مرصد مينا
أكد مصدر حكومي سوري، اليوم الخميس، أن أي حوار وطني جاد مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) لا يمكن أن يتم تحت ضغط السلاح أو من خلال الاستقواء بأي طرف خارجي، مشدداً على أن الحل السياسي الشامل لا يتحقق إلا عبر الالتزام بوحدة الأراضي السورية، ومرجعية الدولة ومؤسساتها الشرعية.
جاء ذلك، بعد إعلان “الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا” تأجيل الاجتماع الذي أعلن عن انعقاده في العاصمة الفرنسية باريس الجمعة مع الحكومة السورية، بمشاركة المبعوث الأميركي لسوريا ووزير الخارجية الفرنسية وممثلي دول بريطانيا وألمانيا، دون توضيح تفاصيل عن أسباب التأجيل،
وأوضح المصدر، في تصريح نقلته قناة “الإخبارية السورية” الرسمية، أن الحديث عن رفض تسليم السلاح والتمسك بتشكيل “كتلة عسكرية” هو موقف مرفوض تماماً، ويتعارض مع أسس بناء جيش وطني موحد، كما يخالف الاتفاق الذي تم بين الرئيس أحمد الشرع وقائد قوات”قسد” مظلوم عبدي في مارس الماضي.
وشدد المصدر على أن الدولة السورية “لن تقبل بأي خطاب يقوم على التهديد أو فرض شروط مسبقة تتعارض مع مبدأ وحدة الدولة ومؤسساتها السيادية”، مؤكداً أن أي “كيان عسكري خارج المؤسسة العسكرية الرسمية لا يمكن اعتباره مشروع دولة، وأن محاولة إبقاء مظاهر التسلح والانفصال عن الدولة يفاقم التوتر والانقسام بدلاً من تحقيق حل وطني”.
ورد المصدر على محاولات ربط الأحداث الأمنية في السويداء أو الساحل بالرفض للاندماج في الدولة، واعتبر ذلك محاولة لتأليب الرأي العام وتشويه الحقائق، مؤكداً أن “الدولة قامت بجهود كبرى لمنع الفتنة وحقن الدماء في السويداء، وتستمر بأداء دورها الوطني في جميع المحافظات دون تمييز بين المكونات”.
وأضاف المصدر أن “الهوية الوطنية السورية لا تُصنع من خلال مناطق أو تشكيلات عسكرية، بل عبر الانتماء لدولة واحدة ذات دستور واحد ومؤسسات واحدة”، محذراً من أي دعوات لـ”هوية مستقلة” تُعد انفصالية وغير مقبولة.
كما أكد المصدر أن الدولة السورية “لم تتهرب يوماً من مسؤولياتها، وستظل الطرف الوحيد الذي يتحمل مسؤولية حماية كافة أبناء الوطن دون تمييز”، مشدداً على ضرورة العودة إلى الحوار الوطني الجاد تحت سقف السيادة والوحدة بعيداً عن الشروط المسبقة أو التهديد بالسلاح.
على الجانب الآخر، شددت قوات “قسد” على أن تسليم السلاح في الظروف الحالية “مسألة مستحيلة”، حسبما صرح المتحدث الرسمي أبجر داوود، موضحاً أن “التوترات المستمرة وتهديد تنظيم داعش تحول دون ذلك”، معتبراً أن قسد يمكن أن تنضم للجيش السوري من خلال اتفاق دستوري يعترف بخصوصية المكون الكردي.
وأضاف داوود أن قوات قسد “ليست مع الحرب لكنها ستدافع عن شعبها في كل مكان تتواجد فيه”، على حد قوله.
وكانت مصادر كردية مطلعة كشفت أن الاجتماعات التي جرت في العاصمة الأردنية عمّان في 19 من يوليو الجاري، بين المبعوث الأمريكي بريت ماكغورك و عبدي ووزير الخارجية السوري أسعد الشباني، شهدت تقدماً ملحوظاً ساهم في تصحيح مسار المفاوضات بين دمشق و”الإدارة الذاتية”.
وأوضحت المصادر أن جميع الأطراف اتفقت على عقد اجتماع موسع في باريس (تم تأجليه)، حيث تعمل الولايات المتحدة وفرنسا، إلى جانب عدة عواصم غربية أخرى، على تنشيط المباحثات والتوسط لتذليل العقبات الجوهرية بين الجانبين، لا سيما المتعلقة بالاندماج المستقبلي لقوات “قسد” ضمن الجيش السوري، ودمج هياكل الحكم المحلية لـ”لإدارة الذاتية” ومؤسساتها في دوائر الدولة ومؤسساتها الرسمية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة مرصد الشرق الأوسط و شمال أفريقيا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من مرصد الشرق الأوسط و شمال أفريقيا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.