أعربت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان عن بالغ قلقها إزاء استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية التي تستهدف المدنيين في لبنان، وذلك رغم الإعلان عن وقف إطلاق النار، مؤكدة أن هذه الانتهاكات تمثل تصعيدًا خطيرًا للأوضاع الإنسانية والأمنية في المنطقة. الهجمات الإسرائيلية وذكرت قناة "القاهرة الإخبارية"، أن المفوضية أشارت إلى أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة قد أسفرت عن سقوط عدد من الضحايا المدنيين، بينهم نساء وأطفال، في انتهاك واضح لقواعد القانون الدولي الإنساني، خاصة تلك المتعلقة بحماية المدنيين أثناء النزاعات المسلحة. وحذّرت المفوضية من أن استمرار هذه الهجمات بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار يهدد بإعادة إشعال المواجهات العسكرية في المنطقة، ويقوض الجهود الدولية الرامية إلى تثبيت التهدئة ومنع المزيد من التصعيد. وقالت المفوضية في بيانها: "إن الهجمات المستمرة على المناطق السكنية المكتظة في جنوب لبنان تُعد انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي، ونطالب بفتح تحقيقات شفافة ومستقلة لمحاسبة المسؤولين عن تلك الانتهاكات، وضمان عدم إفلاتهم من العقاب". ودعت المفوضية جميع الأطراف إلى احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي، والامتناع عن اتخاذ أي خطوات قد تؤدي إلى المزيد من تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية، مشددة على ضرورة حماية أرواح المدنيين وتوفير المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة دون عوائق. كما ناشدت المفوضية المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل للضغط على سلطات الاحتلال لوقف الغارات، وضمان احترام بنود وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه، في محاولة لاحتواء التوتر وعودة الهدوء إلى المناطق الحدودية بين لبنان وإسرائيل. أجواء إقليمية مشحونة ويأتي هذا التحذير في ظل أجواء إقليمية مشحونة، حيث تتزايد الدعوات الدولية للتهدئة وضبط النفس، في الوقت الذي يعيش فيه المدنيون في جنوب لبنان ظروفًا مأساوية جراء الغارات المتكررة، والتي تلقي بظلالها على المشهد الإنساني بأكمله في المنطقة.