عرب وعالم / البشاير

حمدى رزق : «بغداد» حين دخلتها عددتها وطنا

  • 1/2
  • 2/2

حمدى رزق

«بغداد» حين دخلتها عددتها وطنا

للإمام الشافعى مقولة يحفظها أهلنا فى عن ظهر قلب: «ما دخلتُ بلدا قط إلا عددته سفرًا إلا بغداد، فإنى حين دخلتها عددتها وطنًا».

صدق الإمام، بغداد وطن بمعنى الوطن ، بمفردات الوطن التى نعرفها كمصريين، وملامح الوطن فى أعيننا مرسومة فى الحدقات، وشعارنا فى ديارنا «إن ما شالتكم الأرض تشيلكم العيون»..

عندما تحط الرحال فى مطار بغداد الدولى برسمه القديم، تشعر بأنك هبطت واحة ظليلة، ونس، دفء، بين أهلك وناسك، لافتة وجوه الشبه بين العراقيين والمصريين، صعب تفرق بينهما إلا عند الحديث، بحكم اللهجات.

والفضاء الإلكترونى منشغل لا يزال بجواز صيام والاحتفال بيوم عاشوراء، ينخرط شيعة العراق فى احتفالاتهم المقدسة بكامل طقوسها وعلى امتداد أيامها، ويجتهدون فى البكاء على قبر سيدنا الحسين رضى الله عنه وأرضاه، العراق فى مثل هذه الأيام المباركة يتشوق لعاشوراء، ويستحث الخطى إلى العتبات المقدسة.

فرصة نادرة سنحت لمشاهدة بغداد التى فى خاطرى، بغداد «القديمة وأثارها/الجديدة ومشروعاتها» شاهدتها كما تحب الأعين أن تراها.. معلوم، الزحام كالظلام يسدل سدوله، عادة ما يخفى آيات الجمال مرسومة فى الوجوه، تتجسد لوحات معمارية على الجدران، تحيلك لأزمنة بعيدة، لمجد بغداد، يوم كانت قبلة للأدباء والفنانين من الأصقاع البعيدة، يحجون إلى بغداد مدينة الشعر والشعراء.

لا تزال بغداد ساحرة ليلا، كما وصفها «أبُو عُثْمَانْ اَلْكِنَانِى اَلْبَصَرِيَّ» المعروف بِالْجَاحِظِ يقول : «رأيت المدن العظام بالشام والروم وغيرها فلم أجد مدينة أرفع سمكًا ولا أجود استدارة ولا أوسع أبوابًا ولا أجود فصلاً من مدينة أبو جعفر المنصور، كما كأنما صُبت فى وكأنما أفرغت إفراغًا»..

ولا تزال بغداد كأنما صبت فى قالب لم يسع غيرها ولا صب سواها.. جد بغداد متفردة. لا يزال سؤال الإمام محمد بن إدريس الشافعى لتلميذه الأثير «يونس بن عبد اﻷعلى»: أدخلت بغداد؟ قال: لا .. فأجابه: لم تر الدينا ولا الناس.. عجبا لا يزال السؤال يتردد صداه، والسؤال بسؤال يسألونك كـ«مصري» فى كل محل نزلته: أرأيت بغداد ؟ وتعجب من الإلحاح على طلب الإجابة بامتنان مقدما، تغبط السائل بالرد،

والإجابة بغداد سلكت الطريق نحو الأمن والأمان بغداد تستعيد الحياة، تستحضر ألقها، روحها، عودة الروح تستشعرها فى وجوه الناس هنا مستبشرة بالغد. ‎لماذا السؤال، ولماذا الإلحاح على الإجابة، لأن مشروع «العراق الجديد» الذى أطلقه رئيس مجلس الوزراء العراقى «محمد شياع السودانى»، مركزه ونقطة انطلاقه بغداد، العاصمة المتجددة، لاقت الجدية والشجاعة فى مواجهة مخلفات عقود مضت.

حجم المشاريع على تنوعها، وانتشارها على خريطة العراق، يبرهن على إصرار القيادة على استعادة العراق، روح العراق، وعودة الروح هو عنوان من عناوين عدة أطلقها ويطلقها «السودانى» فى فضاءات العراق، ما يجتذب إليه أرواحا شبابية ترنو إلى عودة مجد العراق، السودانى فتح قصر الحكم على الشارع فى حوار متصل.. حظيت بفرصة لرؤية بغداد خالية من الزحام، الزحام يخفى الجمال، وكما جمال القاهرة فى صباحات أيام ، بغداد تتقلب على صفيح ساخن)، ولكنها ليلا بنسمات دجلة الباردة، تستقبل الأحباب فى شارع المتنبى، ومشروع إحياء «شارع المتنبى» نموذج ومثال على عودة الروح.

مالمسته جيدا، العراق الحبيب يحتاج إلى سواعد المصريين، العراق يخطط لخمس مدن جديدة، يحتاج إلى ثلاثة ملايين وحدة سكنية، ومشاريع وجسور وطرق وأنفاق، فرصة عظيمة وسنحت أمام الشركات المصرية (حكومية وخاصة)، مصرية أو بشراكات ، للمساهمة فى مشروع العراق الجديد.

رئيس الوزراء المقدر، يقابل رجال الأعمال المصريين عادة بمحبة بالغة، وشهدت طرفا من هذه المقابلات التى تفيض بالمحبة، ويحدثهم عن تطلعاته إلى الشراكات الاستثمارية ويفضلها عربية، وتفضيلا مصرية. طالع السودانى مشروعات مصرية مقترحة (فى بغداد والبصرة)، ما يعد نقلة نوعية فى المساهمات المصرية فى مشروع العراق الجديد.. وهذا عين الصواب العربى .

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة البشاير ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من البشاير ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا