تشهد مواسم الأعياد والعطلات، بخاصة رأس السنة، ارتفاعاً غير مسبوق في الطلب على الهدايا وخدمات الشحن، مدفوعة بتغير أنماط الشراء عند المتسوقين، وحرص البعض منهم على طلب خدمات الشحن والتوصيل بشكل مبكر، وقبل الازدحام، مقابل استعداد شركات الشحن المبكر لمثل هذه المناسبات، لاستيعاب القدر الأكبر من الطلب على خدماتها. ورصدت «الخليج»، خلال الأيام القليلة الماضية، اشتداد المنافسات بين شركات الشحن ومنصات التجارة الإلكترونية في الإمارات، حيث دخلت المنصات على خط التوصيل المباشر للهدايا المتنوعة التي تعرضها كخدمة إضافية للمتعاملين معها. تبيّن من الرصد أن مجموعة من المنصات الرئيسية المتخصصة في تجارة الهدايا في الإمارات، ركزت في عروضها على الزهور والشوكولاتة وأشجار الميلاد، والإكسسوارات النسائية، وبطاقات التهنئة، وغيرها من الهدايا. ووفقاً لعروض الأسعار التنافسية بين المنصات، وصل سعر النموذج المصغر لشجرة (الكريسماس) إلى 1900 درهم في بعض المنصات، وتراوحت مستلزمات الزينة بين 150 إلى 500 درهم، حسب النوعية والأشكال والألوان. وتراوحت الهدايا التي جاءت تحت اسم (Combo Offers) بين 200 إلى 400 درهم، وهي عبارة عن باقة زهور بسيطة مع زجاجة، أو اثنتين، من العطور، فيما تراوحت أسعار الزهور، أو كما جاءت تحت اسم (Fresh Flower Delivery)، ما بين 170 إلى 240 درهماً للباقة الواحدة، وانخفضت أسعار الهدايا الرمزية والشخصية للعام الجديد، وتراوحت بين 22 و140 درهماً. زيادة الطلب قال باتشي سبيغا، نائب رئيس عمليات الشبكة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في «دي إتش إل» لـ«الخليج»: «يُعد الربع الأخير من العام الأكثر ازدحاماً في نشاطنا السنوي، ولم يكن هذا العام مختلفاً. وهو الموسم الذي نستعد له مسبقاً، من حيث تعزيز أعداد الموظفين، وزيادة الرحلات الجوية، وتنظيم ساعات العمل على مستوى العالم، لتلبية الارتفاع الكبير في الطلب خلال فترات الذروة». وفي ما يتعلق بنسبة الزيادة في الطلب على الشحن خلال المواسم الكبرى، والعطلات، وفترة رأس السنة، أفاد سبيغا: «نشهد عادة زيادة في حجم الشحن تتراوح بين 15% و20%، ويعود ذلك إلى طلبات نهاية العام، والهدايا، وإدارة المخزون، إضافة إلى الارتفاع العام في الطلب، إلى جانب تنامي الطلبات والشحنات عبر التجارة الإلكترونية». وبالنسبة إلى استعدادات «دي إتش إل» لمواسم الذروة، التي تشهد ارتفاعاً ملحوظاً في الطلب، أكد سبيغا: «نعتمد في التخطيط على البيانات التاريخية، إلى جانب التوقعات المستقبلية لاتجاهات أحجام الشحن. وبناء على ذلك، نقوم بتعديل بِنيتنا التحتية لتتناسب مع هذه التوقعات، مثل زيادة أعداد الموظفين، وإضافة رحلات جوية، أو شراء طاقات استيعابية إضافية، لضمان الالتزام الكامل بجميع المواعيد النهائية المتفق عليها». وبخصوص أكثر أنواع الهدايا شحناً، خلال مواسم العطلات، لا سيما مع اقتراب رأس السنة، قال: «نشهد شحن كميات كبيرة من الكعك الموسمي، إلى جانب الأجهزة الإلكترونية، والألعاب، وإكسسوارات الموضة. كما نلاحظ زيادة في شحن المستندات مثل بطاقات التهنئة. وما ذكره سبيغا، هو نفسه ما سبق وأن أعلنته «فيديكس»، مطلع الشهر الجاري، حين كشفت عن دراسة حديثة أجرتها «جوجل»، بالتعاون مع «فيزا»، وتبين من خلالها أنه مع حلول مواسم الأعياد وفترة ذروة المبيعات، تتمحور رغبات المتسوقين على شراء السلع غير الأساسية، مثل الأزياء ومستحضرات التجميل والإلكترونيات والمنتجات الخاصة بأسلوب الحياة». تحسين الجاهزية قال أحمد عبدالرازق، المدير العام لشركة مالترانس الإمارات للشحن، نائب الرئيس جمعية وكلاء الشحن (نافل): «تشهد حركة الشحن خلال مواسم الهدايا نشاطاً ملحوظاً مقارنة بالأشهر العادية، ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى زيادة الشحنات الفردية والتجارية المرتبطة بالهدايا، حيث يزداد الإقبال نتيجة ارتفاع الطلب على إرسال الهدايا محلياً ودولياً، وهذه الفترات تُعد من المواسم الحيوية لقطاع الشحن، بخاصة مع تنوع المناسبات وتوسع ثقافة إرسال الهدايا». وأضاف: «تتراوح نسبة الزيادة في طلبات الشحن، خلال المواسم الكبرى والأعياد ورأس السنة، بين 20% و30% مقارنة بالأشهر العادية، وقد تتفاوت هذه النسبة في بعض السنوات تبعاً للظروف الاقتصادية وحجم العروض الترويجية وانتشار التجارة الإلكترونية». وأوضح: «نحرص في شركة مالترانس الإمارات على الاستعداد المبكر لهذه المواسم، من خلال تعزيز الطاقة التشغيلية، وزيادة عدد الشركاء اللوجستيين، وتحسين جاهزية الفرق الفنية، وخدمة العملاء، كما نعمل على تطوير الأنظمة التقنية، لضمان سرعة معالجة الطلبات والحفاظ على جودة الخدمة وتسليم الشحنات في الوقت المحدد». وقال: «في ما يتعلق بأكثر أنواع الهدايا المشحونة في المواسم والأعياد، وبالتحديد في رأس السنة، تتصدر الهدايا مثل العطور، والإكسسوارات، والملابس، والمنتجات الفاخرة قائمة الشحنات، إلى جانب الإلكترونيات ومنتجات العناية الشخصية، وفي فترة رأس السنة تحديداً، يلاحظ ارتفاع شحن الهدايا الرمزية والمنتجات ذات الطابع الاحتفالي». وأكدت «أرامكس»، في تقرير نشرته على موقعها الرسمي مؤخراً، أنها بدأت استعداداتها بشكل مبكر لاستقبال طلبات شحن الهدايا، موضحة أن أكثر من 40% من المتسوقين يسارعون إلى شراء الهدايا قبل نوفمبر.