الارشيف / عرب وعالم / الجزائر / النهار

خطيب أختي أزهر قلبي وهو يطمع في ودي

سيدتي، ممتنة أنا لهذا الفضاء الرحب الذي إحتوى قلبي المنهك وأعطاني جرعة أمل، كيف لا وأنا بين أحضان ركن قلوب حائرة عبر موقع النهار أونلاين. مشكلتي قد تبدو مستفزة نوعا ما لكني أخبربك سيدتي أن القلب إن هوى(أحب) فإنه يهوى(يسقط) في براثين الضياع أحيانا، كيف لا وقد وصف الفلاسفة بأن الحب أعمى ومن أنه سبب هلاك المرء وتشتته، لن أطيل الكلام لأضع بين يديك معضلتي.

سيدتي، توفى زوجي منذ سنوات عديدة وصونا لذكرياتي معه  أعيش في بيتي المستقل، فالمرحوم ترك لي ميراثا جيدا كما أنني أشغل منصبا مرموقا في شركة عريقة. وقد لا تصدقين أنني كنت مثالا للمرأة الصامدة المتماسكة بالرغم من كل ظروفي وقد إحتسبت أمري إلى الله، خاصة وأنني لم أنجب أولادا من زوجي لحكمة لا يعلمها إلا خالقي مولاي.

مشكلتي سيدتي، بدأت مؤخرا حيث أنني فرحت لخطبة أختي الصغرى التي لم أحس بها تكبر إلى أن أصبحت عروسا يتهافت عليها العرسان، ولأنني الأخت الكبرى فقد قدمت يد العون لها بكل ما أوتيت من قوة، كما أنني قررت أن تقيم معي بعد زواجها  في بيتي الواسع كي تكون لي أنسا عوض أن تضيع مالها في إستئجار البيوت مع غلاء المعيشة.

قد تعتقدين سيدتي بأن ما أقدمت عليه أمر في قمة الرفعة والتضحية، حيث كنت أريد لأحدهم أن يملأ علي وحدتي و يبدد علي حيرتي،إلا أنني جنيت على نفسي يوم قررت مثل هذا القرار.

فخطيب أختي اليافع الأنيق الوسيم، لم يجد بدا من التقرب مني على مرأى من أختي التي لم تجد من سوء في ذلك، ولأنه حذق ولبق فقد تمكن من التغلغل إلى سويداء قلبي في وقت قصير و قياسي، فأضحيت به مغرمة به و تحركت مشاعري مرة أخرى بعد أن ماتت غيابيا.

الطامة الكبرى أن خطيب أختي الذي كنت ألتقيه يوميا في بيتي و الذي كان يتقرب مني رويدا رويدا متحججا بالتحضير للعرس و اقتناء أثاث البيت، أبدى إعجابه الكبير بي و إقترح علي أن نتقرب أكثر من بعضنا بعض مشيرا إلا أنني أعجبه كثيرا وبأنني أختلف اختلافا كبيرا عن أختي التي  يرى فيها الصبية التي لم تنضج بعد.حيث أنني وحسب كلامه أسرت قلبه وسكنت فؤاده.
لا أخفيك سيدتي أنني في حيرة من أمري، حيث أنني لا أنكر بان الأمر يعجبني فمن قال بأنني وأنا في العقد الرابع من عمري أعجب شابا يافع  في الثلاثين,كما أن الحب تحرك في قلبي و وجدت فيه لذة لا تضاهيها لذة ، فهل أقبل بهذه العلاقة علما أن أختي تثق في ثقة عمياء؟

أنيري دربي فأنا في أمس الحاجة إليك ؟

أختكم ش.فلة من الوسط الجزائري.

الرد:

أختاه،ليس هناك في الحياة ما هو أمرّ من الخيانة وأشد وقعا على القلب ألما منها.و ما من شك أن ما ستقدمين عليه لهو أفدح  و أفضع من  الخيانة بأم عينها. فأختك سيدتي تحبك وتقدرك وتتمنى أن تباركي لها زواجها و تقفي إلى جانبها كأخت وأم، لا أن تسلبي منها فرحتها و خطيبها.

لقد إستهليت رسالتك أختاه بأنك كنت صاحبة حضور و قيمة بين أهلك لا لشيء إلا لأنك حافظت على كيانك و سمعتك بعد وفاة زوجك، فكيف تسمحين اليوم لنفسك الأمارة بالسوء التي زينت لك الإرتباط عاطفيا بشاب في سن يصغرك إلا أنه عرف كيف يسحرك و أنت تدركين أن هذا الأمر لهو الخطأ بعينه.

من منطلق العقل أختاه حاولي أن تتحكمي في عواطفك وتكبحي جماحها، وبأن لا تتهوري فتسمحي لنفسك بالإنصياع للشيطان الذي سيجعلك تقترفين أكبر جرم في حياتك تجاه نفسك وتجاه أختك.و لتقطعي حبال المودة والشوق و تجاه هذا الشاب الذي يحاول جرك في طريق سيفسد عليك كل ما بنيته من جميل و عفيف في حياتك عقب وفاة زوجك الذي لازلت مرتبطة بماضيك إلى جانبه ناهيك إسمه و شرفه، ولا تنسي أن المجتمع لن يغفر لك هذا  الإثم الذي ستعملين به على خيانة أختك و إلحاق العار بأهلك.ثم أتساءل أنك لم تتساءلي حول مصير علاقة يريد عريس وجد لنفسه من يكمل مشوار الحياة معها في الحلال و الطريق الذي سيسير عليه هذا الميثاق الغليظ، و ما محله  من الإعراب ما دام سيقيم في عقر بيتك، مما سيسهل للشيطان مهمته حتى يبث في قلبي كل واحد منكما الرغبة في الإحتواء الحرام.

و في المقابل أنصحك أختاه أن تبحثي لنفسك عمن يسقي وردة عمرك بما يليق بها.زوج صالح مناسب لك من حيث العمر والمستوى لا شاب متصابي يود جعلك في الحضيض الأسفل.

إحتسبي أمرك لله في هذا الشاب، الذي يمكنك أن تضعيه عند حده بالعقل و الرصانة، وبحكمة أنك لا يمكنك الدخول معه في متاهة دنيئة الضحية الوحيدة فيها أنت قبلا، وأختك الصغرى التي جعلتك قدوة لها وأسرة لطالما أشادت بك لتجدي نفسك اليوم تخسرين ما بنيته في أربعة عقود بسبب نزوة، حيث أنني لا أعتبرهذه العلاقة سوى نزوة.

ردت:”ب.س”

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة النهار ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من النهار ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.