في عالم الهوت كوتور حيث تلتقي الخياطة بالحلم، قدّم المصمم اللبناني سعيد قبيسي رؤيته المتفرّدة للمرأة العصرية في مجموعة خريف وشتاء 2025-2026، ضمن أسبوع باريس للأزياء الراقية، رؤية لا تنحاز لسطحية الزينة، بل تستحضر جوهر الأنوثة حين تقترن بالقوة، يقدم الرقة كدرعاً من التصميم المحترف والتفاصيل المشغولة بإتقان.

كانت المجموعة بمثابة لمسة معاصرة لإطلالات اليوم، يكرّس فيها قبيسي شخصية المرأة كمحارِبة أنيقة لا تتخلى عن سحرها ولا عن حضورها الواثق.

ترف الأنوثة وجاذبية القوة

1. في مجموعة سعيد قبيسي للهوت كوتور لخريف وشتاء 2025-2026، تلتقي الأنوثة بالترف، وتتماهى مع القوة في تناغم ساحر يعكس روح المرأة المعاصرة. لا تأتي التصاميم هنا لتُرضي التقاليد فقط، بل لتعيد تعريف مفاهيم الجمال والجرأة من منظورٍ أنثويّ متفرّد.
2. فقد جمعت الفساتين بين تفاصيل أنثوية حالمة مثل الشيفون المنسدل والتطريزات الدقيقة، وبين قصّات حادة وهيكلية تمنح مرتديتها حضورًا قويًا لا يمكن تجاهله، إنها أنوثة مترفة لا تخشى أن تُعلن عن ذاتها، تنبع من الثقة، وتزدهر بالحضور، وتُترجم في كل قطعة حكاية امرأة تعرف تمامًا من تكون.

قصّات حادّة وأكتاف ممشوقة

1. ببصمته الهندسية المعروفة، صاغ قبيسي تصاميمًا بدقة معمارية عالية، حيث جاءت الأكتاف ممشوقة لتعكس العز والهيبة، بينما برز الخصر الضيق كتجسيد للأنوثة المرهفة.
2. تمتد الفساتين بأناقة نحو الأرض، فتمنح المرأة حضورًا ملوكيًا متمايلًا، تتراقص فيه تفاصيل الخياطة الجريئة، من فتحات الصدر المحكمة إلى الشيفون المنسدل بنعومة بين زخارف مطرزة بإتقان.

خامات فاخرة لحرية أنثوية

1. اعتمد قبيسي على أقمشة فاخرة صنعت توازنًا بارعًا بين البنية والتفاصيل، مثل المخمل، والميكادو، والكريب، والحرير، ما منح التصاميم طابعًا دراميًا حادًا دون أن يفقدها خفة الحركة.
2. هذه الأقمشة لم تكن مجرد غطاء، بل شريكة في صياغة خطوط منحوتة وحادة، تُعبّر عن شخصية صاحبتها وتلفت الأنظار بإحساسٍ راقٍ لا يشبه سواه.

تطريزات تشبه الفسيفساء

1. كل فستان في هذه المجموعة يحمل طابعًا فنيًا فريدًا. تزيّنت بعض التصاميم بتطريزات يدوية دقيقة تُشبه لوحات الفسيفساء، بينما أُضيئت أخرى بخيوط معدنية وأحجار براقة زادت من توهجها، فبدت كأنها تلمع من الداخل.
2. بعض القطع برزت بتفاصيل على الساتان الراقي، في حين اعتمدت أخرى على مزيج من الحرير المعدني والتطريزات المعقدة التي تعكس توقيع الدار وهويتها في تقديم أزياء راقية لا تُضاهى.

ألوان تحمل ازدواجية الشخصية

1. تنوعت لوحة الألوان في مجموعة سعيد قبيسي لتجسّد بذكاء ازدواجية المرأة العصرية: قوتها ونعومتها، صلابتها ورقّتها، فقد تلاعبت التصاميم بألوان داكنة ودرامية مثل الأسود القاتم، والرمادي الحجري، والعنابي الغني، إلى جانب ألوان دافئة ومضيئة كالشمبانيا، والأبيض الكريمي، والذهبي، والفضي، والأزرق المائي.
2. كل لون بدا وكأنه مرآة لحالة شعورية متفردة، تمنح المرأة خيار التعبير عن نفسها في لحظة قوة أو لحظة رهافة، هذه الألوان لم تكن مجرد تدرجات، بل أدوات بصرية تسرد حكاية امرأة تمشي بخطى ثابتة بين الضوء والظل، بين الجرأة والرقي.

