مرصد مينا

شهدت الساعات الأخيرة حالة من الاستنكار بين السوريين إثر الإعلان عن إنتاج مسلسل درامي مستوحى من قصة “قيصر”، الضابط السابق فريد المذهان المنحدر من مدينة درعا مهد الثورة السورية والذي انشق عن نظام بشار الأسد وسرب عشرات آلاف الصور التي توثق تعذيب المعتقلين حتى الموت.

وتصاعدت مشاعر الغضب بعد انتشار خبر مشاركة ممثلين كانوا من مؤيدي للأسد ونظامه، مما أدى إلى انتقادات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي.

وعبّر العديد من السوريين عن استيائهم من استغلال معاناة المعتقلين والمفقودين في عمل درامي تجاري يهدف فقط إلى تحقيق الأرباح.

الانتقادات طالت أيضاً جودة العمل الفني، حيث تم تصويره بشكل سريع ولم يلقَ التقدير الفني الكافي.

كما تم التطرق إلى مشاركة الممثل غسان مسعود في العمل والذي عرف عنه تأييد العلني للنظام ولجيشه ضد الثورة السورية.

وفيما طالب العديد من السوريين بوقف تصوير المسلسل الذي يحمل عنوان “درب الألم” من تأليف زهير الملا، وإخراج صفوان نعمو، ويشارك في بطولته كل من غسان مسعود، رامي أحمر، ودانا مارديني.

وفي تطور لافت، أكد “قيصر” نفسه أنه لم يُمنح إذناً لأي جهة لعرض قصته، كما نشر بياناً على حسابه الرسمي في منصات “إكس” و”فيسبوك”.

وفي رد فعل سريع، أعلنت اللجنة الوطنية للدراما في سوريا عن وقف تصوير المسلسل مؤقتاً بعد أيام من بدء العمل عليه.

جدير بالذكر أن المذهان، المعروف باسم “قيصر”، قد كشف عن هويته مطلع فبراير الجاري، بعد تسريب أكثر من 55 ألف صورة لمعتقلين قُتلوا تحت التعذيب. حيث وثَّقت تلك الصور الانتهاكات التي ارتكبها النظام السوري بين عامي 2011 و2013.

ومنذ ذلك الحين، أصبح رمزًا للعدالة في قضايا حقوق الإنسان، وكان له دور في فرض عقوبات أميركية على النظام السوري بموجب قانون “قيصر” لعام 2020.