الدولار يحلّق في عدن ويتراجع في صنعاء.. آخر تحديث لأسعار الصرف اليوم شهدت أسواق الصرف في المدن اليمنية الرئيسية، اليوم الخميس17 أبريل/نيسان 2025، تباينات حادة في أسعار العملات الأجنبية، وسط حالة من الترقب والقلق الشعبي تجاه ما يعتبره البعض "مؤشرات جديدة على اختلال المشهد الاقتصادي". وبرزت هذه التقلّبات بشكل لافت بين ثلاث مدن رئيسية: عدن، مأرب، وصنعاء، حيث تفاوت سعر الدولار والريال السعودي بشكل كبير يعكس حجم الانقسام النقدي الحاصل في البلاد. في عدن، واصلت أسعار الصرف تحليقها، حيث سجّل الدولار الأميركي سعر 2416 ريالًا يمنيًا للشراء، و2430 للبيع، فيما بلغ سعر الريال السعودي 635 للشراء و637 للبيع، ما يعكس استمرار الضغوط على العملة المحلية في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية، في ظل أزمة اقتصادية ومعيشية خانقة. أما مدينة مأرب، فرغم كونها من أبرز المراكز الاقتصادية شمال شرق البلاد، فقد سجّلت مفارقة لافتة تمثلت في تراجع سعر شراء الدولار إلى 2317 ريالًا فقط، مقابل بيعه بـ2431، وهو فارق ملحوظ يشير إلى عدم استقرار العرض والطلب داخل السوق، بينما بلغ سعر الريال السعودي 636 للشراء و638 للبيع، في تكرار لحالة التذبذب التي تعاني منها السوق المحلية منذ شهور. أما المفاجأة الكبرى فكانت في صنعاء، حيث ظل الريال اليمني محافظًا على قيمته نسبيًا، إذ بلغ سعر شراء الدولار 537 ريالًا فقط، و542 للبيع، وسجّل الريال السعودي 140.5 للشراء و141.5 للبيع، ما يعكس الفجوة الضخمة في أسعار الصرف بين مناطق سيطرة جماعة الحوثي وبقية المناطق، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول أسباب هذا التماسك النسبي في ظل استمرار الحرب والحصار. ويرى مراقبون أن هذا التفاوت في أسعار العملات بين المدن اليمنية ليس مجرد انعكاس لظروف السوق فحسب، بل هو تجسيد لانقسام اقتصادي عميق تعيشه البلاد منذ سنوات. ومع غياب سياسة نقدية موحّدة، وغياب أي تدخل فعّال من البنك المركزي في ضبط السوق، تبقى أسعار الصرف في حالة من عدم اليقين، وسط مخاوف من تفاقم الأزمات المعيشية التي ترهق ملايين اليمنيين يوميًا.