علياء السويدي: البرنامج يعكس إيمان المهرجان بدور التصوير الثقافي 12 مصوراً ومصورة يقدمون 120 عملاً أعاد المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر» في نسخة 2026 «برنامج عدسة العالم»، الذي يجمع في الدورة الجديدة 6 مصورين و6 مصورات من قارات آسيا، إفريقيا، أمريكا الشمالية، أمريكا الجنوبية، أوروبا، وأوقيانوسيا، وذلك بهدف الاحتفاء بمشاريعهم الفنية الفوتوغرافية المحلية التي تحمل أبعاداً إنسانية وبيئية عالمية.يخصص المهرجان منطقة «فضاء برنامج عدسة العالم» للمرة الأولى منذ انطلاقه، في ركن «فضاءات» ضمن البنية الجديدة للنسخة العاشرة من المهرجان الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة في الجادة من 29 يناير/كانون الثاني حتى 4 فبراير/شباط المقبلين تحت شعار «عقد من السرد القصصي البصري». يقدم «فضاء برنامج عدسة العالم» هذا العام 120 عملاً فوتوغرافياً ضمن مشاريع المصورين المتأهلين، تمثل سرديات بصرية متنوعة، من الدفاع عن أراضي الشعوب الأصلية في كندا وغرينلاند إلى الحرب في غزة وأوكرانيا، ومن غابات الأمازون إلى التحولات المتسارعة في المشهد الاجتماعي والطبيعي في الصين. ويتيح ذلك للجمهور فرصة نادرة لمعايشة العالم عبر 12 مشروعاً إبداعياً تمثل لغات وسرديات بصرية، وأعمالاً فنية تتميز بأبعادها الإنسانية وهويتها الثقافية وحضورها العابر للحدود. قصص قالت علياء السويدي، مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة: «يعكس «برنامج عدسة العالم» إيمان «إكسبوجر» بدور التصوير الفوتوغرافي جسراً للتواصل الثقافي والإنساني وتبادل المعرفة بين الثقافات. وفي نسخته العاشرة، خصص المهرجان «فضاء برنامج عدسة العالم»، لتمكين الزوّار من استكشاف قصص مؤثرة وتجارب فريدة، تكشف عن جماليات بصرية وتحديات إنسانية واجتماعية وبيئية من كل قارات العالم».وأضافت: «من خلال «فضاء برنامج عدسة العالم» نؤكد دور الشارقة عاصمة ثقافية تُرحّب بالسرديات المتنوعة وتحترمها وتشاركها. الأعمال التي يوثقها هذا الفضاء تتميز بتأثيرها البصري، كما أنها توثق لحظات مهمة قد لا تتكرر، وقصصاً قد لا تغادر نطاق مجتمعاتها المحلية، وتحفظها من الضياع». المرونة والذاكرة يركز المشروعان اللذان اختيرا للمشاركة في «فضاء برنامج عدسة العالم» من قارة آسيا على الأرض بوصفها ذاكرة حية للشعوب، وعلى سبل البقاء في ظل نزاعات مستمرة. في مشروع «النهر الأصفر»، يتبّع المصور الصيني كيتشون تشانغ، المعروف عالمياً بأعماله الوثائقية التي توثق تحولات المشهد الصيني، مسار أحد أكثر أنهار الصين رمزية، ويُبرز الخسائر البيئية إلى جانب المرونة، مقدّماً لوحة متكاملة حول شعب يوازن بين التاريخ والذاكرة الثقافية والحداثة المعاصرة. أما في مشروع «خارج غزة»، فتوثق المصورة الفلسطينية سمر أبو العوف تجارب المدنيين الجرحى في رحلة تلقي العلاج خارج القطاع نتيجة الأحداث الأخيرة.ويناقش المشروعان المتأهلان للمشاركة من إفريقيا فكرة التهميش والكرامة والتعاون. في مشروع «الخط الأمامي للدفاع عن الأرض: حراس غايا»، فتوثق أعمال المصور النيجيري أويولا لوال حياة الرجال والنساء المهمشين اجتماعياً ودورهم الجوهري في حماية البيئة، من خلال عملهم في ظروف عالية المخاطر ضمن أنظمة نادراً ما تعترف بمساهماتهم. وجاء المشروع نتيجة وقت طويل أمضاه المصور في «أولوسوسون»، أكبر مكب نفايات في إفريقيا، موثقاً حياة العمال الذين يسهمون في التخفيف من الضرر البيئي عبر عمل يومي شاق. ويأتي المشروع الثاني بعنوان «الذهب الأبيض» للمصورة المصرية أمينة قادوس، ويرتبط بمدينة المحلة الكبرى، القائمة على زراعة القطن المصري وأجيال من العمل في النسيج، حيث عمل جدها وأسس مصنعاً للغزل والنسيج في عام 1969، وواصل والدها العمل فيه، لتشكل تلك الجذور العائلية أساس المشروع. ويبحث «الذهب الأبيض» في المكان الذي تلتقي فيه الذاكرة الخاصة بالتاريخ الرسمي للقطن المصري الذي بدأ منتجاً استعمارياً مستورداً، واستوعبته الثقافة المصرية ليتحول إلى رمز وطني يتحدى سرديات الاستعمار. ثمن المعادن وفي المشروعين المختارين من أمريكا الجنوبية، تتحول الصورة إلى أداة مساءلة، فيقدم أليساندرو سينكي، الذي حصل على تقدير دولي واسع بفضل تحقيقاته المصورة حول الجور على البيئة، مشروع «ثمن الأرض»، وهو رحلة امتدت ثماني سنوات بين عمال استخراج المعادن في بيرو. وتكشف أعماله تداعيات هذه العمليات، من تلويث المياه، والتسبب بأضرار صحية طويلة الأمد، وتآكل هوية السكان الأصليين لشعوب الكيشوا في جبال الإنديز المستندة إلى آلهة الأرض «باتشاماما»، والثمن الذي تدفعه الأرض تحت ضغط الطلب العالمي. ويجمع مشروع «بورتريهات الأكوان المتعددة» الفنانة البيروفية آنا سوتيلو مع الفنانة والناشطة ساديث سيلفانو، المتخصصة في تطريز «شيبيبو كينيه» وهو تصميم من الخطوط والأشكال الهندسية للسكان الأصليين من شعوب الشيبيبو-كونيبو. ويجمع المشروع بين التصوير والتطريز التراثي وبناء لغة بصرية تتحدى الفصل الاستعماري بين الفن والمعرفة والطبيعة، مبرزة نظرة الشعوب الأصلية للعالم. الحدود وحقوق الأرض من قارة أمريكا الشمالية، اختار المهرجان مشروعين، الأول «مقاومة ويتسويتن»، وتوثق فيه المصورة الصحفية الكندية أمبر براكن، المتخصصة بتغطية حقوق الشعوب الأصلية، النزاع على ملكية الأراضي بين السكان الأصليين والحكومة في مقاطعة كولومبيا البريطانية أقصى الغرب الكندي. وفي المشروع الثاني «إيثاكا لا تلوح في الأفق»، يتتبع المصور المكسيكي فيليكس ماركيز، الصحفي الحاصل على جائزة «بوليتزر»، الهجرة عبر المكسيك بوصفها حالة حركة دائمة، وليست مجرد رحلة تستهدف الوصول إلى وجهة معينة. ضغط التغير المناخي يستكشف المشروعان المتأهلان للمشاركة في «فضاء برنامج عدسة العالم» من قارة أوروبا صمود الهوية تحت الضغط البيئي والسياسي. في مشروع «سيلا»، يتابع المصور السلوفيني ومستكشف «ناشيونال جيوغرافيك» سيريل يازبيك شباب شعب الإنويت من السكان الأصليين في جزيرة أوماناق في غرينلاند، وكيف يوازنون بين التقاليد التراثية والحياة الحديثة في بيئة قطبية تشهد تغيرات متسارعة. المشروع الثاني «عندما ينجلي الدخان»، توثق فيه المصورة سفيت جاكلين المقيمة في أوكرانيا، حياة المدنيين بعيداً عن خطوط القتال، مركزةً على ممارسات النجاة اليومية، والمدارس التي أقيمت في ملاجئ تحت الأرض، وعائلات تحتمي ليلاً، وأطفال يلعبون بين الأنقاض. ذاكرة ومسؤولية في المشروعين المتأهلين من قارة أوقيانوسيا، تصبح الأرض شاهدةً وإرثاً، ففي «مكان مفقود»، تضيء المصورة الأسترالية ألثيا كيسي، التي حظيت أعمالها بتقدير دولي كبير، على حرائق الغابات الكارثية في نيو ساوث ويلز بأستراليا، التي أحرقت مساحة أكبر من إنجلترا، وأضرت أو قتلت ثلاثة مليارات حيوان، وتسببت في دمار وُصف بأنه إبادة شاملة. وفي مشروع «خارج السياق»، يقدم المصور جويل بنغويغي، الذي يعمل بين أستراليا وأوروبا وجنوب شرق آسيا، تأملاً سينمائياً في المكان والسلالة والتهجير. ويتنقل عبر مسارات مائية وجزر بركانية وشبكات حضرية وبيئات ساحلية، ليستكشف كيف يتشكل الانتماء لا بالجغرافيا وحدها، بل بالذاكرة. منصة رائدة انطلق «برنامج عدسة العالم» عام 2023 بمبادرة من «اكسبوجر» بهدف تسليط الضوء على تنوّع الوجهات والروايات التي يقدمها مصوّرون من مختلف قارات العالم. ويركز البرنامج على الأعمال الوثائقية والمشاريع التي تتناول قضايا عالمية بجذور محلية. ويشترط أن ينتمي المرشحون إلى إحدى القارات الست، وأن تتمحور مشاريعهم حول قصة أو قضية منبثقة من القارة نفسها. ولا يمكن للمصورين التقدم مباشرة للبرنامج، فالمشاركة عن طريق الترشح حصراً، إذ يتولى خبراء عالميون يتمتعون بمعرفة وخبرة معترف بها في مجال التصوير الفوتوغرافي ترشيح المصورين المشاركين في «عدسة العالم».ويجمع المهرجان في نسحته العاشرة نخبة من المبدعين والمتخصصين الدوليين، ويتضمن برنامجه أكثر من 126 جلسة وخطاباً، و72 ورشة عمل، و280 جلسة تقييم سير فنية يقدمها خبراء عالميون. ويتيح المهرجان للجمهور استكشاف 95 معرضاً تشمل 3200 عمل فني. واستقطبت «جوائز إكسبوجر العالمية للتصوير» في نسخة العام المقبل 29000 مشاركة في التصوير الفوتوغرافي و634 مشاركة في الأفلام، من 60 دولة، بما يعكس حضور المهرجان الثقافي عالمياً ودوره في تلبية الطلب العالمي على منصات هادفة تتحمل مسؤوليتها الاجتماعية والبيئية.