امرأة من خيال سعيد قبيسي

1. بمجموعة "الرقة بأناقة المحارِبات"، لا يرسم سعيد قبيسي فقط ملامح فستان، بل يرسم ملامح امرأة، امرأة تعرف كيف تكون صلبة كالدروع، ورقيقة كنسمة حرير.
2. تنبض كل قطعة في هذه المجموعة بالحرفية، وتتحدث عن دار ترى في الأناقة سلاحًا، وفي الأنوثة قوة، وفي كل خيطٍ قصةً تُحكى بحبّ.

تطريزات تُحاكي الفسيفساء

1. تميّزت مجموعة سعيد قبيسي بخطّ تطريز يدوي دقيق، بدا وكأنه لوحة فسيفساء متكاملة تُرصف فيها الخيوط والأحجار كما تُرصّ الأحجار الملونة في عمل فني كلاسيكي، استعان المصمم بتقنيات مطرزة بعناية متناهية، ليخلق تأثيرًا بصريًا غنيًا وملموسًا يُحاكي التكوينات الهندسية للفن البيزنطي والروماني.
2. فبدت بعض الفساتين وكأنها ملبوسات من الضوء، تلمع فيها خيوط الحرير المعدني، وتتوهج فيها حبات الكريستال الدقيقة والخرز المتراصّ بانسجام، هذه التفاصيل لم تكن مجرد زينة، بل جزءًا من سردية المجموعة التي تحتفي بالحرفية الراقية، وتُترجم من خلالها قوة المرأة وأناقتها المتجددة.

أناقة تُحاكي قوة الطبيعة

1. تغوص مجموعة سعيد قبيسي في تدرّجات لونية مستوحاة من مظاهر الطبيعة المهيبة، فتأتي الألوان لتعكس المزاج المتقلب للمرأة العصرية، من الألوان الدافئة إلى غموض الرمادي الداكن، ومن عمق الأخضر الزيتوني إلى زرقة السماء عند المغيب.
2. لم تكن هذه الألوان مجرد اختيار جمالي، بل وسيلة سرد بصري تُجسّد ازدواجية الشخصية الأنثوية، الحضور القوي والنعومة الكامنة، الصلابة الرصينة والانسياب الحر. ومع لمسات من الذهبي المعدني والبرونزي المشعّ، بدت التصاميم وكأنها مشبعة بعناصر الأرض والنار والضوء، في انسجام يضفي على كل إطلالة طابعًا ساحرًا يفيض بالقوة المتألقة.

رقيّ يُجسّد رؤية معاصرة للمرأة

1. مع كل إطلالة في عرض سعيد قبيسي، بدت المرأة كأنها بطلة أسطورية خارجة من ملحمة معاصرة، تجسّد في حضورها توازنًا نادرًا بين الجمال القوي والأنوثة الخجولة، بين الثقة الصارمة والانسيابية الرقيقة.
2. لم يكن العرض مجرد استعراضٍ للأزياء، بل سردًا مرئيًا لحكاية امرأة تعرف جيدًا من تكون، وتُعلن ذلك بتصاميم تنطق بالفن والدقة والإبداع، كل طيّة، كل خيط، وكل حجر تم تثبيته بدقة، يؤكد على التزام الدار بمفاهيم الأزياء الراقية، لا بوصفها مظهرًا فقط، بل تعبيرًا فنيًا عن هوية المرأة المعاصرة.
3. وبهذه المجموعة، يرسّخ سعيد قبيسي مكانته كأحد الأسماء البارزة في مشهد الهوت كوتور العربي والعالمي، مقدمًا مجموعة لا تنحني للمألوف، بل تحتفي بالاستثناء، مجموعة تُحاكي النساء اللواتي يخضن الحياة بقلوب جريئة وأرواح أنيقة، وهن يرتدين القوة كما يرتدين الجمال.

ختام ببطولة أنثوية

1. في ختام العرض، لم يكن الفستان الأخير مجرد تتويج لمجموعة أزياء، بل أشبه بتمثال من الضوء، ينبض بأنوثة ملكية مشغولة بالصبر والجرأة.
2. أطلت العارضة وكأنها بطلة أسطورية خرجت من كتاب كلاسيكي، تمشي على المنصة بخطى من ثقة، ودرعها الرقيّ. كانت هذه اللحظة تتويجًا لرؤية سعيد قبيسي.