إعداد: مصطفى الزعبيقضت هيئة محلفين في ولاية مينيسوتا الأمريكية بإلزام شركة «جونسون آند جونسون» بدفع تعويضات تصل قيمتها إلى 65.5 مليون دولار لأم لثلاثة أطفال، إثر ثبوت تضررها من منتجات «التالك» التي تنتجها الشركة، وتسببها في إصابتها بنوع نادر وفتاك من السرطان.وجاء قرار المحكمة بعد مرافعة استمرت 13 يوماً في مقاطعة رامزي، بعد أن اقتنع المحلفون بادعاءات الضحية آنا جين هوتون كارلي (37 سنة) بأن استخدامها المستمر لبودرة الأطفال خلال طفولتها عرضها لمادة الأسبيستوس المسرطنة. وأدى هذا التعرض إلى إصابة السيدة بـ «ورم الميزوثيليوما»، وهو سرطان عدواني يستهدف غشاء الرئة ويرتبط بشكل مباشر باستنشاق ألياف الأسبيستوس.وركز الفريق القانوني للمدعية في دفوعه على أن «جونسون آند جونسون» كانت على علم باحتمالية تلوث منتجاتها بالأسبيستوس، ومع ذلك استمرت في تسويقها للمستهلكين دون إصدار أي تحذيرات طبية. وقال بن برالي، محامي المرأة، عقب صدور الحكم: «هذه القضية لم تكن تتعلق بالتعويض المادي فحسب، بل كانت معركة لإثبات الحقيقة وفرض المساءلة».في المقابل، أعلنت الشركة عزمها استئناف الحكم، وصرح إريك هاس، نائب الرئيس العالمي للتقاضي في الشركة، بأن منتجاتها «آمنة وخالية من الأسبيستوس»، متوقعاً أن تلغي محكمة الاستئناف القرار.ويمثل هذا الحكم حلقة جديدة في سلسلة طويلة من النزاعات القانونية التي تحاصر العملاق الطبي. وعلى إثر هذه الضغوط والبلاغات، سحبت الشركة المنتج من الأسواق الأمريكية عام 2020. وفي 2023 أوقفت الشركة بيع البودرة المصنوعة من «التالك» نهائياً على مستوى العالم، واستبدلتها بمنتجات تعتمد على نشا الذرة.وتواجه الشركة آلاف الدعاوى القضائية المماثلة التي تربط بين مادة «التالك» وإصابات بسرطان المبيض والميزوثيليوما، ما وضع سمعتها وملاءتها المالية تحت اختبار صعب أمام القضاءين الأمريكي والدولي.