حثت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للسماح بتدفق المساعدات إلى قطاع غزة، الذى أصبح يعاني من حصار متجدد. وذكرت الصحيفة- فى مقال افتتاحى- أن إسرائيل أوقفت أولا دخول جميع المساعدات الإنسانية إلى غزة، ثم قطعت ما تبقى من الكهرباء عن القطاع المحاصر، كما هددت بتعليق إمدادات المياه إلى القطاع بحجة الضغط على حماس لقبول تعديلات على وقف إطلاق النار متعدد المراحل الذي اتفق عليه الطرفان المتحاربان في يناير الماضي، وإطلاق سراح نصف الرهائن المتبقين في غزة دفعة واحدة قبل بدء المرحلة الثانية. وقالت الصحيفة إن إجراءات حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة هذا الشهر تُبرز استخدامها الساخر للعقاب الجماعي ضد سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة لتحقيق أهدافها الحربية ضد حماس، مؤكدة أنه لا ينبغي معاقبة سكان غزة على أفعال الحركة وتُلزم اتفاقية جنيف القوى المحتلة بالسماح بتوصيل الغذاء والإمدادات الأساسية للسكان. ومع ذلك، استخدمت حكومة نتنياهو المساعدات الإنسانية كأداة حرب منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023، فبعد يومين من هذه الأحداث، أمر وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك يوآف جالانت، بفرض "حصار شامل" على غزة، بحسب الصحيفة. ولفتت الصحيفة إلى أن غزة تواجه الآن خطر نفاد الطعام الطازج في غضون أسابيع، وكذلك الوقود اللازم لتشغيل المولدات وضخ المياه من الآبار المتبقية التي لم تتضرر جراء الصراع. ورغم ذلك لا يقدم نتنياهو أي اعتذار. وقد دعا حلفاؤه المتطرفون علنا إلى العودة إلى الحصار الشامل، ويحدث هذا في الوقت الذي يبدو فيه وقف إطلاق النار المدعوم من الولايات المتحدة على المحك. وأوضحت "الفاينانشيال تايمز"، أن نتنياهو يريد الآن تغيير مسار الأمور، متمسكا برفضه إنهاء الحرب. وقد أصدرت القوى الأوروبية بيانات رسمية تنتقد وقف المساعدات؛ ولم تُصدر إدارة ترامب أي كلمة إدانة. وبدلا من ذلك، تشجع نتنياهو وحلفاؤه من اليمين المتطرف بخطة ترامب الغريبة لتهجير سكان غزة وتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط". وفي ختام افتتاحيتها، قالت الصحيفة إن ترامب سارع في تعاملاته مع حلفاء الولايات المتحدة الآخرين، من كندا إلى أوكرانيا، باتباع مبدأ العصا المُعتاد في محاولاته لإخضاع الآخرين لإرادته، لكنه حتى الآن منح نتنياهو حرية التصرف، مؤكدة أنه على أقل تقدير، ينبغي على ترامب إجبار نتنياهو على إنهاء الحصار ودعم جهود الوسطاء لإعادة اتفاق وقف إطلاق النار إلى مساره.