عرب وعالم / نيوز لاين

ما الذي يجب معرفته عن التوترات بين إيران والولايات المتحدة بعد رسالة ترامب إلى خامنئي؟

ما الذي يجب معرفته عن التوترات بين إيران والولايات المتحدة بعد رسالة ترامب إلى خامنئي؟

مع إرسال الرئيس دونالد ترامب رسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي مؤخرا، ما الذي يجب معرفته عن التوترات بين طهران وواشنطن؟

 

وصلت إلى العاصمة الإيرانية رسالة كتبها الرئيس دونالد ترامب إلى المرشد الأعلى الإيراني في محاولة لبدء محادثاتٍ حول برنامج طهران النووي الذي يشهد تقدما سريعا.

وفي حين لم يُنشر نص الرسالة بعد، يأتي وصولها بينما فرض ترامب عقوباتٍ جديدة على إيران كجزءٍ من حملة "الضغط الأقصى" التي تستهدفها. وأشارت الرسالة إلى أن العمل العسكري ضد إيران لا يزال واردا، حيث أكد ترامب في الوقت نفسه اعتقاده بإمكانية التوصل إلى اتفاق جديد.

وقد سخر المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، البالغ من العمر 85 عاما، من ترامب، لكن المسؤولين في بلاده قدموا أيضا إشارات متضاربة حول إمكانية إجراء مفاوضات.

إليكم ما تجب معرفته عن الرسالة، والبرنامج النووي الإيراني، والتوترات الشاملة التي أثّرت على العلاقات بين طهران وواشنطن منذ الثورة الإسلامية عام 1979.

لماذا كتب ترامب الرسالة؟

أرسل ترامب الرسالة إلى خامنئي في 5 مارس، ثم أجرى مقابلة تلفزيونية في اليوم التالي أقر فيها بإرسالها. وقال: "كتبت لهم رسالة أقول فيها: آمل أن تتفاوضوا، لأنه إذا اضطررنا للتدخل عسكريا، فسيكون ذلك أمرا فظيعا'".

 

ومنذ عودته إلى البيت الأبيض، دأب الرئيس على الضغط على إيران لإجراء محادثات، وفي الوقت نفسه، صعّد العقوبات، وأشار إلى ضربة عسكرية من إسرائيل أو الولايات المتحدة قد تستهدف المواقع النووية الإيرانية.

يذكر أن رسالة سابقة من ترامب خلال ولايته الأولى أثارت ردا غاضبا من المرشد الأعلى.

لكن رسائل ترامب إلى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في ولايته الأولى أدت إلى اجتماعات بينهما وجها لوجه، وإن لم تُسفر عن أي اتفاقات للحد، حسب الزعم، من قنابل بيونغ يانغ النووية وبرنامجها الصاروخي القادر على الوصول إلى الولايات المتحدة القارية.

كيف كان رد فعل إيران؟

قدّمت إيران سلسلة من الردود، فقال خامنئي نفسه إنه غير مهتم بإجراء محادثات مع "حكومة مُتنمّرة".

ورأى أن دعوة الولايات المتحدة إيران للتفاوض ليست سوى خداع، موضحا أن التفاوض معها لن يحل أي مشكلة، ولن يرفع العقوبات.

لكن دبلوماسيين إيرانيين، بينهم الخارجية عباس عراقجي، أشاروا في وقت سابق إلى إمكانية إجراء محادثات بشأن ضمانات بعدم سعي طهران لامتلاك سلاح نووي.

عراقجي، الذي شارك في مفاوضات الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، شدد لهجته لاحقا، وقال إن المحادثات لا يمكن أن تُجرى تحت ضغط الولايات المتحدة، متبعا بذلك نهج خامنئي.

مع ذلك، التقى عراقجي بالدبلوماسي الإماراتي الذي يحمل رسالة ترامب.

وفي غضون ذلك، استدعت وزارة الخارجية الإيرانية يوم الخميس سفيري فرنسا وألمانيا، بالإضافة إلى القائم بالأعمال البريطاني، للاحتجاج على دعم بلدانهم اجتماعا مغلقا لمجلس الأمن يوم الأربعاء في الأمم المتحدة.

لماذا يُقلق البرنامج النووي الإيراني الغرب؟

تؤكد إيران منذ عقود على أن برنامجها النووي سلمي، وبموجب الاتفاق النووي الأصلي لعام 2015، سُمح لإيران بتخصيب اليورانيوم حتى درجة نقاء 3.67٪ فقط، والاحتفاظ بمخزون يورانيوم يبلغ 300 كيلوغرام (661 رطلا). فيما قدر آخر تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن برنامج إيران مخزونها الفعلي بـ8294.4 كيلوغرام (18286 رطلا)، حيث تُخصّب جزءا منه إلى درجة نقاء 60%.

وجاء في تقرير أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة واطلعت عليه وكالة "أسوشيتد برس" (أ ب)، أن "إيران زادت من إنتاج اليورانيوم الذي يقترب من الدرجة اللازمة لصنع سلاح نووي".

وتُقدّر وكالات الاستخبارات الأمريكية أن إيران لم تبدأ بعد برنامج التسلح النووي، لكنها "قامت بأنشطة تُمكّنها من إنتاج سلاح نووي، إذا اختارت ذلك".

لماذا العلاقات سيئة للغاية بين إيران والولايات المتحدة؟

كانت إيران في السابق أحد أبرز حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط في عهد الشاه محمد رضا بهلوي، الذي اشترى أسلحة أمريكية وسمح لفنيي وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بإدارة مراكز تنصت سرية لمراقبة الاتحاد السوفيتي المجاور. وكانت قد دبرت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية انقلابا عام 1953 على حكومة مصدق رسّخ حكم الشاه.

ولكن في يناير 1979، فر الشاه، المصاب بالسرطان في مراحله الأخيرة، من إيران مع تصاعد التظاهرات الحاشدة ضد حكمه. وأعقبت ذلك الثورة الإسلامية بقيادة آية الله العظمى روح الله الخميني، وأنشأت حكومة إيران الدينية.

وفي وقت لاحق من ذلك العام، اقتحم طلاب جامعيون السفارة الأمريكية في طهران، مطالبين بتسليم الشاه، مما أشعل فتيل أزمة الرهائن التي استمرت 444 يوما، والتي أدت إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين إيران والولايات المتحدة.

وشهدت الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن الماضي دعم الولايات المتحدة للرئيس العراقي الراحل صدام حسين. وشهدت "حرب الناقلات" خلال ذلك الصراع شن الولايات المتحدة هجوما ليوم واحد شل إيران في البحر، بينما أسقطت الولايات المتحدة لاحقًا طائرة ركاب تجارية إيرانية.

وتأرجحت العلاقات بين إيران والولايات المتحدة بين العداء والدبلوماسية المترددة في السنوات التي تلت ذلك، وبلغت ذروتها عندما أبرمت طهران اتفاقًا نوويا مع القوى العالمية عام 2015. لكن ترامب انسحب من الاتفاق من جانب واحد وفرض عقوبات كبيرة على طهران، وفي غارة جوية أمريكية في ، استهدف صاروخان من طراز "هيل فاير" في 3 يناير 2020، موكب قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، قرب مطار بغداد الدولي، ما أدى إلى مقتلهما. جميع هذه الأسباب، أشعلت فتيل سنوات من التوترات في الشرق الأوسط لا تزال مستمرة حتى اليوم.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة نيوز لاين ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من نيوز لاين ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا