قال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، خلال القمة العربية الـ34 ببغداد، "إن سوريا التي دفعت ثمنا باهظا نتيجة لسياسات النظام البائد ومقاومة مشاريع التفتيت، تعود اليوم إلى الحضن العربي ساعية لترميم الجسور وتطهير الذاكرة من جراح الانقسام، واضعة نصب عينيها بناء مستقبل جديد لا يقصي أحدا ولا يعادي أحدا".

ونوه إلى أن سوريا بدأت خطوات جادة نحو التعافي الوطني، انطلاقا من إيمان راسخ بأن سوريا لجميع السوريين ولا مكان فيها للتهميش ولا للإقصاء، مدللا على ذلك بخوض سوريا تجربة وليدة لحوار وطني جامع يستوعب التنوع ويضمن التنفيذ ويصون الكرامة، بالإضافة إلى تشكيل حكومة شاملة تعكس الإرادة الشعبية وتترجم معاناة المواطن السوري إلى قرارات عادلة، إلى جانب مواصلة العمل الجاد لكشف مصير المفقودين وتحقيق العدالة الانتقالية.
وأعلن الشيباني أنه تم وضع اللمسات الأخيرة لانطلاق العمل من أجل برلمان وطني يمثل كل الطيف السوري، بالإضافة إلى تشكيل لجنة دستورية تبدأ بكتابة دستور دائم يكرس الحقوق ويصون السيادة ويؤسس لدولة قانون لا دولة الفوضى، مضيفا أن "تمسكنا الثابت بسيادة سوريا ووحدة أراضيها ورفضنا القاطع لأي تدخل خارجي في شؤوننا الداخلية أيا كان مبرره لهو حق أصيل ومبدأ راسخ لا يقبل المناورة أو المفاوضة، كما أن حق الشعب السوري في تقرير مصيره لا يجب أن يكون محل نقاش أو مساومة".

وشدد على أن أي مشروع يهدف إلى إضعاف الدولة السورية أو اقتطاع جزء من أراضيها تحت أي ذريعة كانت هو مشروع مدان مرفوض رفضا قاطعا لا من قبل الحكومة فحسب، بل من الشعب السوري بأكمله، لافتا أن سوريا لا تزال تواجه تحديات كبيرة تمس استقلالها وتهدد وحدتها وتفتح أبواب تنازع المصالح على أرضها، منها بقايا تنظيم (داعش) في بعض المناطق، والتي تحاول قوى خارجية استخدامها كأداة للابتزاز السياسي والضغط الأمني في انتهاك صارخ لسيادة الدولة والقانون الدولي.
كما لفت إلى أن التحدي الأخطر يكمن في لما يحاك في الخفاء من محاولات ممنهجة لتفكيك المجتمع السوري وزرع الفتنة عبر دعم تشكيلات انفصالية، تسعى لجر البلاد إلى صراع أهلي طويل الأمد يمزقها الى كيانات متنازعة.

وطالب بالتمسك بدعم وحدة سوريا، أرضا وشعبا، والعمل على دعم جهود الحكومة السورية الجديدة ورفض كل أشكال التدخل والتقسيم حماية لمستقبل البلاد وصون هويتها الجامعة، واستقرارا للمنطقة برمتها.. وأكد موقف سوريا الثابت إزاء التهديدات والانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة في جنوب البلاد، والذي يعد خرقا صارخا للقانون الدولي وأبسط مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وتهديداً مباشرا للاستقرار الإقليمي.

وأعرب عن التطلع إلى موقف عربي موحد ودور فعال لدعم حق سوريا في استعادة سيادتها الكاملة على كل أراضيها، قائلا: "إن نداء غزة الجريحة المحاصرة المنكوبة نسمعه بين ضلوعنا، ونراه في عيون أطفالنا.. آن لمنطقتنا أن تنعم بالسلام، وأن تحيا شعوبنا بالكرامة، وأن تعود البوصلة باتجاهها الصحيح".
واختتم وزير خارجية سوريا، كلمته، بالقول "إن سوريا كانت وستبقى جزءاً من قلب الأمة.. واليوم تمد يدها إليكم من منطلق الشراكة والمسؤولية لبناء مستقبل يليق بتاريخنا ويحقق طموحات شعوبنا.. نحن لا نملك ترف الانتظار والانشغال بالخلافات على حساب حاضر شعوبنا ومستقبل أجيالنا".