مرصد مينا

أكد وزير الخارجية السوداني، علي يوسف، أن زيارة الوفد الدبلوماسي البريطاني للعاصمة الإدارية بورتسودان تعد “مهمة للغاية”، حيث تهدف إلى التشاور مع الحكومة السودانية بشأن مؤتمر دولي تعتزم بريطانيا تنظيمه حول السودان في منتصف أبريل المقبل، تزامناً مع مرور عامين على اندلاع الحرب.

وقال الوزير في تصريحات صحافية اليوم الأربعاء، إن المؤتمر سيركز على القضايا الإنسانية، وحماية المدنيين، وتعزيز جهود السلام، دون أي أجندات أخرى، مشيراً إلى أن زيارة الوفد البريطاني تهدف إلى إطلاع الحكومة السودانية على أهداف المؤتمر والجهات المشاركة فيه.

واعتبر وزير الخارجية السوداني المبادرة البريطانية خطوة إيجابية، جاءت عقب اجتماع مع مسؤولين بريطانيين في مدينة ميونيخ، حيث تم بحث العلاقات الثنائية والتواصل الدبلوماسي بين البلدين لتجنب التصعيد في المحافل الدولية.

وأكد يوسف استمرار التنسيق بين الخرطوم ولندن، مشيراً إلى لقاء مرتقب مع وزير الدولة البريطاني للشؤون الأفريقية، بترتيب من السفير السوداني في لندن.

وضم الوفد البريطاني المدير العام للخارجية البريطانية لشؤون أفريقيا والأميركتين وما وراء البحار، هاريد ماثيوث، والمبعوث البريطاني الخاص للسودان، ريتشارد كراودر، ومستشار السفارة البريطانية في القاهرة، مارك تايلور، إضافة إلى رئيس المكتب البريطاني للشؤون السودانية.

وخلال زيارته لبورتسودان، التقى الوفد البريطاني حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، الذي استعرض التدهور الإنساني في معسكرات النازحين، مؤكداً أن قوات “الدعم السريع” لا تزال تعرقل وصول المساعدات الإنسانية، وانتقد موقف المجتمع الدولي، مطالباً بريطانيا بلعب دور أكثر فاعلية في حل أزمة دارفور.

ومن المتوقع أن تشمل محادثات الوفد البريطاني مع المسؤولين السودانيين مناقشة اتهامات الخرطوم لبريطانيا بـ”التنصل من مسؤولياتها السياسية والأخلاقية كعضو دائم في مجلس الأمن”، ودعم ممولي الحرب، بالإضافة إلى عقد لقاءات سرية مع قادة “قوات الدعم السريع”، مما يجعلها، وفقًا للجانب السوداني، “شريكة في المسؤولية عن الفظائع المرتكبة”.

وكانت بريطانيا، بالتعاون مع سيراليون، قد قدمت مشروع قرار لمجلس الأمن في نوفمبر 2024 لتعزيز تدابير حماية المدنيين، لكنها اصطدمت بفيتو روسي اعتبر القرار “تقويضاً للسيادة السودانية”.

وفي ديسمبر الماضي، أبلغ نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، مالك عقار، المبعوث البريطاني، رفض حكومته للموقف البريطاني من الحرب، منتقداً ما وصفه بـ”عدم دعم بريطانيا للشعب السوداني”.