عندما اقتحمت روجر فيفييه Roger Vivier موسم ربيع 2026، لم تكن تدشّن مجموعة فحسب، بل فصلًا جديدًا في سردها التاريخي، فقد افتُتِح Maison Vivier في 98 شارع الجامعة في سان جيرمان دي بري، ضمن احتفال بالذكرى الستين لابتكار حذاء Belle Vivier.
تحت إشراف إيناس دو لا فريسانج وإدارة الإبداع من جيراردو فيلوني، ارتبط العرض بصالونات تراثية، مشاغل مفتوحة، أرشيفات تُروى، ومجموعة تحمل الاسم Belle Vivier 60 تكريمًا للحذاء الذي أصبح رمزًا خالدًا للأناقة الباريسية، شفي هذه اللحظة المحورية، أصبح العرض ليس فقط استعراضًا للأزياء والإكسسوارات، بل وكأننا ندخل في متحف حيّ يُجسد الإرث والابتكار في آنٍ واحد.
منزل جديد للدار: Maison Vivier كفضاء سردي
- منذ خطوات الزوار الأولى، يُستقبلون بفخامة تُحاكي الحميمية. تم ترميم Maison Vivier بعناية لتجمع بين عبق التاريخ وروح الحاضر. يقع في قلب حي سان جيرمان دي بري، وقد عادت الدار إلى الضفة اليسرى، مكان الهوية الأدبية والفنانية في باريس.
- في الصالونات، تُعرض قطع من خمسينيات وتسعينيات القرن الماضي جنبًا إلى جنب بصورٍ لإلهامات فيفييه الشهيرات، ينسجم الأثاث الأنثوي المزيِّن وكراسي الريجنسي والكونسولات القمرية مع خطوط الأحذية المعروفة، مما يجعل الزائر يشعر بأنه دخل إلى عالم فيفييه الخاص.
- مكتب جيراردو فيلوني محاط بكتب فنية، نماذج جلد، رسومات أولية، ويُعتبر مساحة عمل تُظهر الحاضر الذي يبني من تراث، قاعة الأرشيف تضم أكثر من 1000 إبداع محفوظ بعناية، من رسومات أولى إلى صور تاريخية، وقطع مهمة في تاريخ العلامة.
هكذا، لم يكن العرض مجرد موضة بل حوار حيّ بين الأمس واليوم، حيث المكان نفسه يُصبح جزءًا من القصة.
الرمزية والتاريخ: حذاء Belle Vivier في مركز الاحتفال
- في عام 1965، صمّم روجيه فيفييه حذاء Belle Vivier كجزء من مجموعة Yves Saint Laurent لمجموعة Mondrian، وقد تميّز بإبزيم مربع معدني لامع، ما جعله أحيانًا يُعتبر جسرًا بين الجمال الكلاسيكي والمعاصر.
- كان لهذا الحذاء حضور ثقافي في التاريخ السينمائي، خاصة بعدما ارتدته كاثرين دينوف في فيلم Belle de Jour، مما جعله رمزية تندر من مجرد إكسسوار إلى أيقونة.
- في هذه الذكرى الستين، قرّر فيلوني إعادة تفسير الإبزيم، وتجريب التطريز والألوان الجديدة، وتوفيره ليس فقط في الأحذية بل في الحقائب والإكسسوارات كامتداد لرؤية العلامة.
- مجموعة Belle Vivier 60 إذًا ليست سوى إعادة ولادة للحذاء الأيقوني، لكن بمفردات تتناغم مع عصر جديد، تقدم توازنًا بين التراث والتجديد.
تشكيلة الحذاء والإكسسوارات: تمازج الكلاسيكي والعصري
مجموعة ربيع 2026 تراوحت بين إعادة إحياء تصاميم كلاسيكية وتقديم ابتكارات جديدة:
- الإصدارات الجديدة من حذاء Belle Vivier جاءت بألوان مبتكرة، مثل درجات الخمر الداكن، الكريمي، وربّما جلد البوني الملون كتنويعات عصرية، تم توسيع المجموعة لتشمل حقائب Belle Vivier، حيث تُستخدم الإبزيمات المربعة كأساسٍ لافتٍ في التصاميم، مُستخدمة في الجلد الفاخر والجلود البوني.
- تنويعات في المواد: جلد ناعم، لمسات مطفية، جلد نابض وطبعات جلدية، ربما ظهرت إصدارات مطرّزة أو تحمل زخارف دقيقة تُذكّر بالأقمشة الداخلية أو الأقمشة التي تستلهم من التاريخ، وهو نهج يليق بالعرض التراثي في Maison Vivier.
