تحدث أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، في محاضرة له في صباح اليوم الثلاثاء بمعهد سعود الناصر الصباح الدبلوماسي في دولة الكويت، وسط حضور رفيع ضم نخبة من أعضاء السلك الدبلوماسي الكويتي، إلى جانب عدد من الدبلوماسيين العرب والأجانب المعتمدين لدى الكويت.

وذكر جمال رشدي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، أن أبو الغيط ركز خلال حديثه على التحولات الجوهرية والمتسارعة التي يشهدها النظام الدولي، موضحًا أن أبرز ما يميز هذه المرحلة هو غياب اليقين وازدياد صعوبة استشراف المستقبل، نتيجة التشابك المعقد في العلاقات الدولية.

وخلال المحاضرة، تناول أبو الغيط مسار العلاقات بين القوى الكبرى من زاوية تاريخية، مبينًا أن هيمنة الولايات المتحدة بعد الحرب كانت لحظة استثنائية في التاريخ، إذ إن الصراع والتنافس كانا دائمًا السمة الغالبة على المشهد الدولي، وهو ما نعايشه حاليًا في ظل التوتر المتزايد بين واشنطن من جهة، وبكين وموسكو من جهة أخرى.

وفي حديثه عن الوضع العربي، أشار إلى أن المنطقة تعرضت خلال العقد الماضي لاضطرابات عميقة، نتيجة تفاعل عوامل داخلية وضغوط خارجية سعت إلى فرض تغييرات سريعة، أدت إلى تفكك مؤسسات الدولة في بعض الحالات، وخلقت بيئة من الفوضى واللا استقرار، مؤكدًا أن هناك دولًا عربية باتت تواجه تحديات تمس بقاءها ككيانات مستقرة.

واختتم أبو الغيط محاضرته بالإشارة إلى العدوان الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة، معتبرًا أنه أظهر بشكل جلي حجم الانحياز والازدواجية في مواقف العديد من القوى الغربية، وانكشاف الخلل الأخلاقي في موازين العدالة الدولية تجاه الشعوب التي تعاني ويلات الاحتلال والعنف.