أحكام الزكاة فى رمضان كانت محور خطبة الجمعة فى المسجد النبوى، والتى ألقاها الشيخ الدكتور علي الحذيفي، والذى اكد على أن الزكاة مطهرة للقلب من البخل والشح الذي هو من أخطر ما تصاب به القلوب فتتردى في هاوية الهلاك والتكالب على الدنيا الذي أهلك الأمم قبلنا. وأكد الشيخ الحذيفى فى خطبته، أن على كل مسلم أن يسأل أهل العلم عن تفاصيل أحكام الزكاة ليبرئ ذمته، وليحفظ ماله من الآفات، ومن تهاون بهذه الزكاة كان مالُه عذابًا له في الدنيا والآخرة. إن كمال الإنسان عند ربه وعلو درجته عند خالقه: بقيامه بعبادة الله عز وجل، والإحسان إلى الخلق ونيله للخيرات وبلوغه للدرجات وصرف الشرور عنه والمكروهات: بأدائه حق ربه ونفعه لعباد الله عز وجل، ومن محاسن الإسلام العظيمة أنه جعل الزكاة ركنًا من أركان الإسلام؛ يؤديها المسلم محتسبًا راغبًا فيما عند الله مأجورًا عليها، وهي وقاية للمال من الهلاك، وصارفة عنه محق البركات، جالبة للمودَّة من الفقراء، المقرونة بالدعاء منهم لصاحب المال بكل خير. وأضاف، قائلاً إن الزكاة مطهرة للقلب من البخل والشح الذي هو من أخطر ما تصاب به القلوب فتتردى في هاوية الهلاك والتكالب على الدنيا الذي أهلك الأمم قبلنا، وفي صحيح مسلم: «اتقوا الشُّحَّ؛ فإن الشُّحَّ أهلك من كان قبلكم، حمَلَهم على أن سفَكوا دماءَهم، واستحلُّوا محارِمَهم». إن الزكاة تنفي عن المجتمع وحر الصدور وحقدها وغلها، وتشيع في المجتمع الرحمة والتكامل والتعاون والتعاضد والمحبة، لأن الله تعالى أوجب على الأغنياء صدقة ترد على الفقراء. وقضى الله بحكمته أن يفاضل بين الناس في الأرزاق لينتفع بعضهم ببعض في الأعمال، والناس بخيرٍ ما تفاضلوا، والإسلام بين الحقوق وجبر المنكسر وأعطى المحروم وأخذ بيد العاجز. واختتم قائلاً: أعطوا القرآن حظه من التلاوة، ولا تزهدوا في كثرة النوافل في شهركم، ولا سيما صلاة التراويح، والمحافظة على صلاة الجماعة، وأحسنوا إلى الضعفاء والمساكين وذوي الحاجات والمنكسرين؛ فإن لهم شفاعة عند الله عز وجل.