في قلب العاصمة الفرنسية باريس، وخلال أسبوع الموضة لموسم ربيع وصيف 2026، قدّمت بيلاجيا كولوتوروس عرضًا لدار لاكوست Lacoste حمل توقيعها الخاص، مزيج من الصفاء الرياضي والأناقة الراقية.اختارت المصممة مساحةً تشبه غرفة ملابس في نادي تنس، أرضيتها مُبلّطة وبسيطة، وأجواؤها هادئة ومفعمة بالحيوية. بدت الفكرة رمزية تمامًا: غرفة تبديل الملابس هنا ليست مجرد مساحة للاستعداد، بل استعارة لمرحلة انتقالية، من الماضي الرياضي للدار نحو مستقبل أكثر نضجًا وتحررًا.بهذا العرض، أثبتت كولوتوروس أن Lacoste قادرة على أن تُعيد تعريف نفسها دون أن تفقد جوهرها، لتجمع مرة أخرى بين الانضباط الفرنسي والسهولة اليومية في آنٍ واحد. رؤية المصممة: قراءة جديدة في تراث رينيه لاكوست لم تعتمد كولوتوروس على شعارات التمساح الشهيرة فحسب، بل أعادت الغوص في جوهر إرث رينيه لاكوست، مؤسس العلامة وبطل التنس الأسطوري. استلهمت المصممة صورًا أرشيفية لرينيه أثناء مبارياته، وأجواء الأندية الخاصة القديمة التي كانت تنضح برائحة الجلد والعشب والاحترام المتبادل. حتى لافتات "للاستخدام في التنس فقط" القديمة تحولت إلى رموزٍ فنية تزيّن الإكسسوارات بطريقة عصرية ساخرة. تقول كولوتوروس في مذكّرات العرض: “أردت أن أُعيد إلى المجموعة الإحساس بالهدوء بعد المنافسة، الأناقة لا تأتي من الفوز، بل من لحظة الاستراحة بعدها.” من هذا المنطلق، جاءت المجموعة كرحلةٍ بصرية بين الملعب وغرفة الاستراحة، بين الجهد والسكينة، بين الأداء الرياضي والتعبير الفني. الهوية البصرية: من غرفة التنس إلى منصة العرض استوحيت المجموعة من جماليات النوادي الرياضية الفرنسية في الستينات والسبعينات، حيث كانت الأناقة جزءًا من الأداء نفسه: أعادت المصممة تصميم المساحة لتبدو وكأنها غرفة ملابس فخمة، تحيط بها المرايا والمقاعد الخشبية وأضواء هادئة تتخللها لمسات من الأبيض الطباشيري والأخضر العشبي، لتجعل الجمهور يشعر وكأنه في ملعب مغلق قبل لحظات من المباراة. هذا المزج بين الأداء والمشهدية منح العرض روحًا مسرحية راقية، إذ عكست كل خطوة من العارضات توازنًا بين الجدية والراحة، كان الهدف واضحًا: إظهار أن أناقة Lacoste لم تكن يومًا متكلفة، بل متجذّرة في البساطة والوظيفة. شاهدي أيضاً: مجموعة Lacoste ربيع 2025 في أسبوع باريس للموضة القصّات والتفاصيل: بساطة هندسية وأناقة عملية هيمنت القصّات النظيفة والهندسية على المجموعة، لكن دون أن تفقد أنوثتها أو روحها الشبابية: ظهرت قمصان البولو الكلاسيكية بتصاميم فضفاضة قليلاً، بياقات واسعة وخيوط دقيقة تزيّن الحواف. فساتين التيري القطنية المبطنة حملت روح الراحة ما بعد المباراة، لكنها صُممت بطريقة تُبرز الخصر بانسيابية أنثوية. أما السترات الخضراء والسراويل الواسعة فقد أعادت تعريف مفهوم الخياطة الرياضية، حيث بدت أنيقة بما يكفي للمدينة، ومريحة بما يكفي للملعب. توازنت المجموعة بين الانضباط الرياضي والتصميم العملي، فجاءت القطع قادرة على التنقل بسهولة بين اليومي والراقي، بين النادي والشارع. الأقمشة: تكنولوجيا الأداء بلمسة ناعمة اعتمدت كولوتوروس ما أطلقت عليه "التراث التقني" أي المزج بين مواد الأداء الحديثة والملمس الفاخر: استخدمت الأقمشة التقنية خفيفة الوزن المستوحاة من ملابس التنس القديمة، لكن بطبقات جديدة من الساتان أو الأورغانزا لخلق تدرجات شفافة. جاءت القمصان ذات النسيج المبطن محاكة بخيوط دقيقة تُذكر بقمصان الأداء