كتب محمد شعلان السبت، 20 ديسمبر 2025 08:36 م أكد الدكتور عمرو الديب، الأستاذ المشارك بالأكاديمية الرئاسية الروسية، أن العلاقات المصرية الروسية تمثل حجر الزاوية في الاستراتيجية الروسية الجديدة تجاه القارة السمراء والشرق الأوسط. وأوضح عمرو الديب، في تصريحات هاتفية لبرنامج الحياة اليوم، مع الاعلامية لبنى عسل، على قناة الحياة، أن موسكو تدرك جيداً أن مصر هي المفتاح الأهم للدخول إلى أفريقيا، مشيراً إلى أن الملتقى الروسي الأفريقي الثاني يعد استكمالاً للمسار الذي أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ قمة سوتشي 2019. مصر بوابة الأمن الغذائي والتكنولوجى للقارة وأوضح الديب أن الشراكة بين الجانبين تقوم على ركائز حيوية، أهمها الأمن الغذائي؛ حيث تعد روسيا ثاني أكبر منتج للقمح والأولى عالمياً في الأسمدة، وأشار إلى أن روسيا اختارت مصر لتكون مركزاً لتوزيع المساعدات الروسية من الأسمدة للدول الأفريقية، مما يعزز دور القاهرة الريادي. كما شدد على أن التعاون لا يقتصر على التجارة فقط، بل يمتد إلى "نقل التكنولوجيا"، مستشهداً بمشروع محطة الضبعة النووية كنموذج لعلاقة استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى بناء قدرات صناعية وتكنولوجية محلية، بدلاً من سياسة البيع والشراء التقليدية. روسيا والجنوب العالمي: البحث عن بدائل دولية وفي ظل التوترات الجيوسياسية الراهنة وإغلاق الأسواق الغربية أمام روسيا، أكد الدكتور عمرو الديب أن موسكو تتجه بقوة نحو "الجنوب العالمي"، الذي يضم أفريقيا والشرق الأوسط والهند. وأضاف أن روسيا تسعى لتقوية نفوذها الدبلوماسي عبر تقديم حلول تقنية وغذائية لدول القارة، مما يخلق توازناً جديداً في النظام الدولي. الضوء الأخضر المصري والملفات الساخنة وفيما يخص الملفات الإقليمية الشائكة مثل السودان وليبيا وغزة، كشف الديب عن وجود تنسيق أمني ودبلوماسي رفيع المستوى بين القاهرة وموسكو، مؤكداً أن القيادة الروسية لا تتخذ خطوات في هذه الملفات دون التشاور مع مصر ومراعاة مقتضيات أمنها القومي، قائلاً: "روسيا لا تتحرك في المنطقة دون الحصول على ضوء أخضر مصري". موقف موسكو من أزمة سد النهضة وبشأن أزمة سد النهضة، أوضح الديب أن روسيا، رغم علاقاتها التاريخية مع إثيوبيا، تسعى جاهدة لتقريب وجهات النظر والوصول إلى حل سلمي، مؤكداً أن نشوب صراع بين أصدقاء روسيا يضعف من موقفها الاستراتيجي، وأن موسكو تدرك أن استقرار علاقاتها في المنطقة يمر حتماً عبر التوافق مع الرؤية المصرية. واختتم الديب، تصريحاته بالإشارة إلى أن عام 2014 كان نقطة التحول الكبرى في عودة الدور الروسي الفاعل إلى الشرق الأوسط وأفريقيا، وذلك بفضل الانفتاح الاستراتيجي الذي قاده الرئيس السيسي، مما مهد الطريق لشراكة روسية عربية وأفريقية غير مسبوقة.