الارشيف / مصر اليوم / الحكاية

من دير ياسين إلى جباليا.. 75 عاماً من المذابح الإسرائيلية.. "صفقة القرن بداية أم نهاية"

عشرات المجازر وآلاف القتلى .. تاريخ دموي للمحتل الإسرائيلي

أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على ارتكاب مجزرة بشعة بحق سكان مخيم حباليا والذي يقع شمالي شرق قطاع غزة مخلفة وراءها أكثر من 600 شهيد وعشرات المصابين.

وتعد مجزرة جباليا عيان على دموية الاحتلال الإسرائيلي الذي ارتكب عشرات المجازر بحق الفلسطينيين والعرب منذ اندلاع الصراع العربي الإسرائيلي عقب إعلان وعد بلفور عام 1927 والذي منح اليهود الحق في إقامة دولتهم على الأراضي الفلسطينية والتي كانت تحت الاحتلال البريطاني في ذلك الوقت وتحت تاج الدولة العثمانية التي لفظت أنفساها الأخيرة عقب انتهاء الحرب العالمية الأولى.

عقب منح الإنجليزي آرثر بلفور وعده المشؤوم لليهود بإقامة وطن قومي على الأراضي الفلسطينية بدأت معاناة العرب مع اليهود وانطلقت دعوات المقاومة للعصابات الصهيوينة التي بدأت تتوافد عن طريق البحر من شتى أنحاء أوروبا لتتخذ من المدن الساحلية الفلسطينية موطئأ لها وخاصة مدينة يافا ذات الأصول التاريخية والتي تحولت لاحقاً إلى مدينة تل أبيب وهو اسم أحد أحيائها التي كان يقطنه اليهود قديماً ليبتلع الحي المدينة ويصبح رمزاً تاريخياً على اغتصاب الحقوق تزييف الهوية والتاريخ.

انتفاضة الفلسطينين " حرب الطرق " .. بداية :

بدأت صيحات الهجرة إلى الوطن القومي لليهود تتزايد في أوروبا وبدأت معها موجات نزوح لليهود بالآلاف إلى الأراضي الفلسطينية وهو ما خلق حالة من السخط بين الفلسطينين أصحاب الأرض لتندلع مواجهات دامية بين العرب واليهود وقامت المقاومة العربية بقطع الطرق بين المستوطنات اليهودية مما أدى إلى عزل معظمها وحصارها وهو ما عرف بحرب الطرق الأمر الذي أثر على معنويات المهاجرين من اليهود حتى قرر قادة العصابات اليهودية شن هجمات مضادة لحفظ ماء وكان ذلك في ربيع عام 1948.

مذبحة دير ياسين .. تهجير بقوة الرعب :

بعد استعادة العصابات اليهودية التوازن مع المقاومين العرب واستشهاد المقاوم البطل عبد القادر الحسيني قائد المقاومة العربية قررت عصابات الأرجون والشتيرن اليهودية المسلحة شن هجمات مضادة فكان التفكير في اقتحام قرية دير ياسين والتي تقع غربي القدس ,على الرغم من أن تلك القرية تحديداً رفضاً الانخراط في المقاومة بأي شكل من الأشكال أو المساهمة في شن هجمات على المعسكرات اليهودية القريبة من أراضيها بل أن عمدتها وقع ما يشبه معاهدة سلام مع اليهود المتاخمين لحدود القرية لتعد بذلك أول معاهدة سلام في العصر الحديث بين العرب واليهود.

ولكن كعادة اليهود في نقض العهود والمواثيق اقتحمت العصابات الصهيونية القرية المسالمة ونكلت بالنساء والأطفال والشيوخ في مشهد مروع مخلفة وراءها أكثر من 300 شهيد من المدنيين الفلسطينين.

ألقت المذبحة بظلالها على الصراع الدائر في ذلك الوقت ليفضل الفلسطينين الهجرة إلى مناطق بعيدة عن نفوذ العصابات اليهودية وترك قراهم ومدنهم خوفاً من التنكيل بهم في مشهد ليس ببعيد عما يحدث في غزة حالياً.

وكانت تلك المذبحة نزوح الآلاف الفلسطينين من قراهم أو الهجرة خارج فلسطين بمجرد سماعهم نبأ اقتراب العصابات اليهودية والتي تحولت لاحقاً إلى جيش الاحتلال.

لتندلع عديد من المعارك والحروب النظامية بين جيش الاحتلال والدول العربية بداية من 1948 مرورا بالعدوان الثلاثي على عام 56 ثم نكسة 67 ثم حرب 73 وهي آخر حرب نظامية بين اليهود والعرب إلا أنهم لم يلبثوا أن خاضو معارك عديدة مع منظمات مقاومة في لبنان بعد احتلال الجنوب وفي فلسطين مع منظمة التحرير الفلسطينية وحركة حماس في غزة.

وما بين هذا التاريخ وذاك ارتكب اليهود عشرات المجازر بحق المدنيين العرب .. مذبحة مدرسة بحر البقر في مصر وصبرا وشاتيلا في لبنان وفي خلال الحرب الدائرة على قطاع غزة ارتكب عديد من المجازر بقصف مستشفى المعمداني ومخيم جباليا والذي خلف مئات من القتلى والجرح.

صفقة القرن .. التاريخ يعيد نفسه:

وبالنظر إلى المشهد الفلسطيني حالياً والعربي نجد أن الليلة أشبه بالبارحة مع تداول مصطلح صفقة القرن والذي يقضي بحسب ما أثير في وسائل الإعلام بتهجير سكان غزة إلى مصر وهو ما تسعى إليه قوات الاحتلال جاهدة مستخدمة نفس تكتيك مذبحة دير ياسين بارتكاب المجازر الوحشية بحق المدنيين حتى تجبرهم على ترك الأرضي والخروج منها بدافع الخوف من البطش والتنكيل وهو ما يعني موت القضية الفلسطينية نهائياً.

 

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الحكاية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الحكاية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا