لغياب والدي كبير الأثر على طفوليته. كيف أجعل من أخي المراهق رجلا مسؤولا؟ السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،أشكرك لأنك منحتني هذه الفرصة حتى أبث لك ما يؤرقني فأنا فتاة تحب الإستقرار الأسري وتنشده بالرغم من عديد النقائص وأريد لقصتي أن تكون عبرة لغيري ممن يعانون من نفس مشكلتي. سيدتي الفاضلة لي أخ يبلغ من العمر 15 سنة، نعامله كرجل لكن تصرفاته لا تزال طفولية وغير واعية، يقضي يومه بعد الدراسة على التلفاز أو على الألعاب الالكترونية، لا أنكر أنه متفوق في الدراسة، لكن أراه يؤثر أيضا على أخي الأقل منه سنا، لا يزلان يطلبون شراء الحلوى، وكل ما يطلبه الأطفال الصغار، ولا أرى فيهما شيء من المسؤولية التي تؤهلها لأن يكونا رجلا البيت لاحقان، أما في حال رفضنا بعض طلباته يستسلم للبكاء، ويصبح يتذمر ويلقي علينا اللوم، حتى عندما نطلب منه أن يقتني لنا بعض الأشياء للمنزل، يرفض ذلك رفضا قاطعا، لا يستجيب لامي حين تطلب منه أن يؤدي صلاته، ويتهاون فيها كثيرا، علما أن والدنا يغيب كثيرا عن المنزل بحكم عمله الذي يتطلب منه السفر كثيرا، وأنا وأمي من نسهر على تربيتهما، لا أريد أن أقصر في حقهما، لأنني عصبية جدا، ولا أريد أن أخطئ في طريقة تكوين شخصيتهما، فبماذا تنصحونني من فضلكم؟ أختكم ن.سوسن من الغرب الجزائري. الــــــــــــــــــــــــــــــــرد: مرحبا بك أختاه في منبر قلوب حائرة، في البداية أود أن أشكرك على حس المسؤولية الذي تتمتعين به اتجاه إخوتك، وهذا من حسن أخلاقك، وضميرك الحي، أنت ووالدتك حقا تنتظركما رسالة نبيلة جدا، لكن تأديتها يحتاج منكما الكثير من الحكمة، والروية، وأيضا سعة الخاطر، خاصة في ظل غياب الوالد المتكرر، فالوالد عادة يمثل سلطة إيجابية في البيت، خاصة للولد فهو قدوته، لكن من المؤكد أنك ووالدتك ستنجحان في مهمتكما بإذن الله، لهذا فإن أول ما أنصحك به هو أن يتعاون الوالد إلى جانبكما، وأردوا أن يكون له دورا كبيرا حتى وإن كان بعيد. أخيتي، لابد أن ننبهك لأمر مهم، ألا وهو المرحلة العمرية التي يمر بها أخواك، والتي تحتاج منكما المزيد من التعاون، في النصح والتوجيه، شك أن هذا الابن يمرُّ بمرحلة عمريّة تحتاجُ منكم إلى الكثير من الحكمة والحزم، وأيضا الأمان، حاولوا أن تستخدموا معهما أسلوب الحوار، كما أرجو أن تكون الوالدة حاسمة في بعض الأمور التي لا يحقّ ولا يجوز التساهل فيها، مثل الذهاب للصلوات. هذا من جهة، من جهة أخرى وبما أنك قلت أنه متفوق في الدراسة، حاولا أن تمدحانه على نجاحه، فإن تسليط الضوء على إيجابياته ممَّا يُعينه على التخلُّص من السلبيات، والأهم في التربية السوية والمتزنة أن يتعاون كل أفراد الأسرة ويكون ذلك في اتجاه واحد، فلا نختلف في التعليمات ونتفق في التوجيهات، كما أتمنى منك أن تضعي أعصابك قليلا في الثلاجة، وأن تُصادقيهما، حتى يشعران بالأمان معك وبالتالي سوف يستجيبان لك، وهكذا رويدا رويدا سوف يكبران على الطريقة الصحيحة، والتنشئة القويمة، ويرتاح بالكم جميعا عليهم وعلى مستقبلهما إن شاء الله، نسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يصلح أخويك، ونشكرك بدورنا جزيل الشكر على الاهتمام، والتواصل معنا، ومرحبا بك مرة أخرى. إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور