مرصد مينا دعت الأمم المتحدة المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات عاجلة لمواجهة تدهور الأمن الغذائي في اليمن، ومنع وقوع مجاعة على نطاق واسع قد تؤثر على ملايين السكان. وفي إحاطة لمجلس الأمن يوم الثلاثاء (12 أغسطس 2025)، شدد راميش راجاسينغهام، مدير قسم التنسيق في مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (OCHA)، على أن المجاعة في اليمن يمكن الوقاية منها إذا توفّر الدعم المالي الكافي لتوسيع نطاق المساعدات الغذائية الطارئة والوصول إلى الفئات الأكثر ضعفاً قبل فوات الأوان. وأشار المسؤول الأممي إلى أن اليمن يُعدّ من أكثر دول العالم معاناة من انعدام الأمن الغذائي، مع استمرار انهيار الاقتصاد وتعطّل سبل العيش بسبب الصراع المستمر، ما يجعل العديد من الأسر عاجزة عن تحمل تكاليف الغذاء. وأوضحت بيانات الأمم المتحدة أن أكثر من 17 مليون شخص يعانون من الجوع، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 18 مليون بحلول فبراير 2026. ويواجه نصف الأطفال دون سن الخامسة سوء تغذية حاداً، فيما يعاني نحو نصفهم من التقزم، كما أن خطر الوفاة من الأمراض الشائعة لديهم أعلى من المتوسط بمعدل 9 إلى 12 مرة، في ظل نقص حاد في الرعاية الصحية والخدمات الأساسية. وأضاف راجاسينغهام أن الوضع في بعض المناطق أكثر مأساوية، مشيراً إلى مخيمات النازحين في مديرية عبس بمحافظة حجة، حيث توثق بعثة تقييم الاحتياجات وفاة الأطفال جوعاً ببطء وصمت، في مؤشر على الواقع الصعب الذي يعيشه آلاف الأسر في أنحاء اليمن. وأكد المسؤول الأممي أن المساعدات الإنسانية تبقي السكان على قيد الحياة مؤقتاً، إلا أن الحل السياسي هو الطريقة الوحيدة لتحقيق مستقبل مستقر وآمن لجميع اليمنيين، محذراً من أن استمرار النزاع سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في البلاد. اظهر المزيد