كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم، عن تحرك غير تقليدي قامت به مجموعة "قادة من أجل أمن إسرائيل"، التي تضم نخبة من كبار القادة العسكريين والأمنيين السابقين، حيث وجه 550 مسؤولًا رفيع المستوى رسالة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يطالبونه فيها بالتدخل الفوري لوقف الحرب الجارية، والعمل على إعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين. وتحمل هذه الرسالة، وفق المتابعين، دلالات سياسية وأمنية بالغة، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية واستمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة، والتي انعكست بآثار سلبية على الجبهة الداخلية في إسرائيل وعلى صورتها الدولية. جاء في الرسالة أن مواصلة الحرب لن تُفضي إلا إلى مزيد من العنف والدمار، وأن اللحظة الحالية تتطلب قرارات شجاعة ومسؤولية دولية لوقف هذا المسار التصعيدي، داعين الرئيس ترامب إلى الضغط على القيادة الإسرائيلية لاتباع مسار سياسي يُنهي الأزمة. كما شدد الموقعون على أن الأولوية القصوى الآن يجب أن تكون إعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، وهو مطلب إنساني وأمني ملحّ، يمكن أن يُحقق من خلال قنوات دبلوماسية وضمانات أمريكية. يُعدّ تحالف "قادة من أجل أمن إسرائيل" من أبرز التكتلات الأمنية ذات النفوذ في الدولة العبرية، ويضم جنرالات وقادة سابقين في الجيش وجهاز "الموساد" و"الشاباك" و"الأمن القومي"، وقد عُرف عنهم دعمهم للحلول السياسية والتهدئة بدلًا من التصعيد العسكري. وغالبًا ما تُؤخذ مواقفهم على محمل الجد في الأوساط السياسية والإعلامية، لكونهم يملكون خبرة ميدانية واطلاعًا دقيقًا على تبعات القرارات الاستراتيجية. يرى محللون أن هذه الخطوة تشكل ضغطًا مباشرًا على حكومة الاحتلال، التي تواجه انتقادات متزايدة داخليًا بشأن إدارة ملف الحرب والرهائن. كما تعكس الرسالة حالة انقسام داخل المؤسسة الإسرائيلية، بين من يرى في الحسم العسكري السبيل الوحيد، ومن يعتقد بضرورة فتح قنوات تفاوضية مدعومة دوليًا. حتى الآن، لم يصدر رد رسمي من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الرسالة، لكن توقيتها يأتي في ظل تصاعد الجدل داخل الولايات المتحدة بشأن دورها في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وبين دعوات لدعم إسرائيل، وأخرى للضغط عليها باتجاه تسوية سياسية، خاصة بعد تفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة. في ظل تعقيد المشهد السياسي والأمني في الشرق الأوسط، يبدو أن دعوة "قادة من أجل أمن إسرائيل" لترامب قد تفتح الباب أمام تحركات دبلوماسية جديدة، وربما تُشكل عامل ضغط على صانعي القرار الإسرائيليين لإعادة النظر في خياراتهم.