شهد اليوم الثاني من فعاليات مهرجان حتا للعسل حضوراً لافتاً من الزوار من مختلف إمارات الدولة وخارجها، حيث توافدوا إلى قاعة الأفراح في منطقة حتا للاستمتاع بأجواء الشتاء المعتدلة والمناظر الطبيعية، والتعرف إلى التنوع البيئي والثقافي الذي تزخر به المنطقة، إلى جانب باقة متنوعة من الخدمات والفعاليات الترفيهية التي تلبي احتياجات جميع أفراد الأسرة.يأتي المهرجان في دورته العاشرة ضمن خطة حتا التنموية الشاملة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ويستمر حتى 31 ديسمبر الجاري، ويقدّم تشكيلة واسعة من أصناف العسل الإماراتي بمذاقات متنوعة، بمشاركة عدد كبير من مربي النحل. خصائص فريدةيحرص السياح والزوار على التعرف إلى عسل حتا الذي يتميز بخصائصه الفريدة ويُعد من الصناعات العريقة، إلى جانب الاطلاع على أصناف متعددة من إنتاج مناحل المنطقة، ما يعكس أهمية المنطقة ودورها المتنامي كمقصد سياحي ونقطة جذب رئيسية، مستفيدة من مقوماتها الطبيعية والبيئية المتنوعة.وتتيح فعاليات المهرجان للجمهور فرصة التعرف إلى أنواع العسل وطرق التمييز بينها، حيث تشمل المنتجات تشكيلة من عسل السدر، والشوكة، والطلح، والسمر، والسلم، والضهي، والقتاد، والعسل الصيفي، والسحاه، والبرسيم، والربيعي، وعسل الحمضيات، مما يعزز ثقافة المستهلك ويعمق معرفته بقيمة هذا المنتج الطبيعي. وأكدت هند محمود، مدير إدارة مختبر دبي المركزي في بلدية دبي، أن المختبر الذكي المتنقل قدّم فحوصات مجانية للعسل طوال أيام المهرجان، حيث شهدت نسخة هذا العام نقلة نوعية من خلال اعتماد هوية رقمية للعسل لتعزيز موثوقية المنتج وشفافيته، وإصدار نتائج الفحوصات خلال دقائق. قاعدة بياناتفي خطوة مبتكرة، دشن المختبر روبوتاً ذكياً باسم «عسّال» لجمع عينات العسل ومشتقاته من جميع العارضين بشكل آلي ومنظم، في ثلاث جولات يومياً طوال أيام المهرجان، بهدف بناء قاعدة بيانات شاملة تمهيداً لإعلان النتائج وتتويج أفضل عسل إماراتي.ولم تخلُ الدورة العاشرة من الحدث الملهم، إذ شاركت مهرة حمد النقبي، أصغر نحالة إماراتية حاصلة على رخصة تربية نحل، في أول مشاركة لها بالمهرجان بعمر 13 عاماً، وعرضت عسل السمر والسدر الحاصلين على الميدالية الذهبية في جائزة باريس الدولية، إضافة إلى عسل القرم الحاصل على ذهبية لندن، لتصبح بذلك أصغر نحالة في العالم.من جانبه، أكد النحال سالم عبدالله الشريف، من أهالي حتا، أن تربية النحل مهنة متوارثة في أسرته منذ عام 1982، وأن جميع أبنائه الخمسة يعملون في إنتاج العسل ويحملون رخصاً رسمية لمزاولة هذه المهنة، موضحاً أن المهرجان شهد تطوراً ملحوظاً عاماً بعد عام من حيث مستوى التنافسية وجودة المنتجات. نجاح كبيرفيما أكد عدد من النحّالين المشاركين، أن المهرجان حقق نجاحاً كبيراً على مستوى الإقبال الجماهيري، ونجح في ترسيخ مكانته كإحدى أبرز المنصات الداعمة للعسل الإماراتي المعروف بجودته العالية وقيمته الغذائية والدوائية.وأشاروا إلى أن السمعة الطيبة التي يحظى بها العسل المحلي، أسهمت في استقطاب أعداد متزايدة من الزوار من داخل الدولة وخارجها، ما انعكس إيجابياً على تسويق المنتج الوطني وتعزيز ثقة المستهلك.وأوضح المشاركون أن المهرجان يشهد عاماً بعد عام إقبالاً متزايداً من الزوار، خصوصاً القادمين من خارج منطقة حتا ومن جنسيات مختلفة، ما يعكس حجم النقلة النوعية التي شهدتها المنطقة.وقال يهمور الحبسي، من رأس الخيمة وصاحب محل «البستان للنحل والعسل»، إن مشاركته في المهرجان مستمرة منذ دورته الأولى وحتى النسخة الحالية، موضحاً أنه يشارك هذا العام بعسل السمر والسدر، اللذين يُعدّان من أجود أنواع العسل الإماراتي بفضل البيئة الطبيعية والتنوع النباتي الذي تتميز به الدولة.فيما أكد حمد بن رباع الكعبي، صاحب «مؤسسة الرباعي للعسل» في مدينة العين، أنه يحرص على المشاركة في المهرجان منذ دورته الأولى، لما يمثله من دعم حقيقي للنحالين المواطنين وفرصة مباشرة للتواصل مع الجمهور والتعريف بالمنتج المحلي. جودة عاليةمن جانبه، أوضح ناصر الحميدي، المشارك في المهرجان منذ الدورة الخامسة، أنه ينتج عسل السمر والسدر بجودة عالية جداً، مشيراً إلى أن اختيار مواقع المناحل يتم بدقة لضمان نقاء العسل وتميّزه. وأضاف أنه يشارك أيضاً بعدد من المنتجات المشتقة من العسل، مثل شمع العسل وكريم الورد وصابونة العسل، لما تحتويه من فوائد صحية وجمالية، خاصة للعناية بالبشرة.أما خالد الكعبي، الذي يشارك منذ ثلاثة أعوام، فأكد أن المهرجان يشكّل دعماً حقيقياً للنحالين الإماراتيين، ويعد منصة تجمع نخبة من أشهر منتجي العسل في الدولة، لافتاً إلى أن منطقة حتا تُعد من البيئات المثالية لإنتاج العسل لما تتمتع به من طبيعة جبلية وتنوع نباتي فريد.