مع تصاعد تهديدات الأمراض المنقولة عن طريق البعوض مثل الملاريا وحمى الضنك وزيكا، اتجهت الأبحاث العلمية خلال عام 2025 نحو استخدام تقنيات مبتكرة للتحكم في أعداد البعوض ونقل الأمراض. سعى العلماء من خلال تعديل جيني دقيق، لإطلاق بعوض معدل وراثياً قادر على تقليل الأعداد الضارة ومنع تفشي الأمراض، مع تجارب عالمية شملت جيبوتي، البرازيل، الصين، وإفريقيا، وتطبيقات تعتمد على أساليب متنوعة مثل الجينات الذاتية التحديد، والجين المحرك. ما هو البعوض المعدل وراثياً؟ البعوض المعدل وراثياً هو نوع من بعوض Aedes aegypti أو Anopheles stephensi تم تغييره جينياً لأغراض مكافحة الأمراض. ويحمل هذا البعوض جينين رئيسيين؛ «جين ذاتي التحديد» يمنع بقاء الإناث الناتجة إلى مرحلة البلوغ، و«جين علامة فلورية» يضيء تحت ضوء خاص لتتبع البعوض في البيئة. تضع الإناث المعدلة بيضاً يحمل هذه الصفات، وعند فقس البيض تنتقل الجينات للأجيال التالية بحسب مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة الأمريكية. متى بدأت تجارب البعوض المعدل وراثياً؟ بدأت التجارب على البعوض المعدل وراثياً في أوائل العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، بهدف مكافحة الأمراض المنقولة عن طريق البعوض مثل حمى الضنك والملاريا. وجاءت نقطة الانطلاق في عام 2011، حين أطلقت شركة أوكسيتك أول تجربة ميدانية كبرى في البرازيل باستخدام بعوض Aedes aegypti معدل وراثياً لتقليل أعداد البعوض الناقل للمرض، تبع ذلك إطلاق تجارب مماثلة في جزر كايمان، بنما، والهند خلال السنوات التالية. ولاحقاً، بدأت مشاريع إفريقية تعتمد على تقنية الجين المحرك لمكافحة الملاريا حوالي عام 2015، مع تجارب أولية في بوركينا فاسو وغانا، رغم توقف بعضها مؤقتاً لأسباب تنظيمية وأخلاقية. ومع مرور السنوات، توسعت هذه التجارب لتشمل تقنيات حديثة مثل Wolbachia والجين المحرك، ووصلت في 2025 إلى مشاريع متقدمة في جيبوتي، الصين، أستراليا لمكافحة الملاريا وحمى الضنك، بحسب صحيفة إندبندنت. كيف يُستخدم البعوض المعدل للسيطرة على الأمراض؟ تعتمد المشاريع العالمية على ثلاث تقنيات أساسية: الجينات الذاتية التحديد: تسبب موت الإناث قبل البلوغ، ما يقلل أعداد البعوض القادر على نقل الأمراض. طريقة Wolbachia: ذكور مصابة بالبكتيريا تتزاوج مع إناث طبيعية، فتكون بيضتها غير قابلة للتفقيس. الجين المحرك: يستخدم CRISPR لنشر صفة مقاومة للملاريا أو قتل الإناث بسرعة، بهدف السيطرة المستدامة على البعوض. ما أبرز تجارب البعوض المعدل في 2025؟ جيبوتي: أطلقت شركة أوكسيتك بعوض Anopheles stephensi المعدل جينياً لحمل جين يقتل الإناث، للحد من الملاريا في المدن. البرازيل: استمر برنامج Wolbito في إطلاق ذكور مصابة بـ Wolbachia في مدينة جوينفيل لتقليل بعوض ناقل للحمى. الصين: أُطلقت ملايين الذكور المصابة بـ Wolbachia للسيطرة على تفشي فيروس شيكونغونيا. بوركينا فاسو، تنزانيا: تطور فرق بحثية بعوض Gene Drive لمقاومة الملاريا، مع بعض التوقف المؤقت للتجارب لأسباب تنظيمية وأخلاقية. أستراليا: جرب الباحثون في جامعة ماكواري تعديل الذكور لنقل سموم العنكبوت أو شقائق النعمان للإناث عند التزاوج، ما يؤدي إلى موتها. ما هي الفوائد المتوقعة للبعوض المعدل وراثياً؟ تقليل أعداد البعوض القادر على نقل الأمراض مثل الملاريا، حمى الضنك، زيكا، والشيكونغونيا. دعم الوقاية المستقبلية بدلاً من انتظار تفشي الأمراض. حماية الأطفال الأكثر عرضة للملاريا وتحسين الصحة العامة والاقتصاد المحلي. ما أصعب التحديات في تجارب البعوض المعدل؟ مقاومة بعض أنواع البعوض للمبيدات التقليدية. الحاجة إلى قبول المجتمعات المحلية للتقنيات الجديدة. متابعة السلامة البيئية طويلة المدى. تطوير أدوات جينية قابلة للإلغاء ومحدودة جغرافياً لتجنب التأثير في الأنواع غير المستهدفة. التمويل العالمي غير المستقر لمكافحة الملاريا، ما يزيد الاعتماد على شراكات القطاعين العام والخاص. كيف يتم تنظيم تجارب البعوض المعدل والموافقة عليها؟ في الولايات المتحدة، تنظم وكالة حماية البيئة استخدام البعوض المعدل، ويجب موافقة السلطات المحلية والولايات على أي إطلاق. أما في إفريقيا وآسيا، فتخضع المشاريع لمراجعات تنظيمية وأخلاقية صارمة قبل البدء بالتجارب الميدانية