القديمة، لكنها اكتسبت بريقًا أنثويًا جديدًا. أما البلوزات الشفافة فكانت محاولة لدمج المفهوم الرياضي مع لمسة من الإغراء الراقي — خطوة جريئة لعلامة تشتهر بالانضباط. النتيجة كانت لوحة من الخامات التي تتحدث بلغة الراحة والوظيفة والجمال في الوقت نفسه. لوحة الألوان: بين التراث والحداثة تنوّعت لوحة الألوان بطريقة مدروسة تُحاكي ملاعب التنس المتنوعة: الطين الأحمر في إشارة إلى ملاعب رولان غاروس. الأخضر العشبي الذي يذكّر بملاعب ويمبلدون. الأبيض الطباشيري الذي يرمز إلى النقاء والبساطة. درجات من البرتقالي الحاد والأزرق السماوي كلمسات حضرية معاصرة تُعبّر عن طاقة المدينة الحديثة. لم تكن الألوان مجرد ديكور، بل وسيلة للتعبير عن التوازن بين الهدوء والانطلاق، بين الأداء والتأمل. شاهدي أيضاً: مجموعة Lacoste خريف وشتاء 2025-2026 الإكسسوارات: رياضية ولكن راقية أكملت الإكسسوارات سردية المجموعة بذكاءٍ مدهش: جاءت الحقائب بأشكال هندسية بسيطة: حقائب duffle مزينة بشراشيب، وأخرى مطوية بنقشة جلد التمساح، في لمسة تحاكي الشعار الأسطوري. برزت الحقائب التوت العملية بتصميمات خفيفة يمكن استخدامها طوال اليوم، لتجسّد روح الأناقة غير المتكلفة. أما الأحذية الرياضية فكانت محور التوازن بين الأناقة والوظيفة، بألوانٍ محايدة وخطوطٍ ناعمة، تُذكّر بأحذية التنس الكلاسيكية ولكن بتقنيات حديثة. هذه التفاصيل عززت فكرة أن فخامة لاكوست الجديدة لا تُعبّر عن البهرجة، بل عن العملية الراقية. اللمسات الإبداعية: من الملعب إلى منصة المدينة تميزت المجموعة بقدرتها على تحويل عناصر الأداء إلى تفاصيل جمالية: فالقواعد المطبوعة على الأقمشة مثل "Play Fair" و"Game On" أعادت صياغة لغة الملاعب إلى رموز للتمكين والحيوية. الفساتين متعددة الطبقات شبه الشفافة جاءت مطبوعة بتصاميم خطوط التنس وأرقام اللاعبين، في خطوة فنية تُجسد الحنين والحداثة معًا. كما استُخدمت الأوشحة الخفيفة والأحزمة الرفيعة لتكسر رتابة الإطلالات، وتُضفي عليها لمسة من الحركة والهواء. من خلال هذه اللمسات، أعادت كولوتوروس تعريف هوية Lacoste، مؤكدة أن الحداثة لا تعني التخلي عن التراث، بل إحياءه بروح جديدة. الأناقة الهادئة: فلسفة كولوتوروس التصميمية ما ميّز هذا العرض هو هدوءه المدروس، لم يكن استعراضًا للقوة أو التفاخر بالعلامة، بل كان تأملًا في الجمال البسيط. تحولت كل قطعة إلى تجسيدٍ لفكرة الاستمرارية، أن الموضة ليست سباقًا، بل إيقاعًا شخصيًا ينسجم مع الذات. قدّمت كولوتوروس تعريفًا جديدًا للترف:ترف الوقت، وتقدير التفاصيل، والاستمتاع بملابس يمكن أن تعيش لسنوات دون أن تفقد معناها. لاكوست بين الماضي والمستقبل مع نهاية العرض، بدا واضحًا أن Lacoste لم تعد مجرد علامة رياضية كلاسيكية، بل دار أزياء تمتلك فلسفة تصميمية خاصة. بيلاجيا كولوتوروس، بمقاربتها البسيطة والعميقة، أعادت رسم ملامح الأناقة الفرنسية اليومية، مُثبتة أن الراحة يمكن أن تكون فاخرة، وأن التاريخ يمكن أن يتجدد دون أن يتبدّد. ربيع وصيف 2026 بالنسبة لـLacoste لم يكن موسمًا جديدًا فحسب، بل ولادة لهوية أكثر صدقًا ونضجًا، في عالم الموضة المتسارع، اختارت الدار التمهّل، وهذا بحد ذاته أعظم أشكال الحداثة. شاهدي أيضاً: Lacoste معاطف مميزة لمجموعة خريف شتاء شاهدي أيضاً: حقيبةٌ "شانتاكو" الأيقونيّةٌ من Lacoste شاهدي أيضاً: مجموعة Lacoste لربيع وصيف 2022 شاهدي أيضاً: عرض Lacoste في NYFW يمثل عالم الفضاء