قال كريستيان لين ماير، المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، إن الوضع الإنساني والصحي في قطاع غزة "قاتم للغاية" ويهدد بانهيار شامل للمنظومة الصحية، خاصة مع النقص الحاد في الوقود والمستلزمات الطبية، وتوقف 94% من المستشفيات عن العمل بسبب التدمير الكامل أو الجزئي. وأوضح لين ماير، في مداخلة من جنيف لبرنامج "من مصر" مع الإعلامي عمرو خليل، عبر قناة القاهرة الإخبارية، أن إدخال تسع شاحنات مساعدات طبية عبر معبر رفح يُعد تطورًا إيجابيًا، لكنه غير كافٍ لمواجهة حجم الكارثة، مضيفا: "الوقود غير متوفر، والمستشفيات لم تعد قادرة على تشغيل الأجهزة أو توفير الإنارة، ولا حتى ضخ المياه أو تأمين النظافة". وأشار المتحدث إلى أن منظمة الصحة العالمية، تدير عمليات توزيع المساعدات، لكنها تواجه صعوبات هائلة بسبب القصف ونقص الضمانات الأمنية، وقال: "الوضع يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، وهناك أكثر من 10 آلاف مريض بحاجة إلى إخلاء عاجل، من بينهم أطفال مبتسرون ومرضى سرطان وغسيل كلى". وعن التعاون مع مصر، أوضح لين ماير أن مصر استقبلت مئات المرضى خلال الشهور الماضية، ويتم التنسيق لإدخال المزيد، ولكن العدد لا يلبي حجم الحاجة المتفاقمة. وأعرب عن قلقه الشديد تجاه الوضع في شمال غزة، وقال: "المنطقة منكوبة، والمساعدات عالقة لساعات طويلة عند معبر كرم أبو سالم، رغم وجود كل التجهيزات، ما ينقصنا فقط هو قرار فتح البوابة". وأضاف أن فرق المنظمة لم تُستهدف بشكل مباشر حتى الآن، إلا أن الاعتداءات على المنشآت الصحية وفرق الإسعاف أصبحت "أمرًا غير مقبول على الإطلاق". وفي تحذير صريح، أكد لين ماير، أن خطر المجاعة وتفشي الأوبئة بات واقعًا ملموسًا، حيث إن مئات الآلاف من السكان محاصرون في 15% فقط من مساحة القطاع، بلا مياه نظيفة أو طعام أو أدوية، ما يزيد من احتمالات الوفاة بسبب سوء التغذية والعدوى. ولفت النظر بالقول: "إذا لم يمت الإنسان من الجوع، فسيموت من تبعاته: أمراض، التهابات، وعدوى لا يمكن علاجها في ظل غياب المضادات الحيوية والرعاية الصحية".