عرب وعالم / مرصد الشرق الأوسط و شمال أفريقيا

إعلان حلّ حزب العمال الكردستاني.. نهاية صراع دام أربعة عقود

مرصد مينا

أعلن حزب “العمال الكردستاني”، اليوم الإثنين، عن قراره التاريخي بحل نفسه وتسليم سلاحه، منهياً أكثر من أربعة عقود من العمل المسلح ضد الدولة التركية، وهو نزاع أسفر عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص.

ونقلت وكالة “فرات” للأنباء، المقربة من الحزب، أن قيادة الحزب اعتبرت أن مهمتها التاريخية قد أُنجزت، وأنها نجحت في إيصال القضية الكردية إلى مرحلة الحل من خلال الوسائل السياسية والديمقراطية، مؤكدة أن المرحلة القادمة يجب أن تُبنى على أساس التفاوض السياسي والديمقراطي بدلاً من العنف والصراع المسلح.

إعادة صياغة العلاقة الكردية-التركية

وأضافت الوكالة أن العلاقات بين الدولة التركية والمجتمع الكردي تتطلب اليوم إعادة هيكلة شاملة، مشيرة إلى أن المسؤولية في المرحلة القادمة تقع على عاتق الأحزاب السياسية الكردية، التي يُنتظر منها أن تتولى زمام المبادرة في تطوير الديمقراطية الكردية، وتعزيز فرص بناء “أمة كردية ديمقراطية” ضمن إطار تركي موحد وديمقراطي.

موقف أنقرة

من جانبه، عبّر المتحدث باسم حزب “العدالة والتنمية”، الحاكم في تركيا بزعامة الرئيس رجب طيب إردوغان، عن ترحيب حزبه بالقرار، واصفاً إياه بأنه “خطوة مهمة نحو تحقيق هدف تركيا الخالية من الإرهاب”.

وصرّح بأن عملية حل الحزب ستخضع لمراقبة ميدانية دقيقة من قِبل مؤسسات الدولة التركية، وأن التنفيذ الكامل والفعلي لهذا القرار سيكون نقطة تحول تاريخية في السياسة الداخلية والأمنية التركية، حسب ما أوردته وكالة “رويترز”.

مؤتمر الحزب الثاني عشر وقراراته المفصلية

وعقد حزب “العمال الكردستاني” مؤتمره الثاني عشر في الفترة الممتدة من 5 إلى 7 مايو الجاري، في موقعين مختلفين شمال .

ووفقاً للتقارير الإعلامية التي رصدت الحدث، فقد ناقش المؤتمر أبرز القضايا المصيرية التي تواجه الحركة الكردية ومستقبل التنظيم.

وأكد عضو اللجنة التنفيذية للحزب، دوران كالكان، في كلمته أمام المؤتمر، أن هذه الخطوة ليست ، بل هي بداية جديدة لمسار سياسي يُبنى على التجربة الماضية.

مصير عبد الله أوجلان

فيما يتعلق بمصير الزعيم الكردي المعتقل عبد الله أوجلان، الذي يبلغ من العمر 76 عاماً ويقضي عقوبة السجن مدى الحياة في جزيرة إيمرالي منذ عام 1999، لم تُقدّم الحكومة التركية بعد موقفاً واضحاً.

إلا أن مصادر في حزب العدالة والتنمية ألمحت إلى احتمال اتخاذ “تدابير إدارية” تشمل تعيين ضابط لمساعدته داخل السجن، وتخفيف ظروف احتجازه، إضافة إلى زيادة عدد زياراته من قبل عائلته وممثلي حزب “المساواة وديمقراطية الشعوب”، بحسب ما نقلته صحيفة “تركيا” الموالية للحكومة.

وبحسب نفس المصادر، فإن أوجلان نفسه يُبدي تحفظاً بشأن فكرة الإفراج الكامل عنه، نظراً لمخاوف أمنية على حياته، حيث يُعتقد أنه يواجه تهديدات محتملة إذا غادر السجن، نظراً لحساسية موقعه التاريخي داخل الحركة الكردية.

دعوة إلى البرلمان وتحريك عجلة السلام

في البيان الصادر عن الحزب، تم التأكيد على أن قرار الحل يمثّل “قاعدة قوية للسلام الدائم والحل الديمقراطي”، داعياً البرلمان التركي إلى تحمل مسؤولياته التاريخية في دعم هذه المرحلة الجديدة.

وتُعد هذه الخطوة مؤشراً مهماً على إعادة فتح باب العملية السلمية التي توقفت منذ نحو عقد من الزمان، وذلك بعد أن تقدمت بعض الأوساط القومية التركية، وتحديداً حزب “الحركة القومية” بزعامة دولت بهجلي، بمبادرة جديدة عبر وفد من حزب “المساواة وديمقراطية الشعوب” إلى أوجلان في أكتوبر الماضي، تتضمن حلاً شاملاً مقابل تسهيلات محتملة في وضعه القانوني.

وصرّح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في ذلك الوقت أن مبادرة أوجلان تمثل “فرصة تاريخية”، لكنه شدد على أن العمليات العسكرية ضد التنظيم ستستمر إذا لم يتم الالتزام بالاتفاقات.

السياق السياسي الداخلي.. تعزيز موقع إردوغان

من جهة أخرى، ترى غونول تول، مديرة برنامج تركيا في معهد الشرق الأوسط، أن المحرك الأساسي وراء هذه التحركات هو سعي الرئيس التركي إلى تعزيز موقعه السياسي والتمهيد لترشح أقوى في انتخابات عام 2028، خاصة في ظل تراجع وحدة صفوف المعارضة.

وأضافت أن الأكراد في تركيا لم ينضموا إلى الاحتجاجات التي أعقبت توقيف رئيس بلدية إسطنبول المعارض، أكرم إمام أوغلو، مما يُشير إلى نجاح إردوغان في استراتيجية “فرّق تسد” عبر تشتيت القوى السياسية المناوئة له.

وأكدت تول أن الرئيس التركي لطالما سعى لإحداث انقسام بين حزب الشعوب الديمقراطي (المؤيد للأكراد) وبقية أطياف المعارضة، وهو ما تحقق بالفعل في هذه المرحلة المفصلية.

الهدنة الكردية ونداء أوجلان

وسبق هذا الإعلان دعوة تاريخية أطلقها أوجلان في 27 فبراير الماضي من داخل سجنه، دعا فيها إلى وقف العنف وإحياء مفاوضات السلام. وقد استجاب الحزب لهذه الدعوة وأعلن وقف إطلاق النار في مارس، ما مهّد الطريق لإعلان الحل لاحقاً.

جدير بالذكر أن حزب “العمال الكردستاني” بدأ تمرده المسلح ضد الدولة التركية عام 1984، وقد صُنّف على مدار العقود الماضية كتنظيم إرهابي من قبل كل من أنقرة، والولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي.

وأسفر هذا الصراع الطويل عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص، مع تسجيل عدة محاولات متقطعة للسلام، أبرزها الهدنة بين عامي 2013 و2015، والتي انهارت لاحقاً استئناف العمليات العسكرية بين الجانبين.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة مرصد الشرق الأوسط و شمال أفريقيا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من مرصد الشرق الأوسط و شمال أفريقيا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا