المصارع الداغستاني يفضل روني وغاتوزو على ميسي ورونالدو أكد المصارع الداغستاني حبيب نور محمدوف، خلال مشاركته في القمة العالمية للرياضة، أن انتقاله من المنافسة داخل الحلبة إلى دور المدرب شكّل تحدياً ذهنياً وعاطفياً كبيراً، موضحاً أن التدريب يختلف جذرياً عن القتال. وأشار إلى أن دور المدرب يقتصر على التوجيه وتقديم النصائح، دون القدرة على التدخل الجسدي، وهو ما يجعله أكثر صعوبة بالنسبة له مقارنة بكونه مقاتلاً، حيث يشعر أحياناً بأن القتال كان أسهل من الناحية النفسية. وأضاف أن العمل التدريبي يستنزف طاقته، نظراً لقربه الشديد من المقاتلين الذين يشرف عليهم وتأثره بما يمرون به من ضربات وصعوبات داخل النزال. وأوضح نور محمدوف أن طبيعة رياضات القتال تختلف عن غيرها من الرياضات الجماعية، مشيراً إلى أن الخسارة في الحلبة لا يمكن التعامل معها بخفة كما يحدث في كرة القدم، حيث يستطيع اللاعب الابتسام بعد الهزيمة. ولفت إلى أن المقاتل لا يمكنه إخفاء مشاعر الهزيمة أو تجاوزها بسهولة، مؤكداً أن الصداقة الحقيقية بين مقاتلين تقابلا داخل الحلبة تكاد تكون مستحيلة، لأن كل طرف حاول إسقاط الآخر جسدياً، وإن ظل الاحترام قائماً خارج النزال. وتحدث نور محمدوف عن شغفه بالمنافسة منذ الصغر، مشيراً إلى أن كرة القدم كانت حلم طفولته الأول، إلا أن البيئة التي نشأ فيها وتأثير والده كمدرب دفعاه إلى عالم الفنون القتالية. وأكد أن كرة القدم ما زالت تحتل مكانة خاصة في قلبه، ويتابعها بشغف، غير أن مسيرته قادته في النهاية ليصبح مقاتلاً محترفاً، ورأى أن أسلوب اللاعبين واين روني وغاتوزو هو الأفضل لديه لو كان لاعب كرة قدم، وليس ميسي أو رونالدو، لأنهما يشبهانه في القوة البدنية. قصة النسر وحول بداياته الاحترافية، استعاد نور محمدوف قصة لقبه الشهير «النسر»، موضحاً أنه اختاره عام 2012 لأسباب تسويقية، نظراً لصعوبة نطق اسمه لدى الجمهور، ليتحول اللقب مع مرور الوقت إلى جزء أساسي من هويته العالمية، وانتقد في هذا السياق اعتماد بعض المؤسسات الرياضية على الحضور الإعلامي والشهرة، مؤكداً أن هناك مقاتلين موهوبين بلا هزائم لا يحصلون على فرص عادلة بسبب ضعف ظهورهم الإعلامي، وهو ما يتنافى مع مبدأ تكافؤ الفرص. فلسفة التدريب والقيادة وتطرق نور محمدوف إلى فلسفته في التدريب والقيادة، مشدداً على أهمية الانضباط داخل الفريق، وضرورة الالتزام بقرارات الجهاز الفني. وأكد أن النجاح الذي حققه فريقه خلال السنوات الماضية، بتتويج مقاتلين في بطولات مختلفة، جاء نتيجة العمل المنظم والالتزام الصارم، كما أشار إلى مشاركات فريقه المقبلة، والتي تتطلب جهداً ذهنياً وبدنياً كبيراً منه كمدرب، مؤكداً أن القيادة لا تعتمد فقط على التاريخ البطولي، بل على التخطيط، وضبط المشاعر، وفهم الشخصيات المختلفة. وأضاف أن مشاركة المعرفة والخبرة تمثل جوهر فلسفته في الحياة، موضحاً أنه يسعى إلى نقل كل ما يمتلكه من خبرات وطاقة إلى المقاتلين الذين يشرف عليهم، ليكونوا أفضل منه ويصلوا إلى العالمية. وأكد أن هذه القيم ترسخت لديه منذ الصغر بفضل والده، الذي كان مدرباً صارماً ومنضبطاً، وأسهم في تشكيل شخصيته القيادية. وانتقد نور محمدوف غياب العدالة في بعض جوانب الرياضة الاحترافية، مشيراً إلى استبعاد عدد من المقاتلين في السنوات الأخيرة ليس بسبب الخسارة، بل لانتهاء عقودهم دون تجديد، معتبراً أن المنافسة الحقيقية يجب أن تقوم على مبدأ تكافؤ الفرص، بعيداً عن الشهرة أو عدد المتابعين. واختتم نور محمدوف تصريحاته بالتأكيد على تفاؤله بالمستقبل، في ظل بروز جيل جديد من المقاتلين الموهوبين من داغستان وباكستان، مشيراً إلى أن طموحهم وتركيزهم على القتال فقط سيقودهم إلى أعلى المستويات. وأعرب عن رغبته في دعمهم ومشاركتهم خبرته، ليصبحوا أبطالاً على الصعيد العالمي.