عرب وعالم / البشاير

كمال جاب الله : معًا لانتشال السودان من مستنقع الدمار الشامل

  • 1/2
  • 2/2

معًا لانتشال السودان من مستنقع الدمار الشامل

كمال جاب الله

[email protected]

لم يخطر على البال مطلقًا أن تمتد ظلمة الليالي -حالكة السواد- التي يعانيها الأشقاء السودانيون من خراب وقتل وتشريد، وأن يتسع نطاق الدمار إلى هذا الحد المروع.

باللاشعور، وعند ذكر اسم السودان، ومعاناة أهلنا المعذبين في جنوب الوادي، تهاجمني –دائما وأبدًا- معانٍ مقبضة، وردت في معلقة الشاعر العربي العبقري امرئ القيس، قالها في وصف كوابيس وأوجاع الليل، بطوله وبطئه، قائلا:

وليلٍ كمَوجِ البحر أرخى سدولَه
عليّ بأنواع الهموم ليبتلي
فقلت له لمّا تمطّى بصُلبه
وأردف أعجازًا وناء بكلكل
ألا أيها الليل الطويلُ ألا انجلي
بصبح وما الإصباحُ منك بأمثلِ
فيا لك من ليل كأن نجومَه
بكل مُغار الفَتلِ شُدّتْ بيَذْبُلِ
كأن الثريّا علّقت في مَصامها
بأمراس كّتّان إلى صًمّ جندَلِ

 

في مقال بعنوان “السودان المختلف عليه” نشرته صحيفة الأهرام الغراء يوم 18 يونيو الحالي، كتب المفكر السياسي القدير، الدكتور مصطفى الفقي، نصًا: “لا تذكر كلمة السودان إلا وأصابتني غصة مع بعض الشعور بالذنب، الذي تشترك فيه إفريقيا والعالمان العربي والإسلامي، تجاه تلك الدولة العربية الكبيرة، التي تعتبر واسطة العقد في الارتباط بين الجنوب والشمال في القارة الإفريقية”.

 

أعرف أن “لو” تجلب معها الشيطان، لكني أقولها بنية خالصة مخلصة وأمري إلى الله: لو أن زماننا العربي الأغبر جاد بـ امرئ قيس جديد، لتعلقت أنظاره -مع الدكتور الفقي ومع ملايين المحبين للسودان- بيوم السادس من شهر يوليو المقبل، حيث تستضيف قاهرة المعز مؤتمرًا للقوى السياسية والمدنية السودانية، تحت شعار وعنوان “معًا لوقف الحرب بالسودان”، لوضع حد للفاجعة الممتدة لعام وشهرين.

 

دعوة القاهرة لعقد المؤتمر تستهدف الوصول إلى توافق حول سبل بناء السلام الشامل والدائم في السودان، عبر حوار وطني سوداني-سوداني، يتأسس على رؤية سودانية خالصة مخلصة،بأن النزاع الراهن هو قضية سودانية في الأساس.

 

استنادًا إلى العلاقات والروابط المصيرية بين شعبي وادي النيل، كانت لها السبق -حتى قبل جهود منظمة الإيقاد والاتحاد الإفريقي- بالتحرك عبر عقد مؤتمر جوار السودان، فور نشوب الحرب منذ 14 شهرًا، وفي دعوتها الجديدة لاستضافة اجتماع يوم 6 يوليو المقبل، حرصت مصر على مشاركة كل القوى السياسية السودانية، بدون استثناء، وهو ما يعطي الأمل في إمكانية التوصل لوقف الحرب.

 

بقي التنويه إلى تقرير صدر في نيويورك يوم الثلاثاء الماضي، وصفت فيه لجنة الإنقاذ الدولية ما يجري في السودان بـ”السقوط الحر”، مشيرة إلى أن تقديرات ضحايا الحرب في السودان تصل إلى 150 ألف شخص، وبدون تحول في النهج الدولي من الجمود إلى العمل، فإن السودان يواجه خطر التمزق بسبب الصراع، مع ما يترتب على ذلك من عواقب وخيمة على ملايين المدنيين والأمن الإقليمي.

 

وفقًا للتقرير، فإن السودان يواجه -بالفعل- أزمتين مزدوجتين تتمثلان في أكبر عدد من النازحين داخليًا في العالم، حيث فر 12 مليون شخص من بيوتهم منذ بدء الاشتباكات، منهم 10 ملايين داخل السودان ومليونان إلى بلدان مجاورة، كما أن 25 مليونًا من سكان السودان، البالغ عددهم نحو 42 مليونًا، في حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية والحماية، في حين يواجه 18 مليونًا انعدام الأمن الغذائي الحاد، في ظل نقص في الغذاء والمياه والدواء والوقود، ومن المتوقع أن يموت أكثر من 222 ألف طفل جوعًا في الأشهر المقبلة، إذا لم يتم اتخاذ إجراءات سريعة.

 

في سياق متصل، ذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية، أوتشا، أن السودان يواصل الانزلاق نحو الفوضى مع تفاقم الأزمة الإنسانية، موضحًا أن “حياة 800 ألف شخص، من النساء والأطفال والرجال والمسنين وذوي الإعاقة، معلقة على المحك،مع استمرار القصف في المناطق المكتظة بالسكان.

أليست كل هذه الأرقام المفجعة، وغيرها، مما تتناقله الميديا، كفيلة بوجوب عقد الآمال على مؤتمر القاهرة المرتقب، لانتشال السودان من مستنقع الدمار الشامل؟

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة البشاير ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من البشاير ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا