الارشيف / مصر اليوم / الحكاية

إخلاء قسري واستشهاد مرضى.. جرائم جيش الاحتلال لا حدود لها في مستشفى الشفاء

في استمرار واضح للاستهانة بحياة المدنيين الفلسطينيين، وقرارات المؤسسات الدولية، أخلى جيش الاحتلال الإسرائيلي، المرضى والمصابين القادرين على المشي والنازحين والأطقم الطبية من مجمع الشفاء الطبي الذي انتهكه منذ أيام بزعم وجود مقر قيادة حماس تحته، رغم أنه لم يقدم أي دليل حتى الآن.

وفي وقت سابق رفضت الأطقم الطبية العاملة في المجمع، طلب جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعدما أمهلهم ساعة واحدة فقط لتنفيذ قرار الإخلاء، نظرًا لاحتوائه على آلاف المرضى والطواقم الطبية والنازحين، وهو ما يعني تهديد حياة المئات، وذلك بعد وفاة كل المرضى بالعناية المركزة، وعددهم 54 شخصًا، جراء قطع الإمدادات الطبية والوقود.

المهلة انتهت بالفعل دون استجابة من قبل الأطقم الطبية والعاملين بالمستشفى، ليقرر جيش الاحتلال إخلاء المجمع قسريًا.

وفي يوم الأربعاء الماضي، اقتحم جيش الاحتلال المستشفى بدباباته وجنوده بعد أن أعلنه هدفًا عسكريًا، ما أسفر عن وفاة العشرات وتكدس الجثث بالمستشفى، بسبب الحصار الذي فرضته القوات منذ أكثر من أسبوع.

ومنذ حصار المستشفى أصبحت السمة الوحيدة هي الموت في مجمع الشفاء، بحسب محمد أبو سلمية مدير مستشفى الشفاء، الذي أشار إلى أن عدد المحاصرين في المستشفى يبلغ نحو 7 آلاف، بين مريض ونازح وأفراد الطواقم الطبية، مؤكدًا أن الاحتلال يرتكب إبادة جماعية بحق المرضى والأطفال داخل المستشفى.

ورغم توجيه العاملين في المستشفى نداءً للمؤسسات الدولية، لحمايتهم هم والموجودين في المستشفى، ورغم تصريحات المنظمات الحقوقية أن الاحتلال لم يقدم أي دليل يذكر يبرر إسقاط الحماية القانونية التي يمنحها القانون الدولي للمستشفيات، يواصل الاحتلال اعتدائه بطلب إخلاء المستشفى.

وزعمت إسرائيل قبل اقتحام المستشفى، أن حركة حماس تستخدمه غطاءً لإخفاء مداخل الأنفاق ومراكز القيادة والعمليات، ونشر متحدث جيش الاحتلال دانيال هاجاري، رسومًا بيانية وتسجيلات صوتية يقول إنها تظهر استخدام حماس لإخفاء نقاط دخول إلى شبكة الأنفاق الواسعة.

ورغم مرور نحو 3 أيام من اقتحام مستشفى الشفاء، لم يقدم الاحتلال أي دليل على وجود أنفاق، وعاث فيه فسادًا بتفجير مستودع أدوية وأجهزة طبية داخله.

وبحسب "أبو سلمية"، فإن الوضع في المستشفى يزداد مأسوية ساعةً بعد ساعة، إذ يقتحم الجنود كل الأقسام داخل المستشفى لتفتيشها، وممارسة تجريف المناطق الشمالية والغربية بالمستشفى، وتشمل منطقة مبنى الحروق والصيدلية المركزية وقسم غسيل الكلى.

وأكد أنه لا يوجد حليب للأطفال أو مياه لصنع الحليب، في ظل الانقطاع التام للكهرباء والماء في المستشفى، مؤكدًا أن أطفال الحضانات يعانون الآن من الإسهال والقيء لعدم توفر الماء.

وتابع أن المرضى يموتون تباعًا، وأصبح المرضى والطواقم الطبية كأنهم في سجن كبير قد يشهد عملية إبادة جماعية بسبب عدم وجود أي مقومات للحياة.

ويضم المجمع الواقع شمال قطاع غزة، 3 مستشفيات متخصصة هي "الجراحة والأمراض الباطنية والنسائية والتوليد"، كما يضم قسم الطوارئ ووحدة العناية المركزة وقسم الأشعة وبنك الدم وقسط التخطيط، ويعمل فيه نحو 25% من العاملين في مستشفيات قطاع غزة، وكان يعج بآلاف المرضى بطريقة تفوق طاقته الاستيعابية التي تبلغ 500-700 سرير.

وعانى المستشفى من وضع كارثي، الحصار ونقص الوقود والدواء، وكثرة أعداد الجرحى والحالات الحرجة بسبب القصف المتواصل.

ويقع مجمع الشفاء الطبي على مفترق طرق في المنطقة الغربية الوسطى من مدينة غزة، ويطل على شارعي عز الدين القسام والوحدة، وتبلغ مساحته 45 ألف متر، وهو مجمع ضخم من المباني والأفنية، وينحصر بين مخيم الشاطئ وحي الرمال.

ويعد مجمع الشفاء، أكبر مؤسسة صحية في قطاع غزة، أنشأه الانتداب البريطاني عام 1946، وانتقلت إدارته لمصر لنحو 20 عامًا بعد انتهاء الانتداب البريطاني.

وبعد حرب عام 1967، سيطرت إسرائيل عليه وقررت إعادة بنائه.

كان للمجمع دور أساسي في الانتفاضة الفلسطينية عام 1987، ودارت فيه أولى مواجهات الانتفاضة، إذ اقتحمه طلاب فلسطينيون لمواجهة الجنود الإسرائيليين المجتمعين داخله.

ورُفع العلم الفلسطيني على المستشفى، عام 1994، وأدت قوات الأمن التابعة لحركة فتح التحية للعلم بعد منح الفلسطينيين حكمًا ذاتيًا محدودًا على القطاع خلال عملية أوسلو للسلام.

انتقلت السيطرة الفعلية على المستشفى إلى حركة حماس بعد الفوز المفاجئ في انتخابات عام 2006، وبسط نفوذها العسكري على القطاع عام 2007.

ولعب المستشفى دورًا أساسيًا في إيواء العائلات خلال الحروب، ونزح إليه خلال الأيام الماضية أكثر من 40 ألف شخص للاحتماء من الغارات، لجئوا إلى الخيام التي يوفرها المجمع لإيواء العائلات النازحة.

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الحكاية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الحكاية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا