عرب وعالم / مرصد الشرق الأوسط و شمال أفريقيا

أنقرة تسابق الزمن لتعزيز علاقاتها مع دمشق وسط انتقادات لموقفها من الأكراد

مرصد مينا

أجرت المؤسسات التركية خلال الأيام الماضية مراجعة شاملة للعلاقات مع والخطوات المستقبلية لتعزيزها وتنفيذ الاتفاقيات التي توصل إليها الجانبان في مختلف المجالات، وسط تحركات دبلوماسية واقتصادية مكثفة، وانتقادات من أحزاب معارضة حول موقف الحكومة التركية تجاه الأكراد السوريين.

مراجعة شاملة للعلاقات

عقدت مجموعة بين المؤسسات التركية اجتماعها الثامن في مقر وزارة الخارجية في أنقرة برئاسة نائب الخارجية نوح يلماظ، لمناقشة جميع جوانب العلاقات مع سوريا، بعد سقوط نظام بشار الأسد، والخطوات التي اتخذت على مدى الأشهر الماضية لتنفيذ الاتفاقات الموقعة، وسبل المضي قدماً في تعزيز التعاون بين البلدين.

وقالت مصادر في وزارة الخارجية التركية إن الاجتماع تناول خطط تعزيز العلاقات الثنائية، وشمل النقاش حول المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية، لتوفير إطار عمل متكامل يضمن استمرار الزخم في التعاون بين أنقرة ودمشق.

تحركات دبلوماسية مكثفة

كما شهدت الأيام الأخيرة سلسلة من التحركات المكثفة على خط أنقرة – دمشق، بدأت بزيارة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى سوريا ولقائه الرئيس أحمد الشرع في 8 أغسطس الحالي.

تلتها زيارة وزيري الخارجية والدفاع السوريين، أسعد الشيباني ومرهف أبو قصرة، ورئيس المخابرات حسن سلامة، في 12 أغسطس، والتي أسفرت عن توقيع مذكرة تفاهم للتعاون العسكري تشمل التدريب والاستشارات والتسليح.

تركزت هذه التحركات على معالجة أزمة السويداء والتدخلات الإسرائيلية، بالإضافة إلى المماطلة التي تبديها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) بقيادة “وحدات حماية الشعب الكردية” المدعومة أميركياً في تنفيذ اتفاق 10 مارس الموقع بين الرئيس أحمد الشرع وقائد “قسد” مظلوم عبدي، والمخاوف من محاولات تقسيم سوريا وتهديد وحدتها.

تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري

على الصعيد الاقتصادي، اتفقت أنقرة ودمشق على تأسيس لجنة اقتصادية وتجارية مشتركة، ودراسة إنشاء مناطق صناعية لتعزيز الاقتصاد السوري المتضرر من الحرب، وتشجيع التجارة بين البلدين.

كما أعيد تأسيس مجلس الأعمال المشترك الذي توقف عن العمل منذ عام 2011، خلال اجتماع عُقد في مقر مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي في إسطنبول.

واشتمل التعاون الاقتصادي على توقيع بروتوكول لتأسيس اللجنة الاقتصادية المشتركة، تلاه اجتماع “الطاولة المستديرة التركي – السوري” بمشاركة وزير التجارة التركي عمر بولاط، ووزير الاقتصاد والصناعة السوري نضال الشعار، ورئيس اتحاد الغرف التجارية والبورصات التركي رفعت هيصار جيكلي أوغلو.

وتهدف تركيا إلى تجاوز عتبة ملياري دولار في صادراتها إلى سوريا نهاية العام الحالي، مستفيدة من الطلب المتزايد من الجانب السوري.

وأوضح جلال قاضي أوغلو، رئيس لجنة سوريا في مجلس المصدّرين الأتراك، أن اللجنة الاقتصادية والتجارية وقعت مذكرات تعاون مع غرفتي تجارة دمشق وحلب، وأن وزارة التجارة التركية تسعى لإبرام اتفاقية شراكة اقتصادية أشمل من اتفاقية التجارة الحرة السابقة غير المنفذة منذ عام 2011.

وارتفعت صادرات تركيا إلى سوريا بنسبة 49.3% لتتجاوز 1.2 مليار دولار خلال الأشهر السبعة الأولى من 2025، مع توقع تجاوز الهدف المحدد لملياري دولار بنهاية العام.

انتقادات لموقف الحكومة التركية تجاه الأكراد

في المقابل، انتقدت المتحدثة باسم حزب “الديمقراطية والمساواة للشعوب” المؤيد للأكراد، عائشة غل دوغان، موقف الحكومة التركية من “الإدارة الذاتية” لشمال وشرق سوريا، مطالبة بالتخلي عن لغة التهديد تجاه الأكراد وبناء علاقات صداقة مع “الإدارة الذاتية”.

وقالت دوغان، خلال مؤتمر صحافي بمقر حزبها، إن عملية السلام بين الأتراك والأكراد التي انطلقت مع حل حزب العمال الكردستاني بدعوة من زعيمه عبد الله أوجلان، هي قضية وطنية لتركيا وليست قضية حزبها وحده.

وأشارت إلى تصريحات وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السوري أسعد الشيباني، التي هدد فيها بالتحرك ضد قسد إذا لم تنفذ اتفاق الاندماج مع دمشق، ووصفت دوغان هذه التصريحات بأنها “متغطرسة وديماغوجية” وتشبه خطاباً للحكومة السورية أكثر من كونها خطاب وزير خارجية تركيا.

وأكدت على ضرورة معالجة الوضع في سوريا بطريقة دقيقة، معتبرة أن مكاسب الأكراد السوريين وتشكيل سوريا ديمقراطية يمكن أن تتحول إلى فرصة وليس تهديداً، داعية تركيا إلى السعي لمصالحة تاريخية ودائمة مع الأكراد السوريين.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة مرصد الشرق الأوسط و شمال أفريقيا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من مرصد الشرق الأوسط و شمال أفريقيا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا