مع اقتراب نهاية العام، يتزايد البحث عبر محركات البحث عن حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية، وهي المسألة التي تتكرر سنوياً وتثير جدلاً بين مؤيد ومعارض. وفي هذا التقرير، نستعرض الرأي الشرعي المستند إلى كبار العلماء والمجامع الفقهية، موضحين الضوابط التي تحكم تعامل المسلم مع هذه المناسبات. حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية في الإسلام أوضحت دار الإفتاء المصرية والعديد من المؤسسات الدينية الرسمية أن حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية (باعتباره مناسبة اجتماعية وتاريخية) يختلف باختلاف شكل الاحتفال. فإذا كان الاحتفال يقتصر على التهنئة بقدوم عام جديد أو التفاؤل والاجتماع العائلي دون ارتكاب محرمات، فهو أمر جائز من باب العادة وليس العبادة. ومع ذلك، يشدد العلماء على ضرورة التفريق بين الاحتفال بذكرى ميلاد السيد المسيح عليه السلام (وهو نبي نؤمن به)، وبين الممارسات التي تخالف العقيدة الإسلامية أو تتضمن تشبهاً بعقائد دينية أخرى لا تمت للإسلام بصلة. الأدلة والمراجع الإسلامية حول الاحتفال عند البحث في حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية، نجد أن العلماء استندوا إلى عدة مراجع وأدلة: المبدأ العام (مخالفة المشركين): استدل بعض العلماء بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ" (رواه أبو داود). ومن هنا ذهب فريق من أهل العلم (مثل ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم) إلى تحريم الاحتفال بأعياد غير المسلمين الدينية منعاً للذوبان الثقافي والعقدي. الأعياد الشرعية: يؤكد المرجع الفقهي أن للمسلمين عيدين هما الفطر والأضحى، وما سواهما من "أعياد دينية" لا يجوز للمسلم إقامتها كشعائر دينية بديلة. فقه التعايش: في المقابل، ترى مؤسسات إسلامية حديثة أن التهنئة بـ "سنة ميلادية سعيدة" تندرج تحت بند البر والقسط، مستشهدين بقوله تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ} (سورة الممتحنة: 8). الضوابط الشرعية للمشاركة في احتفالات رأس السنة لكي يكون المسلم بعيداً عن الشبهات، وضع العلماء ضوابط واضحة حول حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية: تجنب المحرمات: يحرم بالإجماع حضور الحفلات التي تتضمن شرب الخمر، الاختلاط غير المحتشم، أو الموسيقى الصاخبة التي تخرج عن وقار المسلم. خلو الاعتقاد: ألا يعتقد المسلم أن هذا اليوم له قدسية دينية خاصة في الإسلام، بل يتعامل معه كتحول في التقويم الزمني فقط. عدم التشبه العقدي: تجنب الرموز الدينية الخاصة بغير المسلمين (مثل التماثيل أو الطقوس الكنسية) داخل البيوت الإسلامية. الخلاصة في حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية إن حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية يتراوح بين "الإباحة المنضبطة" كعادة اجتماعية وبين "التحريم" إذا شملت مخالفات شرعية أو عقائدية. والمؤمن الحق هو من يجعل بداية عامه فرصة لمحاسبة النفس وتجديد النية للتقرب إلى الله، بعيداً عن التقليد الأعمى الذي قد يمس جوهر العقيدة. المصدر : وكالة سوا