في مشهد يعكس الجاهزية العالية وروح المسؤولية، واصل رجال شرطة دبي حضورهم الميداني على مدار الساعة، خلال أيام هطول الأمطار، منظمين حركة المرور في مختلف شوارع الإمارة، ومؤكدين جاهزيتهم الدائمة للعمل بإخلاص لضمان أمن وسلامة جميع أفراد المجتمع.وعلى امتداد ساعات الليل، تولّت غرف القيادة والسيطرة، تنسيق العمليات الميدانية، وتوحيد الجهود، وتعزيز التواصل الفعّال مع الجمهور بالتوازي مع تطوّر الحالة الجوية.في غرفة العمليات وتلقّي البلاغات، تعامل رجال الأمن مع كل اتصال بمسؤولية كاملة، بدءاً من إيجاد الحلول المناسبة، وصولاً إلى تحويل البلاغات إلى الجهات المختصة عند الحاجة، مستندين إلى خبرات ميدانية واسعة في إدارة الحالات الطارئة، ومعالجة أوضاع المركبات المتضررة من الأمطار، وتقديم حلول استثنائية ودعم إنساني تجاوز حدود المهام الرسمية، وحتى البلاغات الخارجة عن نطاق اختصاصهم لم تُقابل بالرفض، بل جرى التعامل معها بما أمكن، انطلاقاً من واجب إنساني راسخ. الاطلاع الدائموأكد العميد تركي عبد الرحمن بن فارس، مدير الإدارة العامة للعمليات، أن الأولوية القصوى طوال ساعات الليل كانت حماية الأرواح، وإعادة انسيابية الحركة المرورية على الطرق الرئيسية، وتأمين الأحياء السكنية، وتنظيف المواقع المتضررة، وتطبيق إرشادات السلامة العامة. وأشار إلى تفعيل نظام الإنذار العام لإبقاء السكان على اطلاع دائم بالتطورات، ما أسهم في عودة الأنشطة اليومية إلى طبيعتها بسلاسة مع ساعات الصباح الأولى. ومع تصاعد التقلبات الجوية، تحوّلت المهام الاعتيادية للدوريات إلى انتشار ميداني موجّه نحو السلامة، حيث تمركزت فرق الشرطة في الطرق الرئيسية، والمناطق السكنية، والأودية، والمناطق الجبلية في حتّا، والمواقع الأكثر عرضة لتجمع مياه الأمطار. وبالتوازي، جرى نشر 22 فرقة إنقاذ متخصصة، تضم 13 برية و9 من البحرية، على امتداد الساحل وفي مختلف مناطق الإمارة، لضمان سرعة الاستجابة متى ما دعت الحاجة. التحديثات الميدانيةواستمر التنسيق الميداني المكثف طوال الليل، مع مشاركة التحديثات الميدانية فورياً مع شركاء تصريف المياه والجهات المرورية، وقدّمت فرق الشرطة الدعم اللازم للوحدات الميدانية عند الحاجة. فيما أسهم التنسيق الوثيق مع إدارات المجتمعات السكنية في تنظيم حركة الدخول، ومساعدة السكان، ومعالجة التحديات المحلية، وتم توحيد جميع الجهود تحت إشراف «مركز دبي للمرونة»، بما يضمن استجابة موحّدة وفعالة.وأوضح أن القرارات التشغيلية كانت تخضع للتحديث المستمر، استناداً إلى المعطيات الميدانية الحية، والبيانات الأرصادية، والتنسيق المباشر مع غرف التحكم. مشيراً إلى أن للخطط الاستباقية، والاجتماعات التنسيقية، والتدريبات دوراً محورياً في تمكين الفرق من التعامل بكفاءة مع تغيّر الأوضاع على الأرض. المخاطر المفاجئة وأثنى العميد جمعة سالم بن سويدان، مدير الإدارة العامة للمرور، على الجهود الدؤوبة التي بذلها رجال مرور دبي خلال الأمطار، ودورهم في توعية السائقين بضرورة توخّي الحذر في المناطق المنخفضة والمنعطفات والطرق الخارجية، لاحتمالية تجمع المياه، والتنبه للمخاطر المفاجئة، كالتوقف غير المتوقع للمركبات أو دخولها المباغت من الفتحات الجانبية.وأكد أهمية التزام قائدي المركبات بأقصى درجات الحيطة والحذر أثناء القيادة في ظل التقلبات الجوية المصاحبة لهطول الأمطار، لما تشكله من تحديات مباشرة على سلامة مستخدمي الطريق، وانسيابية الحركة المرورية.