شارك الدكتور محمد ثروت، خبير الإعلام الرقمي، في المؤتمر العلمي السنوي لمعهد البحوث والدراسات العربية التابع لمنظمة الألكسو بجامعة الدول العربية، والذي عُقد تحت عنوان «80 عامًا من العمل العربي المشترك»، برئاسة الدكتور محمد مصطفى كمال. وخلال المؤتمر، قدّم الدكتور محمد ثروت مداخلة تناول فيها أهمية استمرار جامعة الدول العربية بوصفها إطارًا مؤسسيًا عربيًا، في ضوء المتغيرات الإقليمية والدولية، مشيرًا إلى ضرورة تطوير ميثاق الجامعة بما يتواكب مع التطورات الراهنة، خاصة فيما يتعلق بآليات اتخاذ القرار. من جانبه، استعرض الدكتور محمد شوقي عبد العال، أستاذ القانون الدولي بجامعة القاهرة، السياق التاريخي لنشأة جامعة الدول العربية، موضحًا أنها تأسست في أعقاب الحرب العالمية الثانية وفي ظل ظروف دولية وإقليمية محددة، من بينها تصاعد صراع القطبين ورغبة الدول العربية في إنهاء آثار الاستعمار. وأشار إلى أن الميثاق عكس تباينًا في مواقف الدول الأعضاء، ما أدى إلى ترجيح بعض الآراء على حساب أخرى، واستمرار عمل الجامعة في إطار ضوابط داخلية وخارجية. كما تناول التحديات التي تواجه الجامعة، ومنها النزاعات الداخلية في عدد من الدول العربية، والخلافات الحدودية، إضافة إلى قضايا البيئة والتغيرات المناخية، مؤكدًا في الوقت نفسه امتلاك الجامعة قدرات مؤسسية وأذرع فنية من خلال منظماتها المتخصصة لإعداد الدراسات والمشروعات المشتركة. وفي السياق ذاته، أشار السفير علي يوسف إلى أبعاد اتفاقية الدفاع العربي المشترك، ودورها في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، مستعرضًا تجارب تكاملية دولية، من بينها تجربة الاتحاد الأوروبي التي بدأت بتعاون اقتصادي قبل التحول إلى كيان سياسي. كما تناولت مريم لوتاه المتغيرات التي أثرت على نشأة وتطور جامعة الدول العربية، موضحة أن البيئة الإقليمية والدولية في مراحل التأسيس كانت أكثر وضوحًا من حيث تحديد التحالفات، مقارنة بما تشهده المرحلة الحالية من تعقيد وضبابية. وأشارت إلى أن تطلعات الشعوب العربية وانعكاساتها على أداء الجامعة، إضافة إلى التوترات العربية في فترات لاحقة وظهور أطر إقليمية فرعية، أسهمت في تراجع دور بعض المؤسسات العربية. كما لفتت إلى تأثير المتغيرات الدولية في تسعينيات القرن الماضي، ومنها انهيار الاتحاد السوفيتي، وتصاعد العولمة، وتراجع مفهوم السيادة الوطنية، مؤكدة أهمية الاستفادة من جامعة الدول العربية باعتبارها عامل توحيد. من جهته، أكد الدكتور محمد صافي، العميد السابق لكلية الحقوق بجامعة عين شمس وأستاذ القانون الدولي، أن تقييم دور جامعة الدول العربية يجب أن يتم في إطار ظروف نشأتها ونصوص ميثاقها، مشيرًا إلى أن الجامعة لا تهدف إلى تحقيق وحدة سياسية، وإنما إلى توثيق وتنمية التعاون بين الدول الأعضاء. وأوضح أن بعض المقترحات المبكرة، مثل إنشاء اتحاد فيدرالي عربي، قوبلت بالرفض حفاظًا على سيادة الدول. وأضاف أن الانتقادات الموجهة إلى الجامعة تتجاهل القيود التي يفرضها مبدأ السيادة، موضحًا أن اختصاصات الجامعة، وفق المادة الثانية من الميثاق، تتركز في تنسيق المواقف السياسية والتعاون في مجالات محددة. كما أشار إلى أهمية تفعيل التعاون الاقتصادي، وتحرير التبادل التجاري، وتطوير مشروعات البنية التحتية المشتركة، فضلًا عن إنشاء المحكمة العربية لحقوق الإنسان، مؤكدًا ضرورة التفرقة بين قواعد القانون الدولي وآليات تطبيقها المؤسسي. المؤتمر العلمي السنوي لمعهد البحوث والدراسات العربية جانب من المؤتمر