أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية موافقتها على نسخة جديدة من عقار نيفولوماب، تُعطى تحت الجلد، في خطوة وُصفت بالمهمة ضمن مسار تطوير علاجات السرطان المناعية.صدر القرار في 27 ديسمبر 2025، وشمل اعتماد عقار «Opdivo Qvantig» لمعظم الاستخدامات المعتمدة سابقاً للنسخة الوريدية لدى البالغين المصابين بالأورام الصلبة، سواء كعلاج منفرد أو بالاشتراك مع علاجات أخرى مثل العلاج الكيماوي أو كابوزانتينيب.وشملت الموافقة إتاحة العلاج الجديد في الولايات المتحدة اعتباراً من يناير 2026، بعد أن أثبتت النسخة تحت الجلد قدرة مماثلة للنسخة الوريدية من حيث الفعالية، مع تقليص زمن الإعطاء إلى ما بين 3 و5 دقائق فقط، مقارنة بنحو 30 إلى 60 دقيقة للتسريب الوريدي، ما خفف العبء على المرضى والمؤسسات الصحية، بحسب إدارة الغذاء والدواء الأمريكية. بداية بريطانية وانتشار تدريجي بدأ الاستخدام الواسع للنسخة تحت الجلد من نيفولوماب في إبريل 2025، عندما اعتمدت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا العلاج الجديد، لتكون أول دولة في قارة أوروبا تُدخله إلى منظومتها الصحية.واعتمد العلاج حينها لعلاج نحو 15 نوعاً من الأورام الصلبة الشائعة، من بينها سرطان الرئة، والميلانوما، وسرطان الكلى، والمثانة، والمريء، والرأس والعنق، والقولون، مع توقع استفادة آلاف المرضى سنوياً دون تكاليف إضافية. كيف يعمل العلاج المناعي؟ اعتمد نيفولوماب على آلية علاج مناعي تنتمي إلى فئة مثبطات PD-1، حيث يعمل على تعطيل الآليات التي استخدمها الورم للاختباء من الجهاز المناعي، ما يتيح للخلايا المناعية مهاجمة الخلايا السرطانية بشكل مباشر.وتميز هذا النهج عن العلاج الكيماوي التقليدي الذي يستهدف الخلايا سريعة الانقسام، سواء كانت سليمة أو سرطانية، الأمر الذي قد يؤدي إلى تقليل بعض الآثار الجانبية الشديدة مثل تساقط الشعر والغثيان الحاد.واحتوت النسخة الجديدة تحت الجلد على إنزيم هيالورونيداز الذي يساعد على تسريع امتصاص الدواء.فيما أظهرت تجارب سريرية، فعالية مكافئة، أو أفضل بشكل طفيف في بعض الحالات، مقارنة بالنسخة الوريدية. أنواع السرطان المستهدفة والفوائد العملية تم إقرار استخدام العلاج الجديد في حالات متعددة من الأورام الصلبة، من بينها:سرطان الرئة غير صغير الخلايا.الميلانوما.سرطان الكلى والمثانة.سرطان المريء والرأس والعنق.سرطان الكبد والقولون في حالات محددة.وحقق العلاج عدداً من المزايا، أبرزها سرعة الإعطاء وسهولته في العيادات الخارجية، وتقليل بعض الآثار الجانبية مقارنة بالعلاج الكيماوي، وتحسين جودة حياة المرضى، إضافة إلى تخفيف الضغط على موارد المستشفيات. علاج السرطان الجديد.. بين الواقع العلمي والضجة الإعلامية أثيرت ضجة حول مدى فاعلية العلاج الجديد، وسط مبالغات حول تأثيره السريع، لكن بحسب المعلومات المعلنة، لن ينهي هذا التطور الاعتماد على العلاج الكيماوي، حيث يستخدم نيفولوماب غالباً كعلاج مكمل أو بديل في حالات محددة، بينما يبقى الكيماوي أساسياً في أنواع أخرى من السرطان مثل سرطان الثدي وأورام الدم.كما تم الترويج للعلاج بأنه «حقنة واحدة» شافية للسرطان، في حين أنه يعتمد على بروتوكول علاجي متكرر بجرعات تعطى كل أسبوعين إلى أربعة أسابيع، مع اختلاف الاستجابة من مريض إلى آخر تبعاً لخصائص الورم الجينية.ومثلت موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على عقار «Opdivo Qvantig» محطة جديدة في مسار تطوير العلاجات المناعية، مع توسيع نطاق الوصول إلى علاج أسرع وأكثر راحة للمرضى، دون التفريط بالفعالية.