شهد عرض بالنسياغا Balenciaga بأسلوب الصالونات العريقة في شارع جورج الخامس لحظة استثنائية في تاريخ الدار، مع تقديم ديمنا مجموعته الأخيرة للأزياء الراقية هوت كوتور خريف 2025-2026 بعد عقد كامل من الابتكار والجدل.

كانت الأجواء مشحونة بالعاطفة، حيث خالف المصمم عادته وانحنى بتحية وداعٍ صامتة، فيما صدحت الموسيقى بأسماء أحبّائه وأغنية شكلت جزءاَ من ذاكرته، ليترك بصمة شخصية لا تُنسى.

وداع مؤثر في شارع جورج الخامس

1. في شارع جورج الخامس، داخل الصالونات الفخمة لدار بالنسياغا، كتب ديمنا سطور الوداع بأسلوبه الخاص، في لحظة نادرة ومؤثرة في عالم الموضة، انحنى المصمم أمام الجمهور، متخليًا عن تحفظه المعتاد، مرتديًا سترته الأيقونية ذات القلنسوة، ومرسلًا قبلات امتنانٍ وحنينٍ لمن تابعوه على مدار عقدٍ كامل من التحولات الجذرية.
2. ترافق المشهد بموسيقى تجريبية مؤلفة من أسماء فريق عمله المقربين تُتلى بصوت ناعم، وتنتهي باسمه، ليُختتم العرض بأغنية "حب لا عادي" لساد، قطعة موسيقية محفورة في ذاكرته منذ الطفولة. 

من البدلة الرياضية إلى السترة المنحوتة: ثورة ديمنا في الكوتور

1. من البدلة الرياضية إلى السترة المنحوتة، شكّلت رؤية ديمنا في بالنسياغا ثورة حقيقية في مفهوم الأزياء الراقية، فقد كسر القواعد التقليدية للـ"هوت كوتور"، رافعًا من مكانة الملابس اليومية وجاعلاً من البدلة الرياضية، القميص العادي، وحتى الجينز، قطعًا تستحق أن تُعرض على أرقى المنصات.
2. لم يكتفِ بتحويل هذه العناصر إلى تصاميم فاخرة، بل أعاد صياغتها من خلال تقنيات خياطة دقيقة وحرفية صارمة، ليخلق سترة منحوتة تتحدى الشكل الكلاسيكي، وتؤكد أن الفخامة لا ترتبط دائمًا بالحرير والخرز، بل بالفكرة والجرأة. 

عرض بضيوف أيقونيين وأزياء تحمل توقيعًا شخصياً

1. شكّل عرض بالنسياغا هوت كوتور لخريف 2025-2026 لحظة التقاء بين الموضة والثقافة الشعبية، من خلال حضور ضيوف أيقونيين وأزياء نابضة بالتفاصيل الشخصية.
2. جاءت الصفوف الأمامية بمثابة عرض بصري موازٍ، مع مشاهير مثل الفنانة المصرية يسرا وكاتي بيري، ليزا رينا، وكيم كارداشيان، وكل منهم مرتديًا إطلالة تعكس روح العرض وتاريخه مع الدار.
3. لم تكن هذه الاختيارات عشوائية، بل بمثابة توقيع شخصي من ديمنا على هذه المرحلة الوداعية، إذ ارتدى الضيوف قطعًا ترمز إلى مراحل مفصلية من مسيرته في بالنسياغا.
4. من البدل المنحوتة إلى الأحذية البنطال والسترات الدوامية، أكدت الأزياء المعروضة أن هذا العرض لم يكن مجرد ختام، بل احتفال بمسيرة مبدع تحدّى الحدود، وترك بصمة خالدة في تاريخ الموضة.

