أفادت قناة القاهرة الإخبارية نقلًا عن تقارير صادرة من الإعلام الروسي، أن قوات الدفاع الجوي الروسية تمكنت من تدمير 23 طائرة مسيّرة أوكرانية خلال ساعات الليل الماضية، في أحدث تصعيد يشهده الصراع العسكري الدائر بين موسكو وكييف منذ فبراير 2022. هجوم جديد بالمسيرات ووفقًا للتقارير الروسية، فقد استهدفت المسيّرات عدة مواقع داخل الأراضي الروسية، إلا أن أنظمة الدفاع الجوي تصدت لها بشكل كامل، ما حال دون وقوع خسائر كبيرة في الأرواح أو الممتلكات. ويُعد استخدام المسيّرات الانتحارية أحد أبرز التكتيكات العسكرية التي تعتمد عليها أوكرانيا مؤخرًا في محاولاتها لإضعاف القدرات الروسية، خاصة في العمق الاستراتيجي. الدفاعات الروسية في حالة استنفار وأشارت وسائل الإعلام الروسية إلى أن وحدات الدفاع الجوي تعمل بحالة استنفار قصوى في مختلف المناطق الحدودية مع أوكرانيا، في ظل تزايد وتيرة هذه الهجمات. وتستخدم روسيا منظومات متطورة مثل "إس-300" و"بانتسير" للتصدي للطائرات المسيّرة، التي باتت تمثل تحديًا أمنيًا وعسكريًا متناميًا. الحرب تدخل مرحلة أكثر تعقيدًا يأتي الإعلان عن إسقاط 23 مسيّرة بعد أيام قليلة من هجمات مشابهة استهدفت العاصمة الروسية موسكو ومناطق صناعية في غرب البلاد، وهو ما يعكس – بحسب محللين – مرحلة أكثر تعقيدًا من الحرب، حيث يسعى الطرفان إلى إلحاق أكبر قدر ممكن من الأضرار المتبادلة باستخدام أسلحة منخفضة التكلفة وعالية التأثير. ردود فعل دولية متباينة في المقابل، تتابع العواصم الغربية هذه التطورات بقلق بالغ، خاصة في ظل المخاوف من توسع رقعة الحرب خارج الحدود الأوكرانية. وسبق أن أعلنت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو" دعمهم المتواصل لكييف عبر تزويدها بالأسلحة والتقنيات الحديثة، بما فيها المسيّرات الهجومية التي باتت أحد أهم أدوات الصراع. المدنيون في مرمى النار ورغم التأكيد الروسي على تدمير المسيرات، فإن حالة من القلق تسود بين المدنيين داخل المدن الروسية القريبة من الحدود، في ظل مخاوف من تساقط الحطام أو نجاح بعض الهجمات في إصابة أهداف حيوية. وتزايدت مؤخرًا التحذيرات الأممية من أن استمرار التصعيد قد يؤدي إلى موجات نزوح جديدة وتفاقم الأزمة الإنسانية. مشهد مفتوح على احتمالات ويرى مراقبون أن استمرار تبادل الهجمات بين روسيا وأوكرانيا بالمسيّرات والصواريخ سيجعل المشهد العسكري أكثر ضبابية، خاصة في ظل تعثر المساعي الدبلوماسية للتوصل إلى تسوية سياسية. كما أن توسيع نطاق العمليات يرفع من احتمالية الانزلاق إلى مواجهة أوسع قد تتخطى حدود البلدين.