طالبت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية بالتدخل العاجل لإيجاد معالجة فاعلة للوضع الإنساني الكارثي الذي يتفاقم يوميًا بقطاع غزة، جراء استمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي في إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات. وأكدت المنظمات - وفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) - أن أرقام مؤسسات الاختصاص تؤكد استمرار كارثة النقص الحاد في الأدوات والمستلزمات الطبية داخل المستشفيات، الأمر الذي أدى إلى وفاة نحو 1200 مواطن من بينهم 155 طفلًا، قضوا نتيجة عدم السماح بإجلائهم لتلقي العلاج. وأوضحت أن المنظومة الصحية بالقطاع تترنح في ظل استمرار انتشار الأمراض الناتجة عن آثار العدوان الوحشي بما في ذلك كارثة تدفق مياه الأمطار وإغراق خيام النازحين، حيث لم يُسمح بإدخال سوى نحو 30 ألف خيمة من أصل 400 ألف خيمة مطلوبة، ما فاقم الأوضاع الصحية والإنسانية. وأضافت أن العديد من الأمراض الجلدية والتنفسية تنتشر بين النازحين، بجانب تفاقم الأوضاع الصحية لمرضى الأمراض المزمنة، خصوصًا كبار السن، وصولًا لعدم توفر المستلزمات الأساسية مثل الحفاظات الصحية، الأمر الذي ينعكس سلبًا على أوضاعهم النفسية ويزيد من احتمالات وقوع وفيات. وجددت مطالبتها بالضغط على الاحتلال للسماح بإدخال المساعدات الطبية والإغاثية، في ضوء قرار مستشفى الكويت التخصصي الميداني وقف إجراء العمليات الجراحية المجدولة والطارئة، نتيجة النقص الحاد في المستلزمات الطبية الأساسية. وفي السياق، لقيت 3 نساء من عائلة واحدة حتفهن، وفُقِد آخران، صباح اليوم، في انهيار منزل في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، وذكرت "وفا" نقلًا عن مصادر طبية إعلانها استشهاد كل من ايمان لبد، وجنى أكرم لبد، وسندس محمد لبد، وفقدان الزوجين محمد سعيد لبد، ورانية محمد لبد، في انهيار منزلهما في حي الشيخ رضوان، بسبب التصدعات التي لحقت به جراء قصف الاحتلال المتواصل، ما أدى إلى انهياره على رؤوس ساكنيه. يشار إلى أن عشرات المنازل قد انهارت مؤخرا، بسبب تضررها بشكل مباشر من القصف المتواصل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، ومع اشتداد المنخفضات الجوية، ما أسفر عن وقوع ضحايا وإصابات وأضرار مادية فادحة. وفي الضفة الغربية، اقتحمت قوات الاحتلال قرية المغير شمال شرق رام الله، حيث أفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اقتحمت عزبة أبو همام في منطقة تجمع الخلايا بالبلدة، وطردت المتضامنين الأجانب المتواجدين فيها. كما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة بيت فوريك شرق نابلس، وقالت مصادر محلية إن عدة آليات عسكرية من قوات الاحتلال اقتحمت البلدة، وجابت شوارع البلدة بشكل استفزازي دون أن يبلغ عن مواجهات. من ناحية أخرى، أكد المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية الدكتور خليل الدقران أن المنظومة الصحية في قطاع غزة تواجه تحديات عظيمة، حيث أن العجز الدوائي سجل أعلى مستوى له منذ عامين. وقال الدقران - في مداخلة لقناة (القاهرة) الإخبارية - "إن 52% من الأدوية الأساسية في غزة أصبح رصيدها صفر وكذا 59% من المحاليل والأدوات والأجهزة اللازمة في المختبرات رصيدها صفر، و72% من المستلزمات الطبية رصيدها صفر". وأضاف "أننا نعاني من أزمة حقيقية والاحتلال يمارس القتل غير المباشر بحق الشعب الفلسطيني باستمراره بمنع إدخال الأدوية والإمدادات الطبية للمنظومة الصحية في غزة وإغلاق المعابر، وهذا يشكل خطرا كبيرا على حياة المرضى والمصابين وخاصة ونحن في فصل الشتاء نعاني الأمرين بسبب الظروف البيئية غير الصحية". وأشار إلى أن أقسام الجراحة وجراحة القلب متوقفة تماما لعدم وجود أدوية والمستلزمات الطبية الخاصة بهذه الأقسام ، فيما هناك أقسام تواجه تحديات كبيرة بسبب النقص الكبير في الأدوية منها أقسام الكلى الصناعية والعناية المركزة والحضانات وأقسام العمليات ويمكن أن تتوقف بها الخدمة الصحية ما بين يوم وليلة إذا ما استمر التعنت الإسرائيلي بعدم دخول المواد الطبية والمستلزمات والأدوية للقطاع. وأوضح أن أكثر من 75% من أدوية السرطان غير متوفرة، بالإضافة إلى أن هناك أكثر من 350 ألف مريض ومصاب بأمراض مزمنة ويعانون من النقص الشديد في الأدوية ومهددة حياتهم بالخطر، فضلا عن وجود 20 ألف مريض ومصاب بحاجة الى العلاج خارج القطاع. وحول الأمن الغذائي والأطفال، شدد على أن هناك 110 آلاف طفل يعانون من سوء التغذية بسبب التعنت في إدخال المواد الغذائية والمستلزمات الصحية ، كما أن الاحتلال ومنذ بداية عدوانه على القطاع وهو يشن هجمة ممنهجة على الأطفال والآن حياتهم معرضة للخطر نتيجة البرد الشديد ونقص الأدوية.