يزور رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي طهران اليوم الأربعاء، لإجراء محادثات حاسمة بشأن البرنامج النووي الإيراني، محذرا قبيل رحلته من أن مجال المناورة يضيق.
وتأتي زيارته بعد يومين فقط من تحذير وزير الدفاع الإسرائيلي، عدو إيران، من أن الجمهورية الإسلامية أصبحت أكثر عرضة من أي وقت مضى للضربات على منشآتها النووية.
واتهمت إسرائيل إيران منذ فترة طويلة بالسعي إلى امتلاك أسلحة نووية، وهو ما تنفيه طهران.
وتبادلت تل أبيب وطهران الهجمات الصاروخية هذا العام، مع تصاعد التوترات بشأن حرب إسرائيل مع حلفاء إيران، حماس في غزة وحزب الله في لبنان.
وأبرزت هذه الضربات الحرب الخفية التي استمرت لسنوات طويلة، وأثارت المخاوف من اندلاع صراع أوسع نطاقا في الشرق الأوسط.
وقال جروسي قبيل زيارته إلى طهران، إن هوامش المناورة بدأت تتقلص، مضيفا أنه من الضروري إيجاد سبل للتوصل إلى حلول دبلوماسية.
وفي حين يُسمح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بإجراء عمليات تفتيش في إيران، شدد جروسي على الحاجة إلى مزيد من الوضوح بشأن البرنامج النووي الإيراني، نظراً لحجمه وطموحه.
وقال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الثلاثاء، إن إيران تملك الكثير من المواد النووية التي يمكن استخدامها في نهاية المطاف لصنع سلاح نووي، لكنهم ليس لديهم سلاح نووي في هذه المرحلة، وفق شبكة CNN.
تحذير ترامب
وتأتي زيارة جروسي بعد انتخاب دونالد ترامب - الذي انسحب من الاتفاق النووي مع إيران الذي تم التفاوض عليه بشق الأنفس في عهد باراك أوباما - مرة أخرى ليعود إلى البيت الأبيض.
وقال ترامب الأسبوع الماضي إنه لا يسعى إلى إيذاء إيران، بل يريد بدلا من ذلك أن يكون لشعبها دولة ناجحة للغاية، في حين أصر على أنهم لا يمكن أن يمتلكوا سلاحا نوويا.
في عام 2015، توصلت القوى العالمية الكبرى، بما في ذلك الولايات المتحدة، إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي بعد 21 شهراً من المحادثات.
وينص على تخفيف العقوبات الدولية على إيران مقابل ضمانات بأنها لن تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية.
لكن ترامب انسحب من الاتفاق في عام 2018 قبل أن يعيد فرض العقوبات الأمريكية على إيران.
وبعد مرور عام، بدأت إيران في التراجع تدريجيا عن التزاماتها تجاه الاتفاق النووي، الذي سمح لطهران فقط بتخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء 3.65 في المائة.
وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن إيران زادت بشكل كبير احتياطياتها من اليورانيوم المخصب إلى 60 في المائة، وهو ما يقترب من نسبة 90 في المائة اللازمة لتطوير القنبلة الذرية.
وفي ظل هذه الخلفية، من المقرر أن يقوم جروسي بزيارة إيران للمرة الأولى منذ مايو الماضي، من المقرر أن تشهد عقد اجتماعات رفيعة المستوى مع الحكومة الإيرانية، وإجراء مناقشات فنية حول جميع الجوانب.
ويفضل الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الذي تولى منصبه في يوليو تحسين العلاقات مع الغرب ورفع العقوبات، وإحياء الاتفاق النووي.
لكن كل الجهود المبذولة لإخراج الاتفاق النووي من دائرة الدعم باءت بالفشل حتى الآن، ودعا رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية مراراً وتكراراً إلى مزيد من التعاون من جانب إيران.
وفي السنوات الأخيرة، قلصت طهران تفاعلها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية من خلال تعطيل أجهزة المراقبة اللازمة لمراقبة البرنامج النووي ومنع مفتشيها من دخول البلاد.
تعود أسس البرنامج النووي الإيراني إلى أواخر الخمسينيات من القرن العشرين، عندما وقعت الولايات المتحدة اتفاقية تعاون مدني مع شاه إيران آنذاك محمد رضا بهلوي.
في عام 1970، صادقت إيران على معاهدة حظر الانتشار النووي، التي تلزم الدول الموقعة عليها بالإعلان عن موادها النووية ووضعها تحت سيطرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ولكن مع تهديد إيران بالرد على إسرائيل بسبب هجماتها الصاروخية الأخيرة، دعا بعض المشرعين في الجمهورية الإسلامية الحكومة إلى مراجعة عقيدتها النووية لمواصلة السعي للحصول على الأسلحة النووية.
ودعا البرلمانيون المرشد الأعلى علي خامنئي، الذي يتمتع بالسلطة النهائية في إيران، إلى إعادة النظر في فتواه الدينية القديمة التي تحظر الأسلحة النووية.
وتتمسك الجمهورية الإسلامية بسياستها الرافضة لامتلاك الأسلحة النووية، وتصر على أن أنشطتها النووية سلمية تماما.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الطريق ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الطريق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.