أعرب جمال رشدي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، عن انزعاج الجامعة من البيان الذي أدلت به زعيمة حزب المحافظين البريطاني خلال الجلسة البرلمانية التي عقدت أمس لمناقشة اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال المتحدث، إن البيان تضمّن مغالطات وتناقضات متعددة، وتحاملًا واضحًا على الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن ما ذكرته المسؤولة البريطانية حول تورط حركات المقاومة الفلسطينية في "الإرهاب" يتنافى تمامًا مع الواقع، ويتماهى بصورة كاملة مع الرواية الإسرائيلية في هذا الخصوص، دون أي استناد إلى حقائق موضوعية أو تقييم منصف للوقائع على الأرض.

وأضاف رشدي، أن ما صدر عن زعيمة المعارضة يعكس فهمًا مشوّهًا لطبيعة المأساة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون تحت الاحتلال، مؤكدًا أن حديثها تجاهل عمق المعاناة الناتجة عن الحرب الإسرائيلية وما خلّفته من دمار ومعاناة إنسانية فادحة في غزة. وأشار إلى أن وصفها لهذه الجرائم بأنها "ردود فعل" يعكس انحيازًا صارخًا ويتناقض مع القيم التي طالما تبنتها بريطانيا حول العدالة وحقوق الإنسان.

وأكد المتحدث، أن البيان البريطاني تضمن كذلك إشارات مضللة حول دور وكالة "الأونروا"، في الوقت الذي لا يمكن فيه الاستغناء عن خدمات الوكالة ودورها الحيوي في إغاثة اللاجئين الفلسطينيين، داعيًا إلى الكف عن محاولات التشكيك المتكررة في أدائها، وإلى دعم جهودها الإنسانية التي تمثل طوق النجاة لملايين الفلسطينيين في الداخل والشتات.

وشدد رشدي، أن الجامعة العربية تُقدّر مواقف الحكومة البريطانية حين تعكس اتزانًا ورغبة صادقة في تصحيح أخطاء الماضي، إلا أن التصريحات الأخيرة تمثل تراجعًا خطيرًا عن هذا النهج، مضيفًا أن المطلوب اليوم هو تحرك بريطاني جاد لدعم مسار العدالة والسلام، والمساهمة في رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني، بدلًا من الانحياز غير المبرر لرواية الاحتلال.

وختم المتحدث تصريحه بالتأكيد على أن الجامعة العربية ستواصل جهودها مع الحكومة البريطانية والأطراف الأوروبية كافة من أجل بناء موقف أخلاقي متوازن، يقوم على دعم الحقوق الفلسطينية الأصيلة ومساءلة الاحتلال عن جرائمه، بما يتسق مع القانون الدولي ومبادئ العدالة الإنسانية.