مرصد مينا وجّه قادة بريطانيا وفرنسا وكندا، يوم أمس الاثنين، تحذيراً مشتركاً إلى إسرائيل بشأن استمرار عملياتها العسكرية في قطاع غزة، وفرضها قيوداً على دخول المساعدات الإنسانية، ملوحين باتخاذ إجراءات ملموسة في حال عدم تراجعها عن هذه السياسات. وجاء في بيان مشترك صادر عن حكومات الدول الثلاث، نشرته الحكومة البريطانية، أن “منع الحكومة الإسرائيلية إدخال المساعدات الإنسانية الأساسية إلى السكان المدنيين أمر غير مقبول وينتهك القانون الإنساني الدولي”. وأضاف القادة: “نعارض بشدة أي محاولات لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية، ولن نتردد في اتخاذ مزيد من الإجراءات، بما في ذلك فرض عقوبات موجهة”. في السياق ذاته، دعا وزراء خارجية 22 دولة، من بينها فرنسا وألمانيا وبريطانيا وكندا واليابان وأستراليا، إسرائيل إلى السماح مجدداً بالدخول الكامل والفوري للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، تحت إشراف الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية. وأوضح بيان مشترك صدر عن وزارة الخارجية الألمانية أن الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية “لا يمكنها دعم” الآلية الجديدة التي اعتمدتها إسرائيل لتسليم المساعدات داخل غزة، في ظل تعقيدات وشروط وصفها البيان بأنها تعرقل العمل الإنساني. على الأرض، تواصلت العمليات العسكرية الإسرائيلية، وسط غارات مكثفة على مناطق متفرقة في قطاع غزة، من بينها خان يونس ما تسبب بمقتل 82 شخصاً يوم أمس الأثنين، وفق ما أكدته وزارة الصحة في القطاع. من جانبها، أعلنت السلطات الإسرائيلية، يوم الاثنين، أنها سمحت بدخول عدد محدود من شاحنات المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني المحاصر منذ أكثر من شهرين، مشيرة إلى أن الشحنات تحتوي على مواد غذائية أساسية، بما في ذلك طعام مخصص للأطفال الرضّع. وأوضحت “وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية” أن خمس شاحنات تابعة للأمم المتحدة محمّلة بالمساعدات الإنسانية دخلت عبر معبر كرم أبو سالم، في أول عملية تسليم مساعدات منذ أن خففت إسرائيل الحصار المفروض منذ الثاني من مارس الماضي. بدوره، أكد توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أن تسع شاحنات إغاثية دخلت يوم الاثنين إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم، بعد حصار شامل دام 11 أسبوعاً. لكن منظمات حقوقية تقول إن دخول هذه المساعدات إلى قطاع غزة يُمثّل نقطة في بحر، لا سيما أن القطاع لم تدخل إليه أي مساعدات منذ أكثر من شهرين، وسط أوضاع مأساوية يعاني منها السكان، في ظل قصف يومي يودي بحياة العشرات، ونقصٍ حاد في جميع المواد الأساسية التي يحتاجها نحو مليوني شخص.” إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة في غزة عن تسجيل 136 قتيلاً و364 مصاباً خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية. وأشارت إلى أن حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي ارتفعت إلى 53,486 قتيلاً و151,398 مصاباً منذ السابع من أكتوبر 2023. كما لا يزال عدد من الضحايا محاصراً تحت الأنقاض وفي الشوارع، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم. يُذكر أن إسرائيل منعت دخول جميع أنواع المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة منذ الثاني من مارس الماضي، في محاولة، وفق ما تزعمه سلطات تل أبيب، للضغط على حركة حماس خلال المفاوضات، ودفعها للإفراج عن جميع الرهائن المتبقين لديها، من دون تقديم أي التزام واضح بوقف العمليات العسكرية بشكل كامل.