كتب محمد عبد العظيم الإثنين، 22 ديسمبر 2025 02:06 م أكد الدكتور نعمان توفيق العابد، الباحث في العلاقات الدولية، أن موافقة المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر على إقامة 19 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، تعد دليلاً قاطعاً على أن دولة الاحتلال ماضية في سياسة "التطهير العرقي" ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية، واصفاً المخطط بأنه الأكبر منذ تشكيل الحكومة الإسرائيلية الحالية. وأوضح "العابد"، خلال مداخلة عبر تطبيق "زوم" من جنين عبر قناة "إكسترا نيوز"، أن هذه الخطوة تستهدف الاستيلاء على المزيد من الأراضي الفلسطينية وإحلال المستوطنين مكان السكان الأصليين، بالإضافة إلى إنشاء شبكات طرق لربط المستوطنات مما يمزق أوصال الضفة الغربية ويقضي عملياً على إمكانية تطبيق "حل الدولتين". حكومة استيطان وتطرف وأشار الباحث في العلاقات الدولية إلى أن حكومة بنيامين نتنياهو تشكلت أساساً على أجندة زيادة وتيرة الاستيطان، لافتاً إلى أن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي يشغل أيضاً منصباً في وزارة الدفاع، كان قد أعد هذه المخططات قبل دخوله الحكومة، مؤكداً أن الهدف هو منع أي تواصل جغرافي للدولة الفلسطينية وعرقلة الاعتراف الدولي بها. وشدد على أن الاحتلال يضرب عرض الحائط بالشرعية الدولية والرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الذي اعتبر الاحتلال باطلاً ودعا لإنهاء الاستيطان، مؤكداً أن هذه الحكومة "خارجة عن القانون الدولي" ويجب معاملتها على هذا الأساس. فخ "نزع السلاح" وفي تعليقه على تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر بشأن ربط إعمار غزة بنزع سلاح حماس بالكامل، حذر "العابد" من ضبابية مصطلح "السلاح" لدى الاحتلال، قائلاً: "هم يعتبرون الإنسان الفلسطيني بحد ذاته سلاحاً، والوجود الفلسطيني في غزة سلاحاً". ونوه إلى أن إسرائيل تحاول استخدام النصوص الفضفاضة في الاتفاقيات للتملص من استحقاقات السلام، مشدداً على ضرورة وجود اتفاق فلسطيني داخلي وتوافق عربي، وتحديداً مع مصر، حول تعريف هذه المصطلحات قبل الانتقال للمفاوضات مع واشنطن، حتى لا تمتلك إسرائيل "حق الفيتو" على مستقبل القطاع. الدور الأمريكى ومستقبل غزة وانتقد "العابد" الموقف الأمريكي، مؤكداً أن الفلسطينيين "يؤمنون بالأفعال لا بالتصريحات"، مشيراً إلى التناقض بين تغريدات الرئيس الأمريكي حول السلام والواقع الميداني. وأضاف أن واشنطن وتل أبيب تحاولان تفسير المرحلة الثانية من الاتفاقيات بمفاهيم لا تنطبق مع الرؤية الفلسطينية أو العربية، محذراً من التعامل مع قطاع غزة كـ"أرض استثمارية" منفصلة عن الجغرافيا الفلسطينية، ومشدداً على أن غزة جزء أصيل من الوطن الفلسطيني ولن يتم التنازل عنها.