بهذه الطريقة، تجمع الدار بين رمزية الإبزيم المربّع وبين قدرة التصاميم على التجدد دون فقدان الهوية.
شاهدي أيضاً: مجموعة إكسسوارات Roger Vivier لخريف 2025-2026
عرض الأناقة: من الموكب إلى الحضور
عندما انفتحت أبواب Maison Vivier في يوم العرض، دخل الضيوف إلى صالونات متناهية الأناقة:
- لم يكن العرض على منصة تُضاء أضواء مسرحية، بل في داخل المكان ذاته — بحيث يتحول المشاهد من زائر إلى مشارك في دراما الجمال.
- العارضات توجهن عبر الصالونات والأروقة، يضعن قدميهن على أرضية رخامية أو خشبية، يمرّرن الأحذية أمام الأثاث العتيق، يتفاعلن مع الضوء العابر.
- الموسيقى والمؤثرات خُففت لتُتيح القطع أن تكون هي البطلة، كل خطوة كان لها حضور بصري، مثل مشاهد سينمائية تتم في لقطات متأنية.
المرّكز هنا ليس الصخب، بل صمت الأرض والجلد، هو الحسّ الدقيق الذي يراقب كيف يتفاعل الضوء مع الجلد، وكيف تُلقي الإبزيمات بظلالها، كيف تنساب الملمس.
الفلسفة الجمالية: البطء كفخامة
خلال السنوات الأخيرة، برزت فلسفة البطء في الموضة كرد فعل على الاستهلاك السريع، في هذه المجموعة، يقول فيلوني: "لا نصمم لنُلائم أجواء صناعة سريعة التطور، بل لنمنح عملائنا امتياز التحكم في حياتهم".
هذا الموقف يدفع نحو رؤى تصميمية:
- القطع ليست كثيرة العدد، بل مختارة بعناية.
- التوازن بين الزخرفة والصفاء: الزخرفة موجودة لكن لا تطغى.
- التركيز على الجودة والديمومة: جلدٍ يتحمّل الزمن، إبزيمات تبقى أنيقة رغم الاستخدام.
- التفاعل بين الوظيفة والجمال: الحذاء يجب أن يُلبس، لا أن يُعرض فقط.
ليل البوتيك: المرأة التي تحيا Vivier
- امرأة Roger Vivier في 2026 ليست مبهورة بالأضواء، بل مبهورة بالتفاصيل.
- هي من تعرف أن الإبزيم المربّع ليس ترفًا فقط، بل توقيع شخصي يبرز ذوقها.
- هي من تمشي في شوارع باريس، تحمل حقيبة Belle Vivier، تختار لون حذائها بعناية، وتنتظر أن يكون تصميمها حديثًا لكنه ليس عبثيًا.
- هي من تمزج بين الجدية والرقة، لا تبحث عن شهرة، بل عن تواصل بين الحذاء والقدم، بين التصميم والشخص، بين التراث والحاضر.
التأثير الثقافي والتراثي
لا يمكن قراءة هذا العرض دون الانتباه إلى البُعد الثقافي والرمزي:
- تكريم التراث: العديد من التصاميم التي عُرضت في صالونات الأرشيف، تحضر لتذكير الجمهور بمنجزات الماضي.
- الهوية الباريسية: استعادة Maison Vivier في قلب سان جيرمان دي بري يُعد عودة رمزية إلى جذور الفن والجمال الباريسي.
- الرؤية المستدامة: لا إصدارات موسمية عبثية، بل قطع تُصمّم للبقاء.
- التوسع في الهوية: إكسسوارات، حقائب، ربما عناصر جديدة تربط الحذاء بعالم الأزياء الكامل وليس فقط القدم.
Belle Vivier 60 أيقونة تستيقظ مجددًا
- في يوم تدشين Maison Vivier وعرض مجموعة ربيع 2026، لم تحتفل Roger Vivier بمنتَجٍ جديد فحسب، بل بداية فصل جديد في تاريخها.
- مجموعة Belle Vivier 60 ليست مجرد تكريم للأيقونة، بل وعد بأن الجمال الحقيقي لا يشيخ، وأن الحرفية والدقة والعاطفة يمكن أن تتعايش مع روح الحاضر.
- ربما تغيّرت صيحات الموضة، لكن عندما يلتقي الفعل الإبداعي مع التاريخ واللمسة الإنسانية، تولد لحظات خالدة، وهذه المجموعة واحدة منها.
إنها دعوة لكل عاشق للجمال: أن يلتفت إلى ما تحت السطح، إلى الإبزيم، إلى الظلال، إلى الصوت الصامت لحذاءٍ يكاد يبوح.
شاهدي أيضاً: مجموعة Roger Vivier: أناقة متجددة وجرأة راقية
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.