في مشهد جديد يعكس حجم التضامن المصري والعربي مع الشعب الفلسطيني، أفاد مراسل قناة القاهرة الإخبارية في نبأ عاجل، باصطفاف قافلة المساعدات الإنسانية رقم 18 تمهيدًا لدخولها من الأراضي المصرية إلى قطاع غزة، ضمن الجهود المستمرة لتخفيف معاناة المدنيين المحاصرين في ظل العدوان المتواصل. تأتي هذه الخطوة استكمالًا لسلسلة من القوافل الإغاثية التي تسعى إلى تلبية الاحتياجات العاجلة من الغذاء والدواء والمستلزمات الطبية، في وقت يعيش فيه القطاع أوضاعًا إنسانية صعبة نتيجة نقص المواد الأساسية وانقطاع الخدمات الحيوية. استمرار تدفق المساعدات إلى غزة منذ اندلاع الأزمة الإنسانية في غزة، تحركت الدولة المصرية بسرعة عبر مؤسساتها الرسمية والهلال الأحمر، لتنسيق دخول المساعدات من معبر رفح البري، باعتباره الشريان الوحيد الذي يربط أهالي القطاع بالعالم الخارجي. وتؤكد هذه التحركات التزام مصر الثابت بدعم الشعب الفلسطيني، والعمل على توفير كل ما يمكن من مقومات الصمود في مواجهة الظروف الاستثنائية التي يمر بها. كما تُمثل هذه القوافل الإنسانية رسالة واضحة بأن القاهرة لم ولن تتخلى عن دورها التاريخي في نصرة القضية الفلسطينية، من خلال دعم الجوانب الإنسانية جنبًا إلى جنب مع التحركات السياسية والدبلوماسية الرامية إلى وقف إطلاق النار. مساعدات طبية وغذائية عاجلة تضم القافلة الثامنة عشرة كميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات الطبية العاجلة، بالإضافة إلى مواد غذائية أساسية يحتاجها سكان القطاع بشدة، نظرًا لحصار طويل الأمد أدى إلى شح الموارد. ويُشارك في تجهيز هذه المساعدات عدد من المؤسسات الرسمية والجهات الأهلية، إلى جانب منظمات المجتمع المدني، التي حرصت على توجيه الدعم لمستحقيه بشكل عاجل. وأكدت مصادر أن الأولوية في هذه المرحلة تتركز على الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة وأغذية الأطفال وحليب الرضع، إضافة إلى معدات الإغاثة الميدانية التي تساعد المستشفيات في مواجهة الضغط الكبير الناتج عن كثرة الإصابات. مصر ودورها الإنساني والدبلوماسي لا يقتصر الدور المصري على إرسال المساعدات فقط، بل يتعداه إلى تنسيق الجهود الإقليمية والدولية لتأمين ممرات آمنة لدخول الإمدادات إلى غزة. وفي هذا السياق، تبذل القاهرة جهودًا دبلوماسية مكثفة مع الأطراف المعنية للضغط نحو فتح ممرات إنسانية دائمة، بما يضمن تدفق المساعدات بصورة مستمرة ومنتظمة. كما تعمل السلطات المصرية على توفير الدعم اللوجستي الكامل لفرق الإغاثة، عبر تسهيل مرور الشاحنات وتجهيز المعابر لتسريع عمليات الدخول، بما يقلل من معاناة الشعب الفلسطيني ويعزز صموده في مواجهة الأوضاع القاسية. التضامن الشعبي العربي والدولي إلى جانب التحرك الرسمي، تشهد الساحة المصرية والعربية موجة تضامن شعبي واسعة مع أهالي غزة، تجسدت في مبادرات تبرع وجمع مساعدات عينية ومالية، ما يعكس عمق الارتباط بالقضية الفلسطينية باعتبارها قضية الأمة المركزية. كما ساهمت منظمات إغاثية عربية ودولية في دعم هذه القوافل، وهو ما يعزز من حجم المساعدات التي تصل إلى القطاع، ويمثل نموذجًا للتعاون الإنساني في مواجهة الأزمات. وتؤكد هذه الجهود على أن التضامن مع غزة ليس موسميًا أو مرتبطًا بظرف سياسي، بل هو موقف إنساني وأخلاقي راسخ، يعبر عن رفض المجتمع الدولي لاستمرار المعاناة الإنسانية. قوافل متواصلة وصمود فلسطيني مع دخول القافلة الثامنة عشرة، تتعزز الجهود الإنسانية الرامية إلى تخفيف آثار الحصار والعدوان على المدنيين الفلسطينيين، الذين أظهروا صمودًا استثنائيًا في مواجهة الظروف القاسية. وتُعد هذه القوافل المتواصلة رسالة دعم قوية، تُطمئن الفلسطينيين بأنهم ليسوا وحدهم، وأن هناك دولًا ومجتمعات تقف إلى جانبهم في أحلك الظروف. ويؤكد المراقبون أن استمرار تدفق المساعدات سيُسهم في التخفيف من حدة الأزمة، لكنه لن يغني عن الحاجة إلى تحرك سياسي عاجل يوقف الحرب ويفتح المجال أمام إعادة الإعمار، وهو ما تسعى إليه مصر عبر مساراتها الدبلوماسية المتوازية مع الجهود الإغاثية.