خياطة متقنة بعيدًا عن القلق والأسى

1. ابتعدت مجموعة بالنسياغا Balenciaga هوت كوتور لخريف 2025-2026 عن القلق والأسى اللذين لطالما ارتبطا بجمالية ديمنا المعهودة، لتقدّم خياطة متقنة وراقية تحتفي بالبراعة الصافية. جاءت التصاميم أكثر هدوءًا ونضجًا، حيث بدت الخطوط أنيقة ومدروسة، والأقمشة مشغولة بمهارة بالغة تعكس التزامًا حرفيًا بالأصالة.
2. من الكورسيهات المنحوتة التي استغنت عن العظام التقليدية، إلى المعاطف والفساتين المنسدلة بخفة ملكية، برزت كل قطعة كأنها منحوتة على الجسد، لا مجرد لباس.
3. في هذه المجموعة، لم يكن الصخب أو الاستفزاز في الصدارة، بل الصمت المرهف الذي يُصغي لتفاصيل الخياطة وصدقها، ما جعل من العرض لحظة تأملية في قوة الحرفة النقية.

رومانسية مظلمة وأزياء بمسحة سينمائية

1. تجلّت في مجموعة بالنسياغا هوت كوتور لخريف وشتاء 2025-2026 روح الرومانسية المظلمة تلامس الغموض بجمالٍ نادر، وكأنّها مشاهد مأخوذة من فيلمٍ سينمائيٍّ بطيء الإيقاع وعميق الأثر.
2. طغت الألوان القاتمة، كالأسود الحالك والرمادي الفحم، بينما انسابت القصّات الثقيلة والخامات المخملية والحريرية بتكلف أنيق، وكأنها تنتمي لعالمٍ بين الواقع والخيال. أضفت العارضات بنظراتهن الشاحبة وحركاتهن البطيئة، في صمتٍ مسرحي، طابعًا دراميًا عميقًا على العرض.
3. واستُخدمت عناصر بصرية مثل الأكتاف المنحنية والأقمشة المثبّتة على مشدات خفية، لتخلق صورًا مشحونة بالدلالات السينمائية، ما جعل العرض بأكمله أقرب إلى فيلمٍ من أفلام الفن والتأمل، حيث يمتزج الظلام بالإتقان في توليفة تحاكي الحلم.

التجريب الجريء: من لاعب كمال أجسام إلى زوجته

1. في واحدة من أكثر لحظات العرض جرأةً وذكاءً مفاهيميًا، قدم ديمنا سترة بدلة واحدة مستوحاة من تقاليد الخياطة النابولية، على أجسام متباينة تمامًا، أولاً على لاعب كمال أجسام ضخم البنية، ثم على زوجته، لويك غوميز، ذات القامة الصغيرة والبنية الرشيقة.
2. هذا التباين المتعمّد لم يكن مجرد استعراض فني، بل رسالة صريحة، أن تصميم الأزياء لا يخضع لقالب محدد، بل يتشكّل ويتحوّل بحسب من يرتديه، هنا، لم يكن الجسم يتكيّف مع الملابس، بل العكس تمامًا.
3. بهذه اللمسة الجريئة، أكد ديمنا على فكرته الجوهرية بأن "الملابس ليست ما يحدد الشكل، بل الجسم الذي يرتديها"، فاتحًا المجال أمام قراءة جديدة لجماليات الكوتور تقوم على الشمول والتجريب الحر.

الكوتور في الشارع: ترجمة بصرية لرؤية معاصرة وإرث لا يُنسى وبداية جديدة

1. حرص ديمنا على تصوير الإطلالات في شوارع باريس لا في القصور، تحت الجسور وبجوار الجرافيتي، في رسالة قوية بأن الأزياء الراقية لا تنتمي فقط للطبقة الأرستقراطية، بل قادرة على العيش في نبض الشارع الحديث.
2. في ختام هذا الفصل، ترك ديمنا خلفه دار بالنسياغا وقد أعاد لها حضورها القوي في مشهد الموضة العالمية، بلمسته المتمردة والراقية، أعاد تعريف معنى الفخامة، وفتح الباب لجيل جديد من المصممين، ومع بدء رحلته مع "غوتشي"، يبدو أن العالم على موعد مع فصلٍ آخر من الإبداع الجامح.