مرصد مينا
تواجه حركة حماس الفلسطينية ضغوطاً متزايدة منذ بداية الحرب في غزة قبل أكثر من عام، والتي أسفرت عن خسائر كبيرة على المستويات القيادية والبنية التحتية، مع تعثر المفاوضات لوقف إطلاق النار.
وجاءت التقارير الأخيرة بشأن احتمال إغلاق مكتبها في الدوحة تحت الضغوط الأمريكية، ما أثار تساؤلات حول الخيارات المتبقية للحركة.
التنقل بين العواصم..
عبر مسيرتها، واجهت حماس تحديات عديدة اضطرتها لنقل مقرها بين عدة عواصم عربية، بدءاً من عمان إلى دمشق، ثم الانتقال إلى الدوحة.
ومع تزايد الاحتمالات لإغلاق المكتب في قطر، تجد الحركة نفسها أمام خيارات محدودة مع وجود بعض الدعم في دول مثل اليمن والجزائر وعدد من الفصائل العراقية، والتي قد تسعى لإقامة مقرات بديلة فيها.
تصريحات متباينة
على الرغم من عدم تأكيد السلطات القطرية رسمياً قرار إغلاق مكتب حماس، نقلت وسائل إعلام عن مصادر دبلوماسية أن الدوحة تفكر في هذه الخطوة لأن المكتب “لم يعد يخدم غرضه”.
مع ذلك، نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية دقة هذه الأنباء. ويرى الخبير الفلسطيني-التركي، طه عودة أوغلو، أن الحركة ستواجه صعوبات كبرى في حال تأكيد الخروج من قطر، خاصة وأن لديها أوراق ضغط كملف الأسرى التي قد تحاول استغلالها في المستقبل القريب.
احتمالات الانتقال: الجزائر واليمن والعراق كوجهات بديلة
بحسب مركز الأبحاث “إنتليجكس”، فإن هناك ثلاث مسارات محتملة لحماس: إما البقاء في قطر، أو الخروج الجزئي، أو المغادرة الكاملة.
من بين الوجهات التي قد تلجأ إليها الجزائر، حيث تحافظ على علاقات جيدة منذ عام 2016 وتدير مكتباً تمثيلياً في الجزائر العاصمة بقيادة القيادي محمد عثمان، بالإضافة إلى وجود سامي أبو زهري هناك. كما تحتفظ الحركة بروابط وثيقة مع حركة مجتمع السلم الجزائرية.
أما في اليمن، فقد أقامت حماس علاقات تاريخية مع النظام السابق، واستمرت في توثيق علاقاتها مع جماعة الحوثي المدعومة من إيران و التي تستضيف مكتباً للحركة في صنعاء.
وقد أعلن القيادي الحوثي محمد البخيتي في وقت سابق ترحيبه باستمرار استضافة مكتب حماس “مهما كانت العواقب”.
تحالفات محتملة في العراق ولبنان
وفي العراق، رغم عدم وجود علاقات رسمية، تلقى حماس دعماً من بعض الفصائل الشيعية، حيث لمّح “الإطار التنسيقي” في مايو الماضي إلى محادثات محتملة بين حماس والعراق وإيران حول إمكانية انتقال قيادة الحركة إلى بغداد.
وقد أشارت تقارير صحفية إلى وجود تمثيل للحركة بالفعل في العاصمة العراقية، ولكن دون اعتراف رسمي من الحكومة.
ويُعد لبنان من الوجهات القوية لحماس، حيث يوجد تمثيل رسمي للحركة ويقيم عدد من قادتها في البلاد، من بينهم أسامة حمدان وخليل الحية.
وقد عززت الحركة روابطها مع الجماعة الإسلامية وحزب الله، مما يجعل من لبنان خياراً مطروحاً لكن مع الحرب الإسرائيلية ضد حزب الله ومحاولة تل أبيب القضاء على ورقة الحزب في لبنان، يبدو أن تل أبيب ستنمع أي تواجد للحركة بالقرب منها.
هل ستنجح حماس في تأمين ملاذ جديد؟
يقول الخبير الأميركي رافاييل كوهين، ستظل حماس على الأرجح محافظة على علاقاتها مع الدول الداعمة لـما يسمى بـ”محور المقاومة” خلال المدى القريب، وخاصة تلك المتحالفة مع إيران.
لكن على المدى البعيد، قد تتعرض الحركة لضغوط من إسرائيل، التي ستكثف ملاحقتها لعناصر حماس أينما وجدوا، خاصة في حال خروجهم من قطر.
كما يتوقع كوهين أن تمارس الإدارة الأميركية القادمة ضغوطاً على الدول التي تحتفظ بعلاقات مع حماس، مما قد يضيق الخيارات المتاحة أمامها.
الخيار الوطني كحل أخير
يرى المحلل الفلسطيني أشرف العكة أن خروج حماس من قطر قد يدفعها لإعادة النظر في موقفها الداخلي، قائلاً إن الحل الوحيد للحركة قد يكمن في العودة إلى منظمة التحرير الفلسطينية.
ويرى العكة أن هذه الخطوة، رغم صعوبتها، قد تكون طريقاً نحو استعادة الاستقرار وإعادة بناء القطاع المتضرر من الحرب.
ويشدد العكة أن على حماس إدراك المتغيرات والظروف العربية والعالمية، وأن تصبح جزءاً من الحالة الفلسطينية الأوسع لتحقيق المصالح الوطنية العليا.
وبحسب العكة، فإن هذا الوضع “يتطلب إدراكاً عميقاً من حماس للتغيرات المحيطة واستعداداً لتقديم تنازلات كبرى من أجل القضية الفلسطينية”.
ومضى يقول :”الخيار الوحيد للخروج من هذا المأزق هو تفويض القيادة الفلسطينية والانضواء تحت مظلة منظمة التحرير، والعودة إلى الصف العربي لتحقيق التوافق الفلسطيني المطلوب.”
كما يشير العكة إلى أن “هناك تحركات عربية ودولية تهدف إلى وقف الحرب. ومن المهم أن تدرك حماس طبيعة هذه الظروف المتغيرة، وأن تصبح جزءاً من الحالة الفلسطينية الشاملة لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني”.
مما سبق، يتضح أن خيارات حركة حماس باتت ضيقة للغاية، ومع تسارع وتيرة التحولات الإقليمية والدولية، قد تجد الحركة نفسها أمام ضرورة ملحّة لمراجعة استراتيجياتها والتكيف مع واقع سياسي جديد ومختلف تماماً عن الماضي.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة مرصد الشرق الأوسط و شمال أفريقيا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من مرصد الشرق الأوسط و شمال أفريقيا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.