مع دخول موسم الشتاء، يضرب فيروس الإنفلونزا بقوة هذه السنة في مناطق متعددة حول العالم، حاملاً متحوراً جديداً وصفه الخبراء بـ«الإنفلونزا الخارقة». ويعود ذلك إلى أنه فيروس سريع الانتشار وشديد الأعراض، ويضع ملايين الأشخاص في خطر، خاصة كبار السن والأطفال وأصحاب المناعة الضعيفة. ومع كل هذه المخاطر، يؤكد الخبراء أن الحماية ممكنة والوقت ما زال مناسباً لتلقي التطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية قبل فوات الأوان. لماذا سميت بالإنفلونزا الخارقة أُطلق على النسخة الجديدة من فيروس Influenza A H3N2 subclade K لقب «الإنفلونزا الخارقة» بسبب سرعتها الكبيرة في الانتشار وشدة أعراضها مقارنة بالإنفلونزا التقليدية. يحتوي الفيروس على تحورات متعددة في البروتينات، مما يجعله أكثر قدرة على التهرب من المناعة ويقلل فاعلية اللقاحات الحالية، وهو ما يفسر ظهور موجات شديدة بين الحين والآخر، بحسب موقع Newsweek. نقطة البداية والانتشار العالمي ظهرت السلالة في توقيت مبكر وغير معتاد في أجزاء من أوروبا، حيث من المعروف أن ذروة موسم الإنفلونزا تكون خلال ديسمبر ويناير، بينما بدأت الذروة في موسم 2025 من نوفمبر. ثم انتشرت العدوى سريعاً، لتصبح السلالة المهيمنة في الولايات المتحدة حالياً، مع ارتفاع قياسي في حالات الإصابة، خاصة نيويورك التي سجلت زيارات الطوارئ بها نحو 10,000 حالة خلال أسبوع واحد، وهو رقم يفوق أي أسبوع مماثل في العقد الماضي. الأعراض المميزة للإنفلونزا الخارقة تتشابه أعراض «الإنفلونزا الخارقة» مع الإنفلونزا التقليدية، لكنها غالباً أكثر شدة وطولاً في مدة التعافي، وتشمل التالي: •حمّى عالية وألم شديد في الجسم. •إرهاق شديد مستمر. •سعال مزمن والتهاب الحلق. •صداع شديد. •بعض المرضى يعانون ضيق التنفس، آلام الصدر، سعالاً قاسياً، مشاكل هضمية، وضعفاً مستمراً لأيام أو أسابيع بعد التعافي. الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات •الأطفال والمراهقون: بسبب التواصل المكثف في المدارس وجهاز مناعي أقل خبرة. •كبار السن: بسبب ضعف المناعة والحالات الصحية المزمنة. •الرضع: جهازهم المناعي لا يزال في مرحلة التطور. •الأشخاص ذوو المناعة الضعيفة: مثل مرضى السرطان أو المتلقين زرع الأعضاء. اللقاح: ليس متأخراً بعد رغم تحورات الفيروس، لا يزال التطعيم الموسمي التقليدي ضد الإنفلونزا فعالاً ولو جزئياً ويقلل من شدة المرض: •الأطفال: رذاذ الأنف يقلل خطر دخول المستشفى بنسبة 70-75%. •البالغون وكبار السن: الحقن التقليدية تقلل خطر دخول المستشفى بنسبة 30-40%. وبحسب أندرو بيكوز من جامعة جونز هوبكنز: «لسنا متأخرين بعد في أخذ اللقاح، إذ ما زلنا في بداية الموسم..حتى مع وجود تحورات في السلالة K، يقدم اللقاح حماية جزئية مهمة، خاصة في الوقاية من دخول المستشفى أو العناية المركزة». ونصح جميع الأشخاص من عمر 6 أشهر فما فوق بالحصول على لقاح الإنفلونزا التقليدية، ويستغرق اللقاح نحو أسبوعين لبناء حماية كاملة، وبالتالي فإن فاعليته ستظل ممتدة طوال موسم الشتاء الذي لا يزال في بدايته. نصائح الوقاية والتعافي •الراحة والترطيب: شرب الماء، المرق، وعصائر البرتقال والكيوي الخالية من السكر. •الحد من النشاط البدني: لدعم جهاز المناعة ومكافحة الفيروس. •مراقبة الأعراض وطلب الرعاية الطبية: عند تفاقم الحالة أو ظهور علامات مضاعفات. •التطعيم ضروري: حماية نفسك والمجتمع مهمة حتى بعد بداية الموسم. * الحرص على عدم الاختلاط في حالة الإصابة.