مرصد مينا كشف وزير الداخلية السوري، أنس خطاب، أمس الأربعاء، عن تفاصيل الخطط والبرامج التي تعمل عليها وزارته، منذ تسلّمه المنصب في 29 مارس الماضي، في بيان رسمي تحدث فيه للرأي العام ووسائل الإعلام، واضعاً ملامح شاملة لتحديث العمل الأمني والإداري في البلاد، وإعادة هيكلة المؤسسات التابعة للداخلية. وأكد خطاب أن الوزارة تسعى إلى تحويل السجون، التي ارتبطت في الذاكرة السورية بـ”ذكريات أليمة”، إلى مؤسسات لإعادة التأهيل، بما يسمح بإدماج الموقوفين في المجتمع كأفراد منتجين، مشيراً إلى بدء عمليات ترميم مؤقتة للسجون الحالية، ريثما تُنشأ مراكز توقيف جديدة تضمن العدالة واحترام حقوق الموقوفين. إعادة هيكلة شاملة وتطوير تقني تتضمن خطط الوزارة هيكلة إدارية جديدة من خلال تعيين ممثل واحد للوزارة في كل محافظة، يكون مسؤولاً عن الأمن والشرطة معاً، بدلاً من وجود مديريات وقيادات منفصلة. كما بدأت لجنة متخصصة بإعداد دراسة لتطوير المباحث الجنائية وتجهيز مخابرها بأحدث الأجهزة. وتطرّق خطاب إلى تطوير إدارة مكافحة المخدرات، موضحاً الحاجة إلى تأهيل الكوادر اللازمة ورفدها بالتجهيزات، في ظل إرث ثقيل يتمثل بتحويل البلاد سابقًا إلى “مصنع للكبتاغون”، حسب وصفه. رقمنة الخدمات وتحديث المرور وأشار خطاب إلى أن الوزارة تعمل بالتنسيق مع وزارة الاتصالات لإطلاق تطبيقات خدمية إلكترونية، لتقديم خدمات الأحوال المدنية بأقل كلفة وبأسرع وقت. كما يتم تجهيز قاعدة بيانات مركزية لمعالجة الطلبات والمعلومات. وفيما يتعلق بالمرور، أكد الوزر الانتقال إلى استخدام كاميرات ذكية وأجهزة رصد لتتبع المخالفات وحوادث السير، إلى جانب دراسة حلول للأزمات المرورية في دمشق عبر لجان متخصصة. أرقام قياسية في الجوازات وتفعيل دوائر الشكاوى قال خطاب إن إدارة الهجرة والجوازات تمكنت من إصدار أكثر من 160 ألف جواز سفر منذ سقوط النظام، رغم الأضرار الكبيرة التي لحقت بمقرها، فيما تم تفعيل عمل الإدارة وتطويره بشكل مستمر. ولفت إلى أن الوزارة ستفتتح دائرة للشكاوى في مركز مدينة دمشق خلال عشرين يوماً لتسهيل استقبال المراجعين، على أن تُفتتح لاحقاً فروع أخرى في باقي المحافظات بدءاً من حلب. تحذير أمني وتنسيق إقليمي وأكد وزير الداخلية السوري أن الأجهزة الأمنية تمكنت من إحباط محاولة انقلاب تم التحضير لها من قبل مجموعة من ضباط النظام السابق في السادس من مارسالماضي، في الساحل السوري. واعتبر أن المشروع الانقلابي “صار من الماضي” بفضل تضافر جهود الأمن والشعب، مضيفاً أن الوزارة تنسق مع وزارة الدفاع لتحديث المعلومات الأمنية. كما عبّر عن تطلع وزارته لتعزيز التعاون مع دول الجوار في قضايا ضبط الحدود، ومحاربة تنظيم داعش، والحد من انتشار المخدرات، مشيراً إلى إرسال بعثات أمنية تخصصية إلى عدد من الدول، واستقبال وفود رسمية لتعزيز القدرات الأمنية والشرطية في سوريا. يُذكر أن أنس حسان خطاب كان رئيس جهاز الاستخبارات العامة قبل توليه وزارة الداخلية. وُلد عام 1987 في مدينة جيرود بريف دمشق، وسبق له أن تقلد مناصب أمنية بارزة في “هيئة تحرير الشام” السابقة، قبل أن ينتقل إلى منصب حكومي رسمي في الحكومة الجديدة.