عرب وعالم / الجزائر / النهار

سيفاوي وجمهورية النهب والابتزاز.. دعه يتصهين دعه يمر

تنشر “النهار أونلاين” وقائع وأسرار جديدة وغير معلنة حول شخص الصحافي المثير للجدل محمد سيفاوي، المقيم بفرنسا منذ سنوات.

واختارت “النهار أونلاين” النبش في “أرشيف سيفاوي” بداية من رفوف يعود تاريخها إلى أكثر من 20 سنة، وصولا إلى فضيحة الفساد المالي التي هزت الأوساط السياسية والثقافية في فرنسا، منذ عامين، والتي أطلقت عليها الصحافة الفرنسية في ذلك الوقت، اسم “قضية صندوق ماريان”، التي لطخت سمعة إحدى حكومات ماكرون.

قضية صندوق ماريان هي فضيحة اختلاس وتحويل أموال عمومية تورط فيها مسؤولون فرنسيون وشخصيات عامة معروفة وسط المشهد الإعلامي والسياسي الفرنسي، منهم الصحافي الفرانكو جزائري محمد سيفاوي المعروف بقربه من طبقات متنفذة في فرنسا، إلى جانب وزيرة سابقة ومقربة من ماكرون.

ونُسبت إلى سيفاوي الذي جرى التحقيق معه بشأن الفضيحة، وتفتيش منزله، في منتصف العام ، تهمة الاستيلاء على أموال منحتها الحكومة الفرنسية لاتحاد جمعوي يرأسه، حيث بينت التحقيقات
أن اتحاد جمعيات التربية البدنية والاستعداد العسكري، الذي كان يرأسه، تحصل من صندوق ماريان على أكثر من 266 ألف أورو، في ظرف عام واحد فقط.

كما أظهرت التحقيقات أن سيفاوي “إلتهم” أكثر من 200 ألف أورو تحت بند “أجره الشهري” وأجر شخص آخر معه، وبالمقابل لم ينشر سوى ثمانية مقالات فقط على موقع ويب، ومجموعة فيديوهات لم يتخط عدد من شاهدوها 50 ألفا.

وصندوق ماريان هو برنامج أطلقته حكومة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في 2021 لدعم الجمعيات بهدف محاربة التطرف الديني، وكانت الوزيرة الشابة المقربة من ماكرون مارلين شيابا هي صاحبة مقترح إطلاق الصندوق.

وجاءت فكرة تأسيس الصندوق بعد مقتل مدرس فرنسي في هجوم إرهابي أواخر 2020، لتقرر على إثره السلطات الفرنسية إطلاق برنامج يهدف إلى دعم جمعيات ناشطة في أوساط الجاليات المسلمة
لمحاربة “الانعزالية” والتطرف.

وخصصت الحكومة الفرنسية في إطار الصندوق مبلغ 2.5 مليون أورو، تُمنح لجمعيات بهدف إنجاز محتوى إعلامي محارب للخطاب المتطرف وداعم لقيم الجمهورية الفرنسية وأهدافها.

وبعد سنتين من العمل، صُعق الرأي العام الفرنسي بخلاصة مفادها أن أمواله المتحصل عليها من الضرائب، تم نهبها واختلاسها باسم الصداقة والمحاباة والزبائنية.

وكشف التحقيقان القضائي والبرلماني الذي تم فتحه بشأن الفضيحة، عن قائمة المستفيدين من أموال الصندوق، قبل أن يتم استدعاء الوزيرة مارلين شيابا للمثول في جلسة تحقيق أمام مجلس الشيوخ الفرنسي، حيث جرى سماع أقوالها لما لا يقل عن ثلاث ساعات.

وبرغم الكم الهائل والكبير من المقالات والبلاتوهات التي خصصتها الصحافة الفرنسية للفضيحة، وبرغم التحقيقين القضائي والبرلماني اللذان تم فتحهما، تم وضع ملف قضية “صندوق ماريان” في درج النسيان، من دون تحديد المسؤوليات أو تجريم المتورطين.

اليوم وبعد أكثر من عامين على تفجير الفضيحة، تشرع “النهار أونلاين” بالنبش في الملف المقبور، وتحاول قراءة صفحات منه لم تطلها يد الصحافة الفرنسية، لسبب أو لآخر.

وتركز “النهار أونلاين” في تحقيقها الصحافي على الشق المتصل بالفرانكوجزائري محمد سيفاوي، وتفرعات شبكته وعلاقاته مع متنفذين في فرنسا، ساهموا بشكل أو بآخر في دفن فضيحته، وإخراجه
منها من دون أضرار أو عقاب، مثلما يتم إخراج الشعرة من العجين.

 الصحافة الفرنسية تلعب دور الأعمى مع الكبار

بتاريخ 8 أفريل 2023، نشرت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، مقالا حول تورط محمد سيفاوي في فضيحة اختلاس وتبديد أموال صندوق “ماريان”.

ومحمد سيفاوي، هو صحافي جزائري فرنسي، يزعم “النضال” ضد الإسلام السياسي في فرنسا، وبسبب ذلك هو يعيش تحت حماية الشرطة الفرنسية منذ العام 2003.

وفي مقال “لوفيغارو”، تطرقت الصحيفة إلى شركة أسسها سيفاوي تحت اسم “تيروماغ” وقالت إنها كانت بمثابة قوقعة فارغة تم استعمالها للاغتراف من المال العام في فرنسا.

وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن المشرفين على “صندوق ماريان” برروا منح مبلغ 266 ألف أورو لسيفاوي، بوجود ما يسمى “ضمانة علمية” يحوزها هذا الأخير وتتمثل في إشرافه وتسييره لشركة “تيروماغ”.

وشركة تيروماغ بحسب عقدها التأسيسي هي مؤسسة ربحية مختصة في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، ومن ضمن اختصاصاتها تقديم الاستشارات والنصائح وإعداد الدراسات وإصدار نشريات ومجلات متخصصة في مجال مكافحة الإرهاب.

 هكذا نجا سيفاوي من تحقيقين قضائي وبرلماني ضده

وراحت صحيفة “لوفيغارو” تتحدث بإسهاب عن استفادة سيفاوي من ذلك المبلغ الضخم من “صندوق ماريان”، لكن من دون التعمق أكثر في الفضيحة، ومن دون أن تخوض في شركة “تيفروماغ” التي كانت تُصدر مجلة بنفس الإسم، والسبب غير معروف.

وفي إطار تحقيقها، قاد البحث الذي أجرته “النهار أونلاين” في وثائق شركة “تيروماغ” التي يشرف عليها ويسيرها سيفاوي، إلى أن هذا الأخير لم يكن بمفرده في الشركة التي قام بواسطتها بعمليات الاحتيال والنهب، بل كان برفقة أسماء كبيرة ووازنة.

القائمة الإسمية للشركاء في شركة “تيروماغ” التي أسسها سيفاوي والتي بواسطتها اختلس مئات الآلاف باليورو

وتبين أن قائمة الشركاء في الشركة ضمت 11 إسما، منها لصحافيين جزائريين، ورجال أعمال فرنسيين، ورجال قانون، منهم قاض مشهور وسط الرأي العام الفرنسي وحتى بالجزائر.

 من لعبة “من يقتل من” إلى فضيحة “من ينهب من؟”

رغم أنه تذيل قائمة الشركاء المساهمين في شركة “تيروماغ”، كان اسم القاضي المختص في مكافحة الإرهاب مارك تريفيديك، بارزا ومثيرا للانتباه، كيف لا.. وهو الذي كان اسمه وتصريحاته تملأ صفحات الجرائد في وفي فرنسا طيلة عقدين من الزمن.

ومعروف أن القاضي مارك تريفيديك كان مكلفا بملف مقتل رهبان تيبحيرين، وهو الملف الذي حاولت فرنسا عبره ابتزاز الجزائر طيلة سنوات، واستعملته وسيلة ضغط سياسي خلال فترة حكم النظام السابق.

وليس سرا إن أشعنا أن فرنسا الرسمية كانت تغذي عبر تصريحات وتحركات القاضي تريفيديك في إطار إشرافه على التحقيق في قضية رهبان تيبحيرين، مقولة “من يقتل من؟”، قبل أن يُغلق الملف مثلما فُتح.

سيد ألعاب القمار والرهان.. وعلى العدالة الفرنسية أيضا

ضمت قائمة الشركاء في شركة “تيروماغ” التي استولى بواسطتها محمد سيفاوي على مئات آلاف الأورو من خزينة فرنسا، إسما آخر يلفت الانتباه، ويتعلق الأمر بالمدعو آري سباق”.

ورغم أن رجل المال والأعمال آري سباق ليس معروفا لدى العامة في الجزائر، لكن اسمه ذا دلالة لمن يعرف خبايا شبكات النفوذ ولوبيات الضغط الصهيونية في فرنسا.

آري سباق لمن لا يعرفه هو أحد كبار رجال المال المعروفين بفرنسا، وهو أيضا أحد الأقدام السود بالجزائر، فهو من مواليد العام 1961 بتيارت، وهو أيضا الصديق المقرب من المغني أنريكو ماسياس وشريكه في عدة أعمال تجارية.

ويمتلك آري سباق مجموعة بارتوش، والعديد من الكازينوهات ونوادي القمار والفنادق، ليس في فرنسا فحسب، بل في العديد من دول العالم.

ويتشارك آري سباق الذي يمتلك بفرنسا فقط 44 شركة، مع المغني ذو الأصول اليهودية أنريكو ماسياس، في العديد من المشاريع التجارية بفرنسا، مثلما يتشاركان المولد بالجزائر والحنين إلى استعادة الجنة المفقودة.

 فسدة ومحتالون يحاضرون في الشرف

كلما أخرج سيفاوي قلمه من جيبه، تأكد أنه سيضع بدلا منه حزمة من البقشيش

يشرف آري سباق، بالإضافة إلى مجموعة شركاته التجارية، على الرابطة الدولية لمكافحة العنصرية ومعاداة السامية، وهي المنظمة الفرنسية المعروفة بدفاعها المستميت عن الكيان الصهيوني والتي كانت تمثل رأس الحربة في الحملة الشرسة على اللاعب الدولي الجزائري يوسف عطال، بتهمة معاداة السامية عندما أبدى تضامنه مع القضية الفلسطينية.

ولأن رابطة آري سباق أصبحت تركز على مهاجمة السلطات الجزائرية منذ توقيف الكاتب بوعلام صنصال، بالجزائر، فقد ركب سيفاوي الموجة ما دام الأمر يتعلق بممارسة تجارة مربحة ورائحة هذه الأيام، وربما لتقديم عبارات الشكر والعرفان على تخليصه من الحساب والعقاب، في قضية صندوق ماريان.

وها هو سيفاوي يخوض، اليوم، كعادته، حربا بالنيابة عن اللوبي المتصهين في فرنسا، والهدف هذه المرة هو الجزائر، وبإمكان القراء بعد كل ما سبق معرفة أسباب الحملة الإعلامية وأهدافها.

ويقول سيفاوي إنه يناضل ضد “النظام الجزائري” لأنه يعادي الديمقراطية ويقمع الحريات، لكنه لا يقول لمتابعيه إن تلقى الإيعاز من عرابيه بعدما تجاوزت الجزائر حسبهم الخطوط الحمراء في مناصرة القضية الفلسطينية.

ويقول سيفاوي أيضا إنه يحارب الفساد في الجزائر ويسعى لكشف مرتكبيه، لكنه لا يصارح متابعيه بالكيفية التي تم بها دفن الجزء الأكبر من قضية صندوق ماريان بهدف تخفيف الخسائر في صفوف المتورطين.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة النهار ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من النهار ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا