويعزز الفراغ المستمر في الردع العسكري القدرات العملياتية للجماعات الإرهابية، مما يمنحها فرصة لإعادة التموضع والتوسع، وتنفيذ هجمات ذات تأثير أكبر، كما تجلى بوضوح خلال هذا الشهر. في هذا الصدد، أشار مرصد الأزهر إلى أن الانخفاض في عدد العمليات الإرهابية لا ينبغي اعتباره دليلاً على تحسن الأوضاع الأمنية، حيث إن شدة الهجمات وخطورتها قد تضاعفت. ويحذر المرصد من أن استمرار الجمود العسكري يعد مؤشرًا خطيرًا على غياب استراتيجية إقليمية متكاملة، مما يخلق بيئة مواتية لتفاقم ديناميكيات العنف والإرهاب. وأوصى المرصد بتفعيل الاستجابة العسكرية المشتركة من خلال إنشاء قوة تدخل إقليمية للانتشار في المناطق ذات التهديد المرتفع كما يؤكد على أهمية تعزيز منصات تبادل المعلومات الأمنية بين الكونغو و تشاد والكاميرون وجمهورية إفريقيا الوسطى، بالإضافة إلى دعم قدرات الإنذار المبكر ومراقبة الحدود.