على أهبة الاستعداد، هذا هو حال تقريبا كل العائلات الجزائرية تحسبا للدخول المدرسي المقبل، خاصة أولئك الذين لديهم أطفال سيكون هذا عامهم لأول في الدراسة. وإذا قلنا الدراسة يعني فراق الابن عن البيت وعن والديه لساعات من اليوم، أمر يجعل الأمهات خاصة يفكرِّن فيه أكثر من الطفل حد ذاته. كيف لا وغريزة الأمومة يتدفق منها شعور يحصل لأول مرة، فمن حضنها إلى حضن المدرسة، وابنها سيغيب عنها لساعات طويلة. ناهيك عن التحديات التي تنتظرها، فبعد ولوج الطفل عالم المدرسة وتلقي معلومات جديد. تصبح الأم المسؤولة رقم واحد عن مستواه العلمي. وهنا وجب التنبيه بأن المرحلة الأولى من المدرسة للأطفال مهمة للغاية. تتطلب الكثير من الاستعداد العقلي والجسدي لكلا الوالدين، خاصة الأم. لذا عليكِ أن تجعلي طفلك يستعد للتعليم، لأن فكرة الدراسة والالتزام بجدران القسم وساحة المدرسة. وأوامر المعلمة، وتصرفات أترابهم المختلفة ستزعجهم. فهم يريدون فقط اللعب وتجنب أي نوع من التشدد الذي يضبط حريتهم. لكن يبقى التمدرس ضروريا للحياة كيف لا وديننا أمر بطلب العلم من المهد إلى اللّحد وجعله نورا نهتدي به. فلا تقلقي سيدتي من أول خطوة لابنك للمدرسة، نعرف أن الأمر ليس بهذه البساطة. وأنك تفكرين في كل الاحتمالات السيئة التي قد تطرأ على بالك من لحظة خروج طفلك من البيت وحتى عودته. لهذا خصصنا موضوع اليوم على موقعنا للأمهات اللواتي سيدخل طفلها أول مرة للمدرسة، وطريقة تحضيره لهذه المرحلة. لكن قبلا ارتاينا أن نشارك معكم شهادات لبعض الأمهات بخصوص أول تجربة لهن أولادهن: السيدة أحلام من الغرب لم أتوقف عن البكاء.. فيما غمرت ابنتي فرحة عارمة.. بنبرة غلبتها الفرحة، كيف لا وسؤالنا أعادها خمس سنوات للوراء، تذكرت السيد أم ولاء أجمل ذكرى، لابنتها الوحيدة. فقالت: “ذهاب الطفل للمدرسة أول مرة حدث هام في حياته، وفي حياة أمه أيضًا. مازلت أذكر أول يوم مدرسة في حياة طفلتي، كانت متحمسة لاستقبال هذه الحياة الجديدة. تحمل حقيبة ظهرها الملونة، وقارورة الماء الوردية. وكنت قد صففتُ شعرها وزينته بربطات بيضاء أنيقة، بينما كُنت أداري قلقي بابتسامة متوترة، فهي لم تفارقني ولا لحظة. كنت أسهر على شؤونها، وأرعاها بعيوني واليوم ستبتعد عني..؟، لكن لابد أن تدرس وتتعلم. يومها أمليت عليها قائمة من التنبيهات المختلفة حول ضرورة ألا تتردد في طلب الذهاب إلى الحمام. وأن تذهب إلى معلمتها إذا ضايقها أحدهم، خاصة أن ابنتي خجولة نوعا ما. لهذا كنت قلقة نوعا ما، لكن ما إن عادت وبدأ تسرد عليا ما حصل معها بدأت الطمأنينة تُزرع في قلبي. والحمد لله هي الآن موفقة جدا في دراستها”. السيدة سهام من الوسط: تجربة فريدة من نوعها.. وذكرى لا تُمحى من البال.. ومن جهتها وبكل ثقة أكدت لنا السيدة سهام أن أول يوم لدخول ابنها المدرسة كان مختلفا تمتما عن باقي الأيام. لا شك أن تجربة ذهاب الطفل إلى المدرسة لأول مرة هي تجربة مشحونة بمشاعر وأوضاع مختلفة للأسرة كلها. لتضيف قائلة: “أنا كسيدة عاملة وجدت الكثير من الإيجابيات، فالطفل ينتظم وقته فجأة. وبالتالي تنتظم حياة الأسرة بأكملها، فلم أعد أفكر هل هو مرتاح في البيت مع جدته أم لا؟. هل هو يتشاجر مع أبناء أعمامه أم لا؟. أمور كثيرة لم تعد موجودة بعد أن دخل ابني إلى المدرسة، ليس هذا فحسب. بل أصبح هناك متعة خاصة عندما تجدي ابنك يتعلم المزيد والمزيد. وأن حياته بدأت في الاتساع وأصبح لديه أصدقاء وأحداث يومية. شعرت فجأة أنه نضج، وأنه صار كبير ما شاء الله، لهذا أدعوا الأمهات لعدم القلق. خاصة ألا تظهر خوفها أمام ابنها حتى لا يتأثر بها فيخاف هو الآخر من المدرسة”. السيدة حسنة من الشرق: “راودني قلق الانفصال عن ابني فتأثر هو الآخر بي..” “كانت تجربة من نوع خاص” عبارة قالتها السيدة حسنة بخصوص دخول ابنها المدرسة أول مرة. حيث وجدت نفسها أما وهي في الـ17 من عمرها، تعلقها كان كبيرا بابنها، لهذا كان صعبا عليها الانفصال عنه عند التحاقه بالدراسة. لتضيف قائلة: “خطئي كان واضحا، فأنا بدأت بالبكاء شهرا قبل دخول ابني للدراسة. خاصة أنني كنت أسمع تجارب الكثير من الأمهات عن أولادهن. ومعاناتهم في المدرسة. خاصة مع المعلمين الذين لا يحسنون التصرف مع الأطفال. فتخوفت من وجود معلم أو معلمة يجعلون الحياة المدرسية لطفلي مليئة بالخوف والاضطراب. ووقتها كنت سلبية للغاية، فتأثر ابني بي، وفي في نفس الوقت زاد تعلقه بي. لهذا رفض حينها فكرة الدخول للمدرسة، ولم يكن سهلا علينا أبدا تقبل ذلك بسرعة. ولا أنسى ما حييت البكاء الصباحي تلك الأيام لكلينا. لكنني مع باقي أطفالي تداركت الأمر، وأحسنت التصرف، لهذا أنصح كل أم أن لا تقع في نفس خطئي. وأن تكون قوية وتمد ابنها بطاقة إيجابية” كلمة لابد منها: تجارب مختلفة، لكن الحيثيات نفسها، ابن يخطو أول خطوة للمدرسة ليشق طريقه العلمي لمستقبل زاهر بإذن الله. ومهما كانت الظروف لابد للأسرة أن تعرف كطيف تسيطر على مشاعرها أمام أولادهم. خاصة الأم لابد أن تكون قوية لتشحن ابنها الطاقة الإيجابية لتوفر عنها عناء الدلال الزائد كل صباح. فالمسألة متعلقة بمصير مشوار ابنك الدراسي، وتحصيله العلمي، فإما أن تنجحي في التحدي. وإما أن تحملي عواقبه الوخيمة، وفيما يلي نقدم لك سيدتي الإرشادات اللازمة لحياة دراسية متميزة: ابدئي بإعطاء التلميحات كلما كانت الفرصة مواتية، كأن تتحدثي عن تجربتك أنت في الدراسة. أو تجربة آخرين تعرفينهم، يمكنك سيدتي اصطحب طفلك للتسوق وقومي بشراء حقيبة لطيفة. ومئزر، وألوان وكتب تلوين وما إلى ذلك والتي ستلهمهم للذهاب إلى المدرسة. فكل هذا سيزيد من حماسهم ويشجعهم على الذهاب إلى مدرسة. فالانضباط ضروري للجمع، والسلم الأول للنجاح، ابدئي ضبط مواعيد النوم لدى أطفالك قبل أسبوع على الأقل من بدء المدرسة. حتى يتكيف مع الروتين الجديد. وتذكري أن السهر وعدم حصول الطفل على النوم الكافي سيجعله متوترًا وقلقًا وأقل استجابة. وتفاعلًا مع الحياة الجديدة في المدرسة. فالطفل يجب أن يكون قادرا على توصيل احتياجاتهم بوضوح لمعلمهم، بل لابد أن يتمتع بالجرأة الإيجابية. حتى لا يفقد حقه، ولا يقع في إحراجات أخرى. 5 عوديه على روح المشاركة والتناوب في الأدوار: فالأطفال كلهم لديهم نوع من الأنانية البريئة نتيجة دلال الوالدين، لهذا يعطي لنفسه الأولوية في أي مكان. وهنا واجبك سيدتي أن تلقني ابنك معاملة الآخرين باحترام. وهذا من خلال عادات يومية بسيطة، أو ألعاب في المنزل يحترم فيها دوره للقيام بها. خاصة إذا كان لديك أكثر من طفل. شجعيهم على العمل في المشاريع والمهام معًا في المنزل. إذا لم يكن لديك روتين قراءة منتظم في منزلك، فلم يفت الأوان أبدًا للبدء. فالكثير من الدراسات أكدت أن الأطفال الذين يصاحبون الكتب والقصص بانتظام في المنزل. سيكون لديهم فرصة أفضل للنجاح في المدرسة بشكل عام. شجع طفلك على إعادة سرد القصص التي قرأتها من خلال رسم الصور واستخدام الدمى ولعب الأدوار. فهذا ومن جهة أخرى سينمي خيالهم. وقدراتهم المعرفية، وإثراء لغتهم لتصبح سليمة. سيدتي، كوني واثقة وهادئة ومستبشرة ليتأثر ابنك بك، ويصبح مثلك، فلا داعي للارتباك والمبالغة في الوداع في اليوم الأول للمدرسة. فيشعر الطفل وكأنه ذاهب إلى ساحة الحرب وليس إلى مدرسة جميلة، حتى يشعر طفلك بالطمأنينة. قابلي المعلمة ببشاشة وود، تأكدي أن طفلك استقر في مكانه، طمئنيه أنك ستعودين فورًا بعد نهاية وقت الدراسة. من الجميل أن تجعليه متطلعًا لشيء بعد اليوم الدراسي مثل شراء مثلجات أو الذهاب لنزهة قصيرة مثلا. لا تبقي أمام باب المدرسة مطولا، ودعيه بثقة ولا تلتفتي إليه لأن المعلمون يعرفون كيف يحتوون خوف الأطفال وبكاءهم